تونس الشروق: سلّمت هيئة الحقيقة والكرامة تقريرها الختامي الشامل أول أمس الى المجلس الأعلى للقضاء. و قد اتهمت الهيئة النقابات الأمنية بالتحريض ضدها و عرقلة العدالة الانتقالية ... وأكدت هيئة الحقيقة و الكرامة في تقريرها الشامل الذي تحصلت «الشروق» على نسخة منه أن النقابات الأمنية لم تدخر جهدا في عرقلة أعمال الهيئة و تأليب الأمنيين ضدها وحثهم على تجاهل دعوات الهيئة الى الإدلاء بشهاداتهم متهمة نقابة الأمن الرئاسي بمنع وفد من هيئة الحقيقة والكرامة من دخول القصر الرئاسي بالرغم من وجود اتفاق سابق مع رئيس الجمهورية. و جاء أيضا في التقرير أن المواقف السلبية التي اتخذتها النقابات الأمنية ضد الهيئة حيث تمثلت هذه المواقف في دعوة الجبهة الوطنية للنقابات كافة الأمنيين مباشرين كانوا أو متقاعدين الى قطع الطريق أمام مرحلة مساءلة 28 أمنيا في بلاغ لها ومحاسبة من ارتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان زمن الاستبداد. و من جانب آخر ردت النقابات الأمنية على تقرير هيئة الحقيقة والكرامة. حيث أكدت فاطمة الورتاني رئيسة جمعية المرأة الأمنية و الأسرة أن هيئة الحقيقة و الكرامة خلقت من أجل العدالة الانتقالية و لتوفير العدل و المصالحة بين التونسيين الا أن الهيئة اعتمدت على أجندة معينة. الهدف منها ضرب المؤسسة الأمنية و ذلك من خلال المس من الأمنيين القدامى و توريطهم في قضايا تجعل من الأمنيين الجدد و الشباب يعملون ضمن ظروف صعبة. و أضافت الورتاني أن العدالة الانتقالية اتخذت مسارا خاطئا مما أدى الى تفاقم ظاهرة الإرهاب متهمة في نفس السياق هيئة الحقيقة والكرامة بإضعاف المؤسسة الأمنية بهدف عرقