نسق إحداث الشركات الأهلية في تونس يرتفع ب140% مقارنة بسنة 2024    أعوان وإطارات المركز الدولي للنهوض بالاشخاص ذوي الاعاقة في اعتصام مفتوح    عاجل/ هلاك ستيني في حريق بمنزل..    القضية الفلسطينية تتصدر مظاهرات عيد الشغل في باريس    في سابقة خطيرة/ ينتحلون صفة أمنيين ويقومون بعملية سرقة..وهذه التفاصيل..    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    زاراها قيس سعيد...كل ما تريد معرفته عن مطحنة أبة قصور في الكاف    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    لي جو هو يتولى منصب الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    نهائيات ماي: مواجهات نارية وأول نهائي لمرموش في مانشستر سيتى    لأول مرة في التاريخ: شاب عربي لرئاسة ريال مدريد الإسباني    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    تشيلسي يهزم ديورغاردن 4-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    سعر ''بلاطو العظم'' بين 6000 و 7000 مليم    عيد الاضحى 2025: الأضاحي متوفرة للتونسيين والأسعار تُحدد قريبًا    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    عاجل/ أمطار أعلى من المعدلات العادية متوقعة في شهر ماي..وهذا موعد عودة التقلبات الجوية..    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    رئيس الجمهورية: تونس تزخر بالوطنيين القادرين على خلق الثّروة والتّوزيع العادل لثمارها    وجبة غداء ب"ثعبان ميت".. إصابة 100 تلميذ بتسمم في الهند    "نحن نغرق".. سفينة مساعدات متجهة إلى غزة تتعرض لهجوم جوي (فيديو)    سقوط طائرة هليكوبتر في المياه ونجاة ركابها بأعجوبة    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستُحدد لاحقًا وفق العرض والطلب    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    معطيات جديدة بخصوص منتحل صفة صفة مسؤول حكومي: الاحتفاظ بكاهية مدير بالقصرين    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    المسرحيون يودعون انور الشعافي    أولا وأخيرا: أم القضايا    رئيس الجمهورية في عيد العمّال: الشغل بمقابل مع العدل والإنصاف    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    بنزرت: إيقاف شبان من بينهم 3 قصّر نفذوا 'براكاج' لحافلة نقل مدرسي    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الليلة: سحب عابرة والحرارة تتراوح بين 15 و26 درجة    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    تونس: تفاصيل جديدة عن متحيل يتجوّل 10 أيام كمستشار حكومي ويزور إدارات رسمية    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سنيا مبارك ل «الشروق»: لم أغن للأشخاص... بل تغنيت بتونس
نشر في الشروق يوم 13 - 03 - 2011

من يقول سنيا مبارك يستحضر الكلمة الهادفة واللحن الشجي والاداء المقنع مثلما يستحضر صورة الفنان الذي يحترم فنه على قدر احترامه لجمهوره، التقت «الشروق» بهذه المبدعة مؤخرا في مدينة سوسة بعد حضورها في أحد برامج اذاعة «جوهرة»، لرصد أهم تفاعلاتها مع التغييرات الحاصلة في تونس اضافة الى مواضيع اخرى فكان هذا الحوار الذي لم تخرج فيه هذه الفنانة عما عودت به جمهورها من رفعة أخلاق وثبات على أصالتها الفنية وعمق ثقافتها الموسيقية، وهذه التفاصيل:
كفنانة وبحكم دراستك للعلوم السياسية أيضا كيف تفاعلت مع التغيرات السياسية الحاصلة في بلادنا؟
أنا فخورة بشبابنا وبكل الجهات التي انطلقت منها الثورة ولا أحد له الحق في سحب الثورة من أصحاب المبادرة وأغتنم الفرصة للترحم على شهدائنا الذين أتذكرهم كل يوم لأنهم منحونا نفسا وشحنة جديدين يجعلاننا نفكر في تحقيق ما كنا نحلم به من كرامة وبقية الحقوق وبالتالي لابد من الوقت الكافي لترسيخ مختلف المكاسب التي اعتبرها جديدة في تكريسها مما يستوجب منا عدم اضاعة الثورة في متاهات أخرى ويجب ان نبني على هذه المكتسبات وعلى رأسها حرية التعبير التي تمكننا من الدخول في حوار الند للند مع السلطة التي مثلما تفرض علينا احترام أجهزتها فعلى هذه الأخيرة أيضا ان تحترم ارادة الشعب فالدولة تأخذ شرعيتها من الشعب فهي التي في خدمته وليس العكس ولابد من المحاولة لاسترجاع الثقة في مؤسسات الدولة رغم صعوبة ذلك لأن الفوضى والفراغ أمران غير محمودان وفي نفس الوقت الحذر مطلوب لأن مطالب أبطال الثورة واضحة وهي الكرامة والقضاء على البطالة ولو نسبيا والتكافؤ بين الجهات وأنا كمواطنة أدرك أن المسألة صعبة ولابد من القطع البات مع المنظومة القديمة وبناء منظومة جديدة تكون فيها السلطة بيد الشعب ولا يتحقق ذلك الا بالتأني من أجل الفهم العميق للحرية والديمقراطية وما يستوجبه هذان المكسبان من شروط ومقاييس فلابد من التحاور والمصارحة بقطع النظر عن المسؤوليات السياسية فتونس فوق كل اعتبار.
