الأحد 17 مارس 2019. هذا التاريخ قد يَعني لشقّ من التونسيين نِهاية «أيام الحسوم» بما فيها من رياح و»تَشاؤم» حَسب المَوروث الشعبي. أمّا بالنسبة لأهل الكرة فإن التاريخ المذكور يُحيلهم على الانطلاقة الفِعلية لحَقبة الفرنسي «ألان جيراس» مع المنتخب الوطني المُقبل على تحدّ كَبير يتمثّل في مُطاردة الكأس الإفريقية التي تحصّلنا عليها للمرّة الأولى والأخيرة عام 2004. ومن المُقرّر أن يُدشّن «جيراس» اليوم مسيرته مع تونس بحصّة تدريبية في ملعب المنزه الحَامل لجزء مُهمّ من أرشيف الكرة التونسية. ومن المعروف أن فريقنا الوطني يستعدّ لمُلاقاة «اسواتيني» (سوازيلاند سابقا) يوم 22 مارس في رادس وذلك في نطاق الجولة الخِتامية من تصفيات «الكان». هذا قبل التحوّل إلى الجزائر لخوض المُواجهة الودية المُرتقبة ضدّ الأشقاء يوم 26 من الشّهر نفسه. بداية الجِديات دخل عقد «جيراس» مع الجامعة حَيّز التَنفيذ مَطلع جانفي 2019 لكن العَمل الفِعلي لمدربنا الوطني سيبدأ اليوم عندما تخوض عناصرنا الدولية مُصافحتها الأولى مع القائد الجديد خَلفا للبنزرتي المَعزول بتُهمة الإفراط في فَرض الانضباط على اللاعبين الذين «حَفيت أقدام» المسؤولين لإلحاقهم بالفريق كما هو شأن «الفتى المُدلّل» للجريء سيف الدين الخَاوي. على دفعات في ظلّ التزامات الكثيرين منهم مع الجمعيات الحَاضنة، سَيتوافد لاعبونا الدوليون على دفعات وقد وصلت بعض الأسماء المَدعوة منذ الأمس كما هو الحَال بالنسبة إلى مُحترفينا في السعودية فاروق بن مصطفى ورامي البدوي هذا في انتظار قدوم البقية خلال السّاعات القادمة. نُقطة تنظيمية «ويكلو» (أودون حُضور الجمهور). هذه الكلمة المَقيتة في نظر الجماهير الرياضية تكرّرت في سبع مُناسبات في البرنامج الذي قدّمته الجامعة عن تحضيرات المنتخب استعدادا لمُواجهتي «اسواتيني» والجزائر يَومي 22 و26 مارس. وقد أثار قرار منع الجماهير التونسية من مواكبة تمارين «النسور» في كلّ الحصص التدريبية جدلا واسعا في صفوف الأنصار وحتى الإعلاميين الذين «سَيتكرّم» عليهم مكتب الجريء ب 15 دقيقة فحسب لإنجاز التقارير والحصول على الصّور والتصريحات التي قد تكون مع لاعبين يُحدّدهم المنظّمون وهو ما من شأنه أن يُفرز مادة إعلامية مُتشابهة و»هَزيلة». ولئن تعوّدت الصّحافة الرياضية على مِثل هذه التَضييقات وحتى على «مُحاصرة» التدريبات بالحَرس الشخصي للجريء فإن المُتضرّر الأكبر هو الجمهور التونسي الذي من حقّه الإلتحام بلاعبي منتخبه لتكون العلاقة أقوى وأصلب مع تمرير رسالة قَوية مفادها أن «مَريول» الفريق الوطني يبقى في المقام الأول وحبّ الجمعية يَأتي ثانيا. كما أن هذه التربصات تُشكّل فرصة جيّدة ليحتك الأطفال الصّغار بالنجوم الذين من واجبهم تمكين الناشئة من إلتقاط الصّور والتوقيعات التِذكارية مِثلما يحدث في سائر المنتخبات الغَربية والعَربية كما هو شأن فرنسا والبرازيل ومصر والمغرب... حُجّة «جيراس» ضَعيفة في حَديثه عن «تغييب» الجماهير عن تدريبات «النُسور»، أشار «جيراس» إلى أن فريقه يريد المُحافظة على الحدّ الأدنى من «السِرية» على مُستوى التوجّهات التكتيكية واعتبر في الوقت نفسه أن «الويكلو» من الإجراءات المَعمول بها لذلك فإنه لا دَاعي لإثارة هذه النّقطة. ولا يُمكننا طبعا إلاّ أن نَحترم مَوقف «جيراس» لكن هذا لن يَمنعنا من القول إن هذه الحجّة ضَعيفة وقد لا تُقنع الجمهور خاصّة إذا عرفنا أن منتخبنا سيخوض 8 حصص تدريبية بين المنزه ورادس (7 حصص دون حضور الجمهور والثّامنة مفتوحة للإعلام ولمدّة 15 دقيقة فحسب). وهذا الكمّ الهائل من التدريبات يسمح للإطار الفني بمنح الضوء الأخضر للأحباء للحضور ولو في حصّة يَتيمة. وسيكون من «الغَباء» طبعا أن نصدّق بأن جميع التمارين تتضمّن عملا تكتيكيا لا ينبغي على أحد أن «يتجسّس» عليه. والأغرب من ذلك أن المُقابلتين المُنتظرتين للفريق الوطني بلا رِهان بما أن عناصرنا الدولية حسمت التأهل إلى «الكَان» وستخوض مباراة «اسواتيني» لإنعاش المعنويات ورُبّما بعنوان «الإستعراض». أمّا مواجهة الجزائر فهي ودية ولا تحتاج تحضيراتها إلى «السرية» المُتحدّث عنها. والحقيقة أن «مُعاقبة» الجمهور التونسي بعدم حُضور التمارين في عهد «جيراس» ومن قبل ذلك مع البنزرتي ومعلول تُقيم الدليل القاطع على أن الجامعة هي الجهة التي تَفرض «الويكلو». وكان بالإمكان حَجب الجمهور في بعض الحِصص المُهمّة تكتيكيا والسماح له بالحضور في التمارين «العَادية». وخير الأمور أوسطها لمن يملك عقلا راجحا لا «مُتغوّلا» مِثل الجماعة التي قامت ب»السّطو» على كامل مكوّنات اللعبة بما في ذلك «منتخب الشعب». وللحديث بقية برنامج تمارين المنتخب 17 مارس (س16): حصّة تدريبية في المنزه (ويكلو) 18 مارس (س16): حصّة تدريبية في المنزه (ويكلو) 19 مارس: - حصة تدريبية في المنزه (س10 / ويكلو) - حصّة تدريبية في رادس (س16 / ويكلو) 20 مارس (س 16): حصة تدريبية في رادس (مفتوحة للإعلام ولمدّة 15 دق) 21 مارس (س16): حصة تدريبية في المنزه (ويكلو) 23 مارس (س16): حصة تدريبية في المنزه (ويكلو) 24 مارس (س16): حصّة تدريبية في رادس (ويكلو)