كلما استمعت للإذاعات التونسية وخاصة منها الإذاعات الخاصة أتساءل ماذا سيقول المنشطون وراء مصادحهم في حال توقفت الصحف الورقية والإلكترونية ؟! فما نلاحظه فيما يبث عبر أمواج هذه الإذاعات أن المنشطين يعولون بالكامل على ما تقدمه الصحف وخاصة جريدة الشروق في متابعاتهم وتعليقاتهم دون أن يذكروا المصدر غالبا وكم من مرة استمعت للمنشطين في الإذاعات الخاصة يقرؤون مقالات دون ذكر كاتبها من الزملاء الصحفيين ولا ذكر جريدة «الشروق» التي أصبحت منذ سنوات المصدر الأساسي لأغلب ما يقدم في البرامج الإذاعية سواء في السياسة أو الثقافة أو المجتمع أو الاقتصاد أو الرياضة . إنه الجهد السهل بل السطو على جهود الآخرين أما إذا حدث وأن ورد خطأ في مقال ما فتكون ردة فعل المنشطين كالمثل الشعبي " عزوزة وشدت سارق " ويتحول هذا الخطأ البشري الى موضوع أساسي ل" التنبير " الإذاعي مثل ما حدث أمس في موضوع نشرته الشروق عن سلسلة أمريكية للصور المتحركة تبين أنها قديمة وليست جديدة وهو خطأ واجتهاد بشري وليس نهاية العالم ليتحول الى موضوع أساسي في بعض الإذاعات ! كم كنا نود لو يهتم هؤلاء المنشطون بتطوير برامجهم واحترام مستمعيهم والتدقيق فيما يبثونه من أخبار كثيرا ما تكون كاذبة ومجرد إشاعات فايسبوكية وكم من فنان وسياسي قتلته الإذاعات الخاصة وهو حي يرزق وكم كنا نود لو تفتح هذه الإذاعات مصادحها للمثقفين والمبدعين وأن تقطع مع ثقافة البوز وأن تهتم بالموسيقى التونسية وتعرف بأعلامها وأن تهتم بالمسرح والمسرحيين والفنانين التشكيليين وان تبتعد عن البذاءة لغة واختيارات . أما الشروق فستظل منبرا للإعلام الجدي والجاد ومدرسة تخرجت منها أجيال ومازالت تعمل على تطوير تجربتها ولن تطولها أيادي منشطي بودورو !