بَعد مهازل معلول وعَزل البنزرتي بِتُهمة الإنفعال الزائد والعَود في رمي القوارير، يدخل المنتخب اللّيلة عَصرا جديدا بقيادة الفرنسي «ألان جِيراس» صَاحب الصّيت الكبير كلاعب والسِّجل «الصّغير» في عالم التدريب. المُصافحة الأولى مع الزّميل السّابق ل «الأسطورة» الحَية «بلاتيني» ستكون أمام خَصم من الصِّنف العَاشر وهو سوازيلاند أوبالأحرى مَملكة «اسواتيني» التي لم تَصلنا منها سوى الفضائح «الغَرامية» والعَمليات الاستبدادية لحَاكمها الذي يُعتبر عَيّنة نَموذجية عن الأنظمة الدكتاتورية في قارتنا السّمراء وحتّى في دُنيا الكرة الإفريقية المُنفصلة عن عِصابة «حياتو» بعد دَهر من الاستبداد والفَساد وقد انهارت «امبراطورية» ابن الكامرون دون «تَنظيف» السّاحة من «اللّوبيات» العَابثة بالتحكيم والمُهيمنة بالقُوّة على الجامعات الرياضية كما هو الحَال في «سَلطنة» الجَريء. مُنافسنا في لقاء اللّيلة عِبارة عن «حَربوشة» سَهلة الابتلاع ومن المفروض أن يستغلّ منتخبنا الوطني أفضليته التاريخية والفنية ليَعبث بضيفه تَأكيدا للريادة في مجموعته وأيضا في سبيل مُصالحة الجماهير التونسية بما أن الفريق الوطني كان قد ضَمن مع البنزرتي العُبور إلى الكأس الإفريقية قبل أن يَتعرّض إلى الطّرد التّعسفي ويُعوّضه بصفة مُؤقّتة العقبي والكنزاري. وقد تلقّت عناصرنا الدولية في تلك الفترة الانتقالية هزيمتين مُوجعتين على يد المغرب ومصر وهي مُنافستنا على المركز الأوّل في المجموعة العَاشرة. ولاشك في أن «جيراس» سيضع اللّيلة عُصارة الخِبرات التي اكتسبها في الملاعب الإفريقية لتُقدّم عناصرنا الدولية عُروضا كروية كبيرة من شأنها أن تُساهم في استرجاع ثقة الشّعب الغَاضب على المنتخب بفعل فوضى المدربين وتسيّب اللاعبين حيث اختار بعضهم إثارة الشّغب كما هو شأن الفرجاني ساسي وبسّام الصرارفي هذا في الوقت الذي تُحاصر فيه الشّبهات الشهادات الطبية التي قدّمها عدد من النجوم لتبرير غيابهم عن مُعسكر «النُسور والكلام بالأساس عن وهبي الخزري الذي لا ينبغي أن يَفلت من العِقاب إذا تأكّد أن إصابته من صُنع الخَيال. والأخطر من ذلك أن المنتخب أصبح يتدرّب تحت الحِراسة الشخصية ودون حُضور الجمهور بقرار من رئيس الجامعة الذي يَحسبُ أن الفريق الوطني جُزء من «مُمتلكاته». ومن المُؤكد أن هذه الإجراءات التَعسّفية لا يُمكنها إلاّ أن تساهم في توسيع الهوّة بين الشعب والمنتخب الذي يَبقى على مرّ العُصور والدهور الحِزب الأكبر لكلّ التونسيين ومصدر فَرحتهم وفخرهم في كلّ الحقبات الزمنية. وهذه الحقيقة التاريخية يعرفها الجِيل الذي شهد «براكين» الفَرح لحظة ترشّح منتخب الشتالي لمُونديال الأرجنتين عام 1978 أوأيضا الأجيال التي أدركت اللّحظات الهِستيرية في «كَان» 1996 و2004... الصّورة تبدو «سوداء» لكن الأمل قائم لإصلاح الأوضاع بقيادة «جيراس» وهو المدرب السّادس في حَقبة وديع الجريء. ومن المُؤكد أن هذا «الجَيش» الكبير من الفنيين يُعرقل الإستقرار والرّجاء كلّ الرجاء أن يتحقّق الإقلاع مع «جيراس» الذي يَحمل على عاتقه مسؤولية كسب الرّهان في «الكَان» المنتظرة في مصر بين جوان وجويلية 2019. ويعرف مدربنا الوطني بأن المنتخب لن يَرضى بأقل من المُربّع الذهبي وهو حلم كبير ويتطلّب تحضيرا مدروسا لا «التَلاعب» بمصالح الفريق وأمنيات الشّعب كما حصل في الرحلة الترفيهية التي قام بها معلول إلى الإمارة القطرية عشية الكأس العالمية التي تعرّضنا خلالها إلى «طريحة» على يد بلجيكا. ونحن نُذكّر بهذه المَصائب والتجاوزات ليتّعظ فريق «جيراس» من هفوات السّابقين ويكون في مستوى انتظارات المحبين الذين «سيكتشفون» المؤهلات الفنية للمدرب الجديد في مواجهة اللّيلة أمام «اسواتيني» ولو أن هذا الإختبار قد يَعتبره البعض من الامتحانات السّهلة وقد يكون من الأفضل انتظار الودّ الثقيل أمام الجزائر يوم الثلاثاء القادم لنُصدر حُكما «ابتدائيا» على «جيراس» الذي يقف على عتبة السبعين وهو ما يضعه أمام حتمية استثمار الفرصة التاريخية التي أتاحها له الجريء ليحقّق إنجازا كبيرا مع «النُسور» الحالمين بتكرار سيناريو 2004 والتربّع على عرش الكرة الإفريقية. وإن شاء الله مربوحة. البرنامج الجولة الأخيرة من تصفيات كأس إفريقيا 2019 (في مصر) في رادس (س19 و15 دق): تونس - اسواتيني (الحكم البورندي جيورجيس جاتو) ترتيب المجموعة العاشرة 1) تونس 12 (مترشحة) 2) مصر 12 (مترشحة) 3) النيجر 4 4) اسواتيني 1