في ظل الفوضى الفنية التي كنا نعيشها كيف تتصورين اعادة ترتيب المشهد الفني التونسي؟
المكان لابد أن يكون للاجتهاد بأعمال مهمة في المجال الموسيقي مع المحافظة على الهوية الموسيقية التونسية والانطلاق في تجارب حديثة تمكن الموسيقى التونسية من الانتشار في ظل المكانة التي أصبح يتمتع بها الشعب التونسي الذي أصبح قدوة لعدة دول كانت تعيش تحت ظل انظمة لا تسمح للمواطن بالتمتع بأبسط حقوقه، واعتقد أنه لابد من التنوع الموسيقي فكل جهة لها خصوصية موسيقية اضافة الى المواهب الموجودة بها لابد من توظيف كل هذه الطاقات من خلال ابداع حقيقي بعيدا عن البكاء على الأطلال والرجوع لأداء أغاني الغير.
كنت غير محظوظة بالغناء في الحفلات الخاصة للأسرة الحاكمة السابقة بحكم نوعيتك الموسيقية فهل يمكن اليوم أن تعتبري نفسك محظوظة؟
أنا لا ألوم أي شخص غنى في مثل تلك الحفلات وبالنسبة لي لم أغن في أي حفل خاص حتى في الحفلات الرسمية لم أغن الا مرتين أو ثلاث في مناسبة السابع من نوفمبر طيلة ثلاثة وعشرين سنة ومرة خلال حملة انتخابية وكنت دائما أتجنب ذلك وأتعلل بعدم استعدادي لغياب الانتاج الخاص الذي يتماشى وهذه المناسبات فأنا أتغنى بتونس ولا أغني على الأشخاص (كررتها مرتين) ولا أنكر أننا كنا جميعا تحت منظومة معينة وفي ما يخص فني فقد مارست قناعاتي واختياراتي الفنية بكل حرية وسرت في نوعية كان الصحافيون يسمونها بالنخبوية والملتزمة وسوف لن أحيد عن هذا المسار حريصة على خطي ونوعيتي الفنية هي هدفي الأساسي وسأبقى أغني عن الحرية، عن الانسانية وعن الحوار الموسيقي وهو ما قدمته في العديد من الانتاجات وأتمنى أن أكون قد ساهمت في الارتقاء بالفئة التي لا تزال تهتم بما أقدمه داخل وخارج تونس ولم تكن نتائج هذا العمل بسهلة التحقيق فقد كان كفاحا حتى على مستوى الاعلام السمعي والبصري ولا أريد استعمال كلمة اقصاء والتي أصبح العديد يستعملونها فقد وقع تنميط صورة الفنان على أنه «إلي يشطح» فالفنان ليس هذا فقط فهو الذي يفكر أيضا وأنا أعتز أني كنت أفكر واجتهد وقدمت مشاريع أخذت صدى على مستوى المتوسطي مثل «رحلة في المتوسط»، «قارسيا لوركا»، «يا طير المنيار» و«من أحلى الاشعار التونسية» كل هذه العروض قدمت خارج تونس ونالت صدى طيبا فهاجسي لم يكن تجاريا بل حريصة على تقديم الاضافة حول طريقة الاداء والتفكير في الابتكار والبحث عن الكلمة الهادفة.
هل وقع استغلال سنيا مبارك خارج تونس سياسيا؟
شاركت في أربعة عروض فقط خارج تونس في بعثة من وزارة الثقافة طوال ثلاثة وعشرين سنة باقي العروض التي قدمتها كانت بمجهودي الخاص فالاستغلال لم يكن الا في تونس لأننا كنا جميعا تحت نفس المنظومة فقد وقع استغلال صورة الفنان مثلما وقع استغلال صورة الاعلامي فكلنا في نفس المركب.
من مكاسب الثورة أنها حققت المصالحة بين المواطن والأغاني الهادفة وما سمي بالفن الملتزم وغيرها من التصنيفات فهل تعتبرين الفرصة سانحة للقضاء على الابتذال الفني الذي كان يسيطر على الأذواق؟
لا أحبذ كلمة ابتذال للأسف الفنان كلما وجد مجالا يجب أن يعمل فالمشكل أن وسائل الاعلام لازالت مشوشة مما يستوجب التريث والعمل في صمت واجتهدت ولازلت في انتاج العديد من الأغاني حتى من قبل الثورة مثل أغنية «الحرية» التي لم تأخذ حظها كما يجب وتقول كلماتها: «يحكون في مجالس السمر يحكون يحكون عن بنية مجهولة الهوية تسكن في البرية تأتي على مدامع الرجال وتخل القلوب والبيوت ولكن الانسان قرر أن تموت غنيتها منذ التسعينات وهي من كلمات صلاح الدين بوزيان وألحان محمد الماجري.
لكن لماذا لم تأخذ حظها من البث منذ التسعينات؟
ربما يرجع الأمر لتعتيم اعلامي لمثل هذه الأغاني أقول خسارة، هناك أيضا أغنية «كلمات» لمنور صمادح والتي اعتبرها من أقوى النصوص التي غنيتها.
هل تعتبرين نفسك غير محظوظة اعلاميا مقارنة بأصوات أخرى؟
نعم هذا صحيح مقارنة بانتاجاتي فكل سنة يكون لي انتاجان وكنت أتواجد في أقصى الحالات في مهرجانين وحتى تواجدي في المنوعات التلفزية كان عن اقتناع فلم يسبق ان دفعت أموالا لمنشط أو كلفته بدعوتي وفي الاذاعات كانت أغاني تبث حسب الحس الفني للمنشط ولا أريد التحدث عن الاذاعات الخاصة فأنت تعرف منطقهم فلست مستعدة للانخراط في المنطق التجاري ولن أغير قناعاتي الفنية مهما كان...
كيف تتصورين مستقبل العلاقة بين الفنان ووسائل الاعلام والحال أننا لازلنا نسمع ببعض الرداءات الفنية؟
الاعلام مازال مشوشا لأنه مر بصدمة كبيرة.
هل تعتبرين ذلك مبررا؟
لا ليس عذرا وانما أقصد أنه في الوقت الحاضر أشعر أن أفكار الاعلاميين لازلت مشوشة لأنهم مروا من مرحلة الى أخرى في صلب قطيعة تامة مثلا كانوا لا يتكلمون في السياسة فأصبحوا لا يتكلمون الا في السياسة وهذا صعب على الكل لأنه يمر عبر تواجد الاليات للحديث في مثل هذه المواضيع الحساسة واعتقد أنه لابد من التريث والصبر فالتاريخ كفيل باعطاء كل واحد مكانته الحقيقية وأريد التأكيد أننا كنا جميعا فنانين واعلاميين وغيرهم تحت سيطرة منظومة كاملة بسياسييها وبوليسها وبكل شرائح المجتمع ولا أنكر أنه كانت هناك أقليات ضد النظام ولكن هل كان المجال مفتوحا لهم لكي يتكلموا هل كنت أنت قادرا على أن تكتب عنهم لذلك أقول اننا اليوم في مصارحة كبيرة وهنا يكمن دور الاعلام في البحث في كيفية بلورة الثورة وتحويلها الى ثروة وطنية كل من مكانه مع تحكيم الضمير فقد كنا مغلوبين على أمرنا في أمور ولكن في المجال الثقافي فضميري كان مرتاحا فلم أسط على أحد ولم أطلب أي عرض من أحد ولم استغل دراستي في العلوم السياسية للدخول في الحزب رغم ان الامكانية كانت واردة ولكن كنت رافضة الانخراط في الحزب.
هل انت مع أن يكون وزير الثقافة وجها ثقافيا أو فنيا؟
مثقف لم لا...
هل ممكن أن نرى سنيا مبارك على رأس هذه الوزارة؟
لا أعتقد ذلك فعندما طلبت مني وزارة الثقافة أن أبقى للعام الرابع على رأس مهرجان الموسيقى اشترطت أن يكون العام الاضافي هو الأخير بحكم أني جامعية وباحثة وأحرص على المحافظة على تلك الصفة لا أريد الدخول في مسألة المناصب ففي الوقت الحالي أمامي الكثير من الانتاجات والأعمال أريد تقديمها ولا أفكر في العمل السياسي الا اذا تعلق الأمر بالبحث في تجارب وأنا بدوري موجودة منذ خمس سنوات في أحد هذه المخابر تحت عنوان الدولة والمجتمع والثقافة ونحن اليوم في أمس الحاجة لمثل هذه المخابر والأبحاث النظرية.
من المفارقات التي يعبر عنها الجمهور أنك من جهة فنانة ملتزمة ويشيد بمكانتك الفنية ومن جهة أخرى نجد من يدمجك ضمن فناني البلاط ويعتبرونك الفنانة المدللة من طرف وزارة الثقافة؟
طبيعي جدا هذه المفارقات فكل الفنانين كانوا تحت السلطة بمقاييس متعددة فعلاقتي بالسلطة تتمثل في علاقتي بوزارة الثقافة ولكن هناك من يخلط بين سنيا مبارك الفنانة وسنيا مبارك مديرة مهرجان الموسيقى هذه العلاقة الوحيدة التي كانت تربطني بالسلطة وذكرت لك بأني لم أغن في سهراتهم ولا تربطني أي علاقة بهم فقد كنت في لجان تفكير سواء في المجال الموسيقي أو الثقافي بصفة عامة فكنت اقترح أفكاري بكل صدق دون احتراز وبعيدا عن اللغة الخشبية وكنت أدافع عن العديد من القضايا الثقافية لأني أؤمن أن الثقافة ركيزة التطور وأشرت في العديد من المرات الى مفارقة توفر الطاقات والفوضى التي يعيشها القطاع وأؤكد بأنه لا تربطني أي علاقة بالسلطة لا مباشرة ولا غير مباشرة حتى الحزب الحاكم السابق لم أنخرط فيه ولم يكن هناك فنانون لا يملكون صيغا رسمية هل كان يوجد لدينا فنانون معارضون؟
نعم هناك فئة؟
أكيد لا أنكر ذلك ولكن هل كان متاحا لهم في تونس أن يتحدثوا في السياسة فقد كان هناك تعتيم اعلامي حولهم فالرأي المخالف كان ممنوعا وفي المجال الثقافي كنت أعبر بكل صراحة وأنادي بتنظيم القطاع وساهمت في اعادة النظر في عدة أشياء ولم تكن غايتي تقلد المناصب مطمحي هو الحرية لا غير.
كيف تفاعلت مع ادراج اسمك في العريضة مع الفنانين الذين ناشدوا الرئيس المخلوع للترشح مرة أخرى في 2014 ومع العريضة التي تنادي بمقاطعة كل الفنانين الممضين على تلك العريضة؟
من كان قادرا على رفض ذلك، اعلموني أنه قد وقع اختياري صحبة آخرين لادراج أسمائهم في تلك العريضة التي خرجت في أوت 2010 وضمت عدة أسماء ليست في حاجة لذلك النظام الذي لم يصنع صورنا ولكن استغلها فلم أستطع قول لا رغم قناعتي بأن الانتخاب لفترة رئاسية أخرى يعتبر هراء ولكن لو رفضت هل كان ممكن بالنسبة اليك نقل ذلك الرفض في الجريدة، ربما أكون قد خفت في تلك الفترة فمن لم يخف «صحة ليه» قبل شهرين تقريبا لم يكن مسموحا لنا الحديث في مثل ذلك ولكن اليوم أصبح متاحا.
لماذا لم تستغلي صورتك وشعبيتك لتقولين لا؟
هذا لو كنا في نظام ديمقراطي، فقول لا يعتبر أمرا مستحيلا فلو صدر أي اسم آخر في تلك القائمة لا أتصوره يقول لا.
لكن الفنان معروف بالشجاعة؟
في فنه وليس في شيء مثل هذا.
فنه يتطلب منه مواقف؟
صحيح ولكن كان مستحيلا قول لا.
لو تتكرر الحادثة هل تقولين لا؟
«آش رايك أنت؟»... (تنتظر اجابتي) بالطبع لن أقبل أبدا أن يقع استغلال اسمي بأي طريقة كانت لأننا الآن نتمتع بحرية التعبير وسنتمسك بها خاصة في المجال السياسي ولا أحد اليوم له الحق في أن يضعنا أمام الأمر المقضي وأسطر تحت هذه الكلمة بحيث كانوا يتركون الواحد منا مشلولا لا يستطيع أن يقول لا.
هل ترين أن الوقت حان بعد استقالة الفنان سياسيا أن ينخرط في هذا المجال من خلال ممارسة نشاط حزبي في ظل هذه الفترة التي من المفروض ان تكون ديمقراطية؟
نحن في مسار ديمقراطي لأن الديمقراطية صعبة واعترف ان الفنان كان مستقيلا سياسيا لأنه كان خائفا وأنا كنت خائفة ولا أريد الانخراط في أي حزب ولم أشارك في أي عملية انتخاب.
لم تنتخبي في أي دورة؟
تشير برأسها بالنفي
ألم تكن لك بطاقة ناخب؟
(تعيد نفس الاشارة) يعطون بطاقات ناخب لأناس موتى (تضحك)
ألم تخافي في تلك الفترة؟
ما أذكره أني قمت بذلك مرة واحدة
ما هي الورقة التي وضعتيها في الظرف؟
حسب رأيك (تضحك) هي الورقة الوحيدة التي كانت موجودة
كان من الممكن وضع الظرف فارغا فأنت في خلوة؟
(تضحك) وضعت الظرف فارغا (مازحة) نعم وضعت الورقة
ممن كنت خائفة وأنت داخل الخلوة؟
في السنوات الأولى كان لنا الثقة وكنت وقتها شابة.
هل ترين أن الظرف مناسب الآن لانخراط الفنان في الحياة السياسية والمساهمة في حيويتها؟
بصراحة أريد أن أبقى محايدة ولا أريد الانخراط في أي نشاط حزبي ولكن سأمارس كمواطنة بصفة حقيقية حقي في الاختيار فالسكوت والاستقالة كما قال أحد المؤرخين ليست علامة الرضا ولكن علامة المغلوب على أمره ودائما أؤكد أن هذا كان في المجال السياسي فقط والمجال الذي كنت قادرة فيه على ممارسة حريتي فيه هو المجال الفني وكان لي ذلك أما أن أعطي رأيي في المجال السياسي لم يكن مسموحا به لأي كان وأنا استغرب من الذين هم بصدد الركوب على الثورة وعلى من كانوا في الطليعة من أهالي سيدي بوزيد وغيرهم من المناطق التي كانت مقصية بتاتا وكأنها غير موجودة على الخريطة لذلك اعتبر أن لهم الأولوية في كل شيء رغم مبادئهم في اعتبار أن الكرامة قبل الخبز ولو نتوصل الى تحقيق التكافؤ بين الجهات من العاصمة الى بقية الجهات فهذا يعتبر من المكاسب الهامة.
كيف ترين مستقبل توجهاتك الفنية في ظل ما عودت به الجمهور من تخطيط محكم؟
سأواصل مشواري الفني الذي لم يولد من فراغ وسأواصل حرصي على انتقاء كلمات هادفة وسأواصل الغناء عن الحرية والمبادئ الانسانية والضمير ف«الغصن وحده ما يشعل نار» مثلما قال الشاعر المولدي حسين لذلك لابد من التعاون معا للبناء ونقلص من النرجسية فأنا ضد الجهويات اليوم أكثر من أي وقت سابق.
كيف ترين المستقبل وهل هناك فعلا بوادر للحرية الحقيقية تمكن الفنان من العمل في أريحية تامة؟
أتصور نعم وأنا متفائلة شريطة الحفاظ على مكسب حرية التعبير فنحن لازلنا في تخميرة فهي صدمة وفرحة في نفس الوقت لابد من التريث على الاقل ستة أشهر أخرى والمصارحة مع المصالحة واعطاء الفرصة للشباب في مختلف المسؤوليات ولم لا حتى في مجال الرئاسة.
ألا ترين أن الفنان دوره أهم في مثل هذه المرحلة؟
لم أركب على الحدث ولازمت الصمت لأن أغنية «الحرية» مثلا موجودة منذ سنوات فانتاجاتي الحديثة كانت في صمت مثل «ثورة الصامدين» من ألحاني وكلمات محي الدين خريف وأعدت تسجيل أغنية «الحرية» من ألحاني وكلمات خالد الوغلاني فمرحلتنا أعتبرها دقيقة فهي تخميرة تتضمن فرحة وصدمة في نفس الوقت ولابد من الوقت الكافي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.