ترك "ألان جيراس" فرنسا على وقع الاحتجاجات ليتسّلم أمس مَهامه على رأس المنتخب وسط ضجّة كبيرة في محيط المنزه. والسّبب طبعا لا يتعلّق بتحرك جماهيري ضد التعاقد مع الرجل وإنما المسألة تَهمّ أزمة المحروقات التي أشعلت الأجواء وعطّلت حركة المرور في عدد من الطّرقات. حضور كبير تمّ أمس تقديم الربّان الجديد للسفينة التونسية التي تقف بدورها في مُفترق الطّرق بما أن الفريق انفصل عن البنزرتي في ظروف مثيرة للجدل قبل أن تتّفق الجامعة مع "جيراس" قبل أشهر معدودة من الكأس الافريقية. المصافحة الأولى مع "جيراس" كانت بحضور الإعلام التونسي والفرنسي فضلا عن مُمثلي الجامعة وهم بالأساس الرئيس وديع الجريء والمشرف على لجنة المنتخبات هشام بن عمران وقائد لجنة المسابقات أمين موقو فضلا عن المدير الفني الصّغير زويتة الذي كان حضوره "صَامتا" وذلك ليس بسبب خطف "جيراس" والجريء للأضواء وإنما بفعل "التقزيم" الذي مازالت تتعرّض له الإدارة الفنية التي من المفروض أن تكون الهيكل الأهمّ في المشهد الكروي. وقد تكفّل رئيس الجامعة بتقديم لمحة عن مسيرة "جيراس" الذي كان من "الكَوارجية الكِبار" في المنتخب الفرنسي ويكفي أنه كان يلعب بجوار الساحر "بلاتيني" الذي أكدت لنا مصادرنا أنه كان من أول المُهنئين لزميله السابق بهذا المنصب الرفيع. وقد ركّز الجريء كثيرا على سِجلّ "جيراس" اللاعب وأظهر في الوقت نفسه معارفه الواسعة بالكرة الافريقية بما أنه أشرف على تدريب الغابون ومالي والسينغال وهو ما قد يساعده على الاندماج بسرعة قياسية في الأجواء التونسية قبل فترة وجيزة من خوض المُغامرة القارية. ثقة عالية أظهر مدربنا الوطني الجديد ثقة عالية وتكلّم بطلاقة بارزة وهو ما يُقيم الدليل على أنه لن يواجه اشكالات تُذكر في التواصل مع محيطه العام من لاعبين ومسؤولين وإعلاميين. وأكد "جيراس" بأنه فخور بتجربته مع المنتخب الوطني الذي يتمتّع بصيت كبير في المنطقة الافريقية وحتى الدولية خاصة أن فريقنا شارك في المونديال في خمس مناسبات بين 1978 و2018. وأكد "جيراس" أنه تابع مُغامرة تونس في مونديال الروس ولاحظ أن منتخبنا يستمدّ قوته من روح المجموعة ويتميّز بالمزج بين اللاعبين المحليين والمحترفين وذلك على عكس بعض المنتخبات الافريقية التي اختارت الرهان بشكل أساسي على المُغتربين. ويعتقد "جيراس" أن الفريق يملك مؤهلات جيدة وقابل للتحسّن ليكون أكثر فاعلية ويظن مدرب المنتخب أن سقف الطموحات مرتفع خاصة أن "النسور" لم يتجاوزوا عقبة الدور ربع النهائي في الدورات السابقة ما يجعله ينشد المربع الذهبي في "كان" 2019 ولِمَ لا المراهنة على اللقب. وقد أقنع الرجل في خطابه بخصوص المناهج الفنية التي يُحبّذها حيث قال إن امكانات اللاعبين هي التي ستحدّد نوعية "التكتيك" واستشهد في هذا السياق بتجربته مع السينغال حيث اعتمد أحيانا على خطّة (4 / 3 / 3 ) لأنها كانت الأمثل للخصال التي يملكها الفريق آنذاك. أي مصير ينتظر الكنزاري والعقبي؟ ما هو مصير ماهر الكنزاري ومراد العقبي بعن تعيين "جيراس" على رأس المنتخب؟ في إجابة عن هذا الاستفسار أشار رئيس الجامعة إلى أن مُستقبل الرجلين مع "النسور" سَيُحدّده "جيراس" بعد أن يجلس إليهما ويخوض معهما في "المشروع الرياضي" الذي جاء من أجله إلى تونس. والأمل كلّه طبعا أن يختار "جيراس" مُساعديه في كنف الحرية وبمنأى عن الاملاءات الفَوقية والتدخّلات الجَانبية كما حصل مع عدة مدربين سَابقين. سؤال «الشروق» من يُعيّن المدرب الوطني ؟ على هَامش تقديم "جيراس" توجّهت "الشروق" لرئيس الجامعة بسؤال بسيط في ظاهره و"مُفخّخ" في باطنه. هذا الاستفسار يقول: من يُعيّن المدرب الوطني (رئيس الجامعة أم الإدارة الفنية أم ثلّة من "المستشارين السِريين" كما نطق ذات مرة حامد المغربي في أحد حصص "الأحد الرياضي")؟ وقد تكفل الجريء بالإجابة بطريقة دبلوماسية ولم تُخف ملامحه الشعور الداخلي بالاستفزاز حيث قال إن الجامعة اختارت المدرب ب"التوافق" بين كل الأعضاء وشدّد على أن القرار لم يكن أحاديا. وتساءل الجريء في الوقت نفسه عن سبب عدم طرح مثل هذا السؤال على رؤساء الجمعيات الذين تفنّنوا للأمانة في تغيير المدربين.