عبر رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أمس عن قناعته بأن تونس ليست بخير اقتصاديا خاصة مؤكدا أن الحل يكمن في الوحدة الوطنية التي أنقذت تونس منذ مرحلة الكفاح الوطني. تونس «الشروق» تغطية عبد الرؤوف بالي حمل خطاب رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بمناسبة ذكرى الاستقلال العديد من الرسائل التي وجهها الى المواطنين والسياسيين على حد السواء. وكانت أبرزها أن تونس تتراجع اقتصاديا خاصة أن الوحدة الوطنية التي أنقذتها في مرحلة التحرر من الاستعمار ومرحلة بناء دولة الاستقلال هي الكفيلة بإنقاذها اليوم. استخلاص العبر وقال رئيس الجمهورية إنه «لابدّ من استخلاص العبر من الماضي ومن نجاح تونس في تجاوز الصعاب والأزمات التي مرت بها منذ ما قبل الاستقلال بفضل وحدة الصف. وإن كانت تونس قد نجحت في ذلك منذ الاستقلال الى اليوم فذلك بفضل الوحدة الوطنية دون وقوف عند الانتماءات» مذكرا بأن حكومة ما بعد الاستقلال مثلت حكومة وحدة وطنية شارك فيها اتحاد الشغل ومستقلون وحتى الحزب الشيوعي. وتابع «ذكرى 20 مارس هي مناسبة للتذكير بجسامة التضحيات التي قدمها الشعب التونسي في كل الأزمات التي مرت بها البلاد. ونجح بفضل الوحدة الوطنية في تجاوز الصعاب... الماضي يجب أن يكون عبرة لنا في حاضرنا ومستقبلنا. فتونس كلما واجهت رهانا صعبا الا ونجحت فيه بفضل الوحدة الوطنية». وأوضح أن رئاسة الجمهورية سبق وفعّلت مفهوم الوحدة الوطنية من خلال وثيقة قرطاج. «لكن بعض الأحزاب خيّرت الابتعاد عن ذلك دون سبب. ولا نعرف لليوم لماذا؟ منها حزب المشروع والحزب الجمهوري. وقد تجاوزنا ذلك لكن وجدنا أنفسنا في مضيق لابد من الخروج منه». وأضاف رئيس الجمهورية «لا عداوة أو صداقة نهائية في السياسة. هناك فرق بين رجل السياسة ورجل الدولة. وهو أنّ رجل السياسة لا يفكر إلا في الانتخابات. لكن رجل الدولة همه مستقبل البلاد والأجيال. وللأسف تونس تفتقر الى رجال الدولة». هذا واستعرض الباجي قائد السبسي حصيلة عمل الحكومة الحالية التي قال إنها ثمرة إقصائه في مخالفة واضحة لنص الدستور مؤكدا أن الحصيلة خطيرة. وإنه لم يقدم تلك الحصيلة للتشهير وانما للتأكيد على خطورة الوضع وضرورة التكاتف من أجل إخراج البلاد من المسار الاقتصادي الذي سلكته والذي أصبح ينذر حتى بصعوبة الحصول على ديون في المستقبل بعد تجاوز نسبة التداين 71 بالمائة. تطبيق الدستور وأضاف «نحن اليوم في سنة انتخابية. ولابد من إعادة فهم الدستور والتفكير في تعديل بعض فصوله .. ونحن نقبل كل القراءات من جميع الأحزاب حتى تلك التي تحمل مرجعية إسلامية وكنت شخصيا دافعت عنها وعن الاسلام في الخارج. وأكدت أن الاسلام دين ديمقراطي». وتابع ‹› لسنا من صاغ الدستور الذي شهد العالم بأنّه من أحسن الدساتير... وقد ضمن المساواة بين المرأة والرجل. وهنا تتنزل مسألة المساواة في الميراث التي قمنا دورنا في تطبيق الدستور في شأنها. ربما هناك معارضة لكن بورقيبة أيضا واجه معارضة شديدة بخصوص مجلة الأحوال الشخصية. لكن اليوم الجميع يقر بأنه كان من أهم إنجازاته». وبين الرسائل المشفرة التي وجهها الرئيس في خطابه تلك التي جاءت في آخره والتي قال فيها «أتمنى أن يعود الشاهد ولا أقصد (شاهد العقل) هنا وانما أقصد الشاهد». أرقام نسبة التضخم 2010 كانت 4.4 ٪ في 2016 أصبحت 3.7 ٪ في 2017 اصبحت 5.3 ٪ وفي 2018 7.3 ٪. نسبة التداين العمومي 2010 كانت 40 ٪ وأصبحت 61.2 ٪ في 2016 ثم 70.3 ٪ في 2017 ثم 71.7 ٪ في 2018. العجز التجاري 2010 كان في حدود 8.3 وفي 2016 اصبح 12.6 وفي 2017 15.6 ثم في 2019 أصبح 19.1. العجز الطاقي من 600 مليون وصل اليوم الى 6 مليارات. نور الدين الطبوبي.. الاتحاد يدعم مبادرة الوحدة الوطنية بشروط اعلن الامين العام للمنظمة الشغيلة نور الدين الطبوبي امس دعم اتحاد الشغل لمبادرة الوحدة الوطنية اذا ما استجابت الى جملة من الشروط. وتفاعلا مع دعوة رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي امس الى تجاوز الصراعات السياسية وإيجاد أرضية توافقية للحسم في القضايا المصيرية التي تعيش على وقعها البلاد اليوم، أكّد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي دعم المنظمة الشغيلة هذه المبادرة. واضاف نور الدين الطبوبي أن الاتحاد يدعم مبادرة الوحدة الوطنية بشروط ان تكون قائمة على جملة من القناعات والثوابت التي تهدف الى انقاذ الاقتصاد الوطني وتحسين حياة المواطن وتابع قائلا :إذا طرح التفكير اليوم في وحدة وطنية على أساس قناعات وثوابت هدفها الرئيسي انقاذ الاقتصاد الوطني، فإن اتحاد الشغل سيكون قوة خير ودعم للتقدم بالبلاد وتحسين حياة المواطن وتكريس المبادئ التي قامت من أجلها الثورة وضحى من أجلها الشباب. وفي سياق متصل بحديث رئيس الجمهورية بشأن تراجع الانتاج في العديد من المجالات ومن بينها انتاج الفوسفاط قال الطبوبي إن رئيس الجمهورية يعلم جيّدا أن عمال شركة فسفاط قفصة لم يقوموا بأي إضراب بعد الثورة ولم يقع قطع الإنتاج ولا مرة واحدة، وأن التعطيلات التي حصلت في الإنتاج كانت بسبب احتجاجات وتحركات اجتماعية خارج الشركة تطالب بالتنمية ومكافحة التلوث والاهتمام بالبيئة. وتجدر الاشارة الى ان الاتحاد العام التونسي للشغل كان من بين اهم الموقعين على وثيقة قرطاج التي أسست الى حكومة الوحدة الوطنية ومن بين أهم الداعمين لمشروع وثيقة قرطاج 2 قبل تعليق الاشتغال عليها أواخر ماضي بسبب اختلاف وجهات النظر حول مصير حكومة الشاهد آنذاك. ياسين ابراهيم.. عيد الاستقلال مناسبة لتكريس قيم العمل دعا رئيس حزب آفاق تونس ياسين ابراهيم الى ان يكون عيد الاستقلال مناسبة لتكريس قيم الحرية والعمل والمسؤولية. واعتبر ياسين ابراهيم أن بناء الدول لا يتم باستغلال المشاعر الدينية أو الوطنية وتوظيف الخطاب الشعبوي وإنما يكون من خلال تكريس قيم الحرية والعمل والمسؤولية وامتلاك مشروع حضاري وإرادة سياسية شجاعة للإصلاح. علي العريض.. الوقت ليس مناسبا لتعديل الدستور قال نائب رئيس حركة النهضة ،علي العريض في تصريح إعلامي « إن الوقت ليس مناسبا الآن لتعديل الدستور قبل الانتخابات ويجب أن يكون بعد استكمال الخماسية «،وذلك في تعليقه على الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي أمس بمناسبة الاحتفال بالذكرى 63 لعيد الاستقلال. كما اعتبر العريض أن رئيس الدولة» لم يدع الى تغيير الدستور وإنما ارتأى بعد قرابة خمس سنوات من صدوره أنه يحوي عديد النقاط التي تستحق المراجعة، من ضمنها مزيد إحكام العلاقة بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية»، ملاحظا ان العلاقة يجب أن تكون في اطار الدستور ويجب تلافي الغموض في حال وجوده. وعن الخطاب أيضا، أكّد أن قايد السبسي تناول الوضع الاقتصادي العام وحاول أن يستخلص العبرة في ذكرى الاحتفال بالاستقلال ليشدد على الوحدة الوطنية وقدرة الشعب التونسي على النجاح رغم النتائج الاقتصادية غير المرضية.