مرّة أخرى يُعاني المنتخب الوطني من «كَابوس» الغِيابات الذي شَملت العديد من الأسماء وذلك لأسباب مُختلفة. ولاشك في أن المدرب الجديد ل «النسور» «ألان جيراس» من «المَحظوظين» بحكم أن تأثيرات هذه الغيابات سيكون محدودا خاصّة إذا عرفنا أن الفريق سيخوض مُواجهتي «اسواتيني» والجزائر يومي 22 و26 مارس دون ضُغوطات. ومن المفروض أن يكتسح أبناء «جيراس» منتخب «اسواتيني» بعدد كبير من الأهداف وبأقل جهد مُمكن قياسا بضعف هذا الخصم الذي سنواجهه بعد غد في رادس لحساب الجولة الخِتامية من تصفيات «الكان». كما أن مباراة الأشقاء ذات صِبغة ودية ما يعني أن منتخبنا سيخوض رحلة الجزائر بمنأى عن ضغط النتيجة وقد لا يحتاج إلى كلّ «أسلحته» الأساسية في هذه المواجهة المَغاربية التي تندرج في نطاق التحضيرات التونسية - الجزائرية للكأس الإفريقية المُرتقبة في مصر بين 21 جوان و19 جويلية 2019. الخزري يُثير الجدل لئن كان احتجاب إلياس السّخيري عن تربّص المنتخب مُتوّقعا على خَلفية الإصابة التي تَعرّض لها مُحترف «مُونبليي» في لقاء «ليون» فإنّ الإعلان عن غياب وهبي الخزري عن مُواجهتي «اسواتيني» والجزائر أثار جَدلا واسعا. وقد اختلفت القِراءات بين مُصدّق لإصابة الخزري ومُكذّب لهذه الرّواية خاصّة في ظل «السّوابق» الشهيرة للاعبينا في «التَمارض». وتَعرفُ هذه الظاهرة الخطيرة ذروتها أثناء الرحلات القارية الشاقة والمُباريات الودية أو في المواجهات الرسمية أمام منتخبات من الوزن «الخَفيف» كما هو شأن «الطّبق» المُنتظر بعد غد أمام «اسواتيني». من جِهته، أكد الإطار الطبي للمنتخب بقيادة الدكتور سهيل الشملي أن الخزري يشكو من إصابة «قديمة» وقد عَاودته الأوجاع في الأيام الأخيرة ما سيحكم عليه بالغياب عن تربّص «النسور» تفاديا للمُضاعفات الجانبية. ويؤكد الإطار الطبي في السياق نفسه أنه تحصّل على التقرير الخاصّ بالوضعية الصحية لمُحترفنا في «سانت ايتيان». والجَدير بالذّكر أن الخزري كان قد شارك في لقاء «ليل» يوم 10 مارس وقد تحصل أثناءه على بطاقة حمراء وهو ما فرض عليه التخلّف عن المباراة الأخيرة ضدّ «كان» (يوم 16 مارس). ومع انطلاق تربص المنتخب يوم 17 مارس ساد الإعتقاد بأن الخزري سيكون في الموعد غير أنه تمّ الإعلان في اليوم المُوالي عن تخلّفه بسبب الإصابة «المُثيرة للجَدل». حفاظا على حُقوق المنتخب في سِياق مُتّصل بالملف الصّحي للخزري من المُتوقّع أن تَتكفّل لجنة المنتخبات برئاسة هشام بن عمران ب»التحري» و»التحقيق» في هذه «القضية» والأمل كلّه أن تكون هذه العملية جدية وليست مجرّد ذرّ للرّماد على العيون. ولا اختلاف في أن وهبي يبقى أحد أهمّ وأبرز العناصر المَهارية في منتخبنا. كما أن مسيرته في البطولة الفرنسية تبعث على الفخر خاصّة بعد أن أصبح الهدّاف التاريخي للاعبين التونسيين المُحترفين في بلد الأنوار. لكن جميع هذه الخِصال الفنية والمَكاسب الرياضية لا تُبيح له أبدا «التمرّد» لأنه لا كبير في المنتخب الذي سبق لأهله أن رفعوا «الحَصانة» عن «عتوقة» وطارق فما بالك بنجم «صَغير» و»مُشاغب» مِثل الخزري. ماذا عن بْرون؟ بالتوازي مع غياب السخيري والخزري، تلقّى المشرفون على المنتخب معلومات تفيد بأن مُحترفنا في «جِينت» البلجيكي ديلان برون يشكو من التهاب في الأذن وبالتالي تأكد غيابه عن صفوف المنتخب. ما هذا؟ من المُؤكد أن المُتابع عن كثب لتربّص المنتخب سيلاحظ الفوضى التنظيمية العَارمة وهو أمر غير مَقبول في فريق شارك خمس مرات في المُونديال وينشط صُلب جامعة تجاوزت عتبة الستين عَاما. مظاهر الفوضى برزت للعيان من خلال التأخير الحاصل في معالجة الملف الجماهيري إستعدادا لمباراة بعد غد ضدّ «اسواتيني» في ملعب رادس. ومن المعروف أن هذا اللقاء سيكون أمام منافس مغمور ولن تكتسي المباراة أهمية كبيرة بما أن المنتخب قد حسم الترشح إلى «الكان» بصفة مُبكّرة. وبناءً عليه فإن المنطق كان يفرض على لجنة ابراهيم عبيد أن تقوم بحَملات تسويقية وأن تتّخذ جُملة من الإجراءات التشجيعية لإنجاح هذا اللّقاء من النَاحية الجَماهيرية لا أن تتعامل مع هذا الجانب بالكثير من «الإهمال». وقد سقط الفريق الإعلامي بدوره في «التَقصير» في ظل غياب الصُور والفيديوهات الخاصّة بالتدريبات. ومن المعلوم أن هذا التربّص يُعدّ الأول في مسيرة «جيراس» مع المنتخب وقد كان من المفروض أن يتمّ تنزيل صور الحصة الإفتتاحية لما فيها من رمزية وكذلك من باب التوثيق وحتى يَطّلع الجمهور على نشاط منتخبه عبر موقع الجامعة بعد أن فرض الجريء «الويكلو» في التَمارين. والغريب في الأمر أن المشرفين على الجوانب التنظيمية لم يُهملوا تَصوير التمارين فحسب بل أنهم حكموا على الصّحافة الرياضية بإذاعاتها وتلفزاتها وجرائدها ومواقعها الإلكترونية بأن لا تأخذ عنهم المشعل وتتكفّل بأخذ التصريحات وإلتقاط الصُور إلا في اليوم الرابع من التحضيرات. (من غير المُستبعد أن تكون الجامعة قد أمرت بتنزيل بعض الصّور يوم أمس في سبيل حفظ ماء الوجه). والحقيقة أن «تُهمة» الفوضى ثابتة في المنتخب ولا يُمكن إنكارها ونتمنّى طبعا أن يقع التدارك إنتصارا لسمعة ومصلحة الفريق الوطني وهو مُلكنا جميعا حتى وإن حكمت عليه الجامعة بالنشاط خلف الأبواب المُغلقة وفي «الظلام»: أي بلا جمهور ولا إعلام في موسم نحلم فيه بالقبض على الكأس الإفريقية.