أسبح وسبّح للجمهورية الثانية.. لك حرية التعبير لتربية عضلات اللسان وتوسيع الشدق ولهم حرية الفساد في مكتسباتك ومكتسبات البلاد باسم الدستور يجعلونك حرّا في أن تفرغ قلبك من هم وغلّ عليهم مقابل حريتهم في أن يفرغوا جيبك وبطنك لكي يخف وزنك وثقل قامتك وعلوّ هامتك حتى تكون خفيفا في سباحتك في الفراغ سباحة حرّة في المسافات الطويلة كما شئت على البطن أو على الظهر أو فراشة. لا تخش الغرق... غص في أعماق الفراغ ولا تحذر حيتانه ودلافينه ومفترساته كلها فوراءك لجان لمجابهة الكوارث ولجان تحقيق و«كردونة» ومنتجع للتكوين المهني في قطع الرّقاب في «الرقاب» وسفراء من قوم لوط للتدريب على مهنة قومهم التقليدية للناشئة. اسبح وسبّح للجمهورية الثانية لا خوف بعد الساعة لا وجود لما هو مخيف أكثر مما عشناه ورأيناه. ألم نر جثثا أشلاء وأرجل وأياد مبتورة فوق الألغام؟ ألم تصلنا رؤس مقطوعة في ساشيهات؟ ألم نتسلّم من الرقاب أطفالا مقتولي العقل والبراءة؟ ألم تأتنا جثامين ملائكات في كرادن؟ ألم ندفن أصواتنا في صناديق الاقتراع؟ ألم نتقبّل التعازي في ضحايانا من الخارج والقتلة منا في الداخل؟ ألم يعش بيننا أكثر من عزرائيل مواز في الأمن الموازي والحكم الموازي والاقتصاد الموازي والتعليم الموازي والاعلام الموازي؟ خوفي اليوم لا من «كرادن» الانتخابات وإنما على التونسي من أن يسمع خبرا مفرحا فيموت من الفرحة وإن لم يمت هل يعيش «عسكري كردونة الى يوم الكردونة بعد عمر طويل».