اجتاز المنتخب الحدود «الوَهمية» بين تونسوالجزائر ليبلغ مدينة البليدة حَاملا بين كفيه الكثير من الحب لبلد المليون ونصف المليون شهيد. ولاشك في أن الأشقاء سيردّون التحية بأحسن منها وسيستقبلون البَعثة التونسية بالورود وهي من العلامات المُسجّلة بإسم مدينة البليدة تماما كما هو الحَال عندنا في أريانة المشهورة أيضا بإنتاج أجود أنواع الزّهور. لقاء المُنتخبين الجزائريوالتونسي يَتعدّى بكثير مُجرّد «التَكوير» لِ»يُهيّجَ» في الشعبين العلاقات الأخوية والمَلاحم النِضالية المُشتركة ضدّ الآلة الإستعمارية التي وحّدت من حيث لا تعلم قلوب الجَارين وجَعلت الرّجال الصّناديد يقدُمّون أرواحهم فداءً للحرية المنقوشة بدماء الشُهداء على تُراب ساقية سيدي يوسف المُطلّة في شُموخ على أرض الأشقاء. مُباراة اللّيلة بلا غَالب ولا مَغلوب بما أنّ المُنتصر الحَقيقي هو الجُمهور الجزائري - التونسي المُتّحد في السّراء والضّراء حتّى أنك تكاد تَشعر بأن الشَعبين كالجَسد الواحد وهذا الأمر وقف عليه الجَميع في مَعركة التَحرير أوأيضا في التَعلّق الشديد للأشقاء بالخضراء التي تستقبل يَوميا «جُيوشا جرّارة» من السياح الجزائريين المُؤمنين بأن تونس هي فِعلا بَلدهم الثاني وهذا الإحساس صَادق ونَابع من الأعماق لأن شَعب الأمير عبد القادر لا يَعرف «النِّفاق» ويقول الحقّ ولو وضعوا على رَقبته سَيفا قَاطعا. وتُعتبر الكرة بدورها إحدى المجالات التي تُعزّز الوحدة الصّماء بين الجزائر العزيزة وتونس الحبيبة وعلاوة على السُوق المُشتركة لتبادل اللاعبين والمدربين بين البلدين عادة ما يكون الأشقاء أوّل المُناصرين لمنتخبنا في التظاهرات القارية والعَالمية. ونَفعل نحن الأمر نفسه عندما يخوض «مُحاربو الصّحراء» مَعركة ما شرط أن لا يكون «النُسور» طَرفا فيها. الحَديث قد يَطول عن هذه العَلاقة «العُضوية» بين الجزائريينوالتونسيين الذين يُمنّون النّفس بالظّفر بسهرة كروية مُمتعة تُدخل البَهجة على القلوب وتَطرد عنّا وعن أشقائنا الأعزاء الهُموم وهي بحجم الجِبال خاصة في ظلّ الضّبابية التي تُغطّي مُستقبلنا المُشترك. وتبدو الفُرصة مُناسبة ليُقدّم أبناء جمال بلماضي و»ألان جيراس» عَرضا فُرجويا خاصّة أنّ المُواجهة ستدور بمنأى عن الضُغوطات لأنّها ذات صِبغة ودية وتأتي في نِطاق التحضيرات للكأس الإفريقية التي نُريدها أن تكون تونسية وإن لم يُكتبْ لنا إنتزاع اللّقب فإنّنا نتمنّى أن يكون من نصيب اخوتنا الجزائريين المُحتاجين مِثلنا إلى فرحة كُروية تمنحهم الأمل في غد أفضل وتُعيد لهم الأمجاد القارية التي صنعها جيل بن حليمة ومَاجر ومَغاريا وهو واحد من عشرات الجزائريين الذين ألغوا الحَواجز «الوَهمية» بين البلدين ليُمتعوا الجماهير الرياضية في الجزائروتونس. وبالتوازي مع الحُضور المُنتظر لعُنصر الفُرجة في هذه القمّة المَغاربية الودية، سيستغلّ بلماضي و»جِيراس» هذه المُباراة لإختبار خُططهما التَكتيكية وخَياراتهما البشرية استعدادا ل»كَان» مصر التي أصبحت على الأبواب والتي يحلم فيها الفريقان بحصد «النّجمة» الإفريقية الثانية بما أن الجزائروتونس تَحصّلتا على الكأس الغَالية في مُناسبة يَتيمة (في 1990 و2004). وهذه الحَصيلة لا تَرتقي أبدا إلى مستوى الإنتظارات ولا تعكس التقاليد العَريقة والامكانات العَريضة لمدرستي لخضر بلومي ورياض محرز وحمّادي العقربي ويوسف المساكني وهو صاحب أحد أجمل الأهداف في المُواجهات التونسية - الجزائرية. وبَعيدا عن النتيجة نقول: دامت وِحدة الجزائروتونس وحَماهما الله من كلّ سُوء. البرنامج لقاء ودي - تحضيري لكأس إفريقيا في البليدة (س20 و45 دق): الجزائر - تونس