عقدت إدارة المركز الثقافي الدولي بالحمامات، ظهر أول أمس الثلاثاء 19 مارس 2019، ندوة صحفية بدار سيباستيان، سلطت خلالها الضوء على مشروع «مادينييا» (الشبكة المتوسطية للفنانين الناشئين). الحمامات (الشروق) وحضر الندوة الصحفية كل من المديرة السابقة للمركز الثقافي الدولي بالحمامات، منيرة منيف، وزميلها المدير الجديد للمركز السيد لسعد سعيد، إلى جانب كل من مديرة أكاديمية مهرجان إيكس ان بروفانس وأوركسترا شباب المتوسط وشبكات اينوا ومادينييا، إيميلي دبلورم»، ومنسقة عمليات في مكتب أوروبا المبدعة في تونس، خلود صولة، والجازمان الإيطالي «فابريسيو كاسول»، والموسيقي التونسي زياد الزواري. وبينت السيدة منيرة منيف، في مستهل الندوة الصحفية، أن مشروع «مادينييا» الذي انطلق إعداده بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات منذ يومين على حد تعبيرها، تدعمه «اوروبا المبدعة» وينظمه المركز الثقافي الدولي بالحمامات بالشراكة مع «اكس ان بروفانس» و «انتي موزسكالي دي نووورو»، وهذا المشروع على حد قولها عبارة عن إقامة فنية لموسيقيين شبان من حوض المتوسط، تحت إشراف والجازمان الإيطالي «فابريسيو كاسول»، والموسيقي التونسي زياد الزواري. وللإشارة فإن «مادينييا» هي الشبكة المتوسطية للفنانين الناشئين، التي اسسها مهرجان «اكس ان بروفانس» (Aix-en-Provence)، وهي عبارة عن شبكة من المنظمات الثقافية في قطاع الموسيقى تهتم بحركة التبادل والتعاون على الصعيد العالمي، هدفها دعم الاندماج المهني للموسيقيين والموسيقيات الشبان المتوسطيين من خلال تطوير مشاريع متعددة الثقافات، تعزز الحوار والانتقال والتنقل بين بلدان البحر الابيض المتوسط. حفلان بالحمامات وسيدي بوسعيد وبين المنظمون لهذا المشروع، أن ثمرة هذه الإقامة والورشات، ستتمثل في إنتاج عرض موسيقي يجمع 12 موسيقيا من دول متوسطية وهي تونس والجزائر وإيطاليا وفرنسا وتركيا وإسبانيا، وسيقدم الحفل الأول لهذا العرض يوم 29 مارس في المركز الثقافي الدولي في الحمامات، على أن يقدم حفل ثان لنفس العرض، يوم 30 مارس في مركز الموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد. ويشرف على جلسات الإبداع بين الثقافات ل»أركسترا شباب البحر المتوسط» – كما أطلق عليه - الجازمان والملحن فابريزيو كاسول الذي اعتبر أن كل مجموعة موسيقية عبارة عن كوكبة كبيرة تجمع داخلها مجموعات مصغرة، هم انفسهم نجوم متفردة، وقال في هذا الصدد: «أحاول أن أجعل من العازفين الشبان واعين بنقاط القوة الفردية والتعبيرية والموهبة الخاصة بكل فرد منهم، وكذلك قدرات شركائهم، وهذا ضروري لتطوير شكل موسيقي يسمح لكل واحد منهم ان يستمتع بابداعه الخاص، مع تعبيره عن مداه الثقافي ، وفي نفس الوقت يتم خلق عناصر مختلفة قادرة على التفاعل والاندماج و هذا يتطلب الكثير من الاستماع، اذ لا بد من المشاركة وتبادل التجارب والخلق معا». من جانبه سيرافق عازف الكمان والملحن التونسي زياد الزواري الفنان فابريزيو كاسول في جلسات الإبداع بين الثقافات فيما يخص التكوين في كيفية ادخال أدوات النفخ التونسية التقليدية مثل القصبة والناي، وقد أكد عازف الكمنجة المتميز زياد الزواري، ما قاله فابريزيو كاسول، معبرا عن سعادته بالعمل مع نجم جاز عالمي، ومشيرا إلى أن التأطير لا ينفي استفادتهم من تجارب وموهبة كل موسيقي شاب مشارك في هذا المشروع. تونس الشريك العربي الإفريقي الأول وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع هو أول مشروع ثقافي تختاره «اوروبا المبدعة « مع شريك تونسي، حيث أن الدورة الأولى للإبداع الموسيقي بين الثقافات ستكون في تونس في الفترة الممتدة من 18 إلى 30 مارس 2019 بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات لتختتم هذه الاقامة الفنية بحفلين الاول منهما في 29 مارس 2019 بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات والثاني يوم 30 مارس 2019 في مركز الموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء في سيدي بو سعيد كما أسلفنا الذكر، كما سيقع تنظيم دورات تدريبية للموسيقيين الشبان من جميع أنحاء المنطقة الأورو- متوسطية في تونس وإيطاليا وفرنسا. والهدف من هذه المشاريع، حسب المنظمين، هو المساهمة في تعزيز التراث الموسيقي لحوض البحر الابيض المتوسط من خلال الإبداع الموسيقي المشترك ذي التنوع الثقافي، وإبراز كيف يمكن أن يكون هذا التراث مصدر إلهام في الابداع المعاصر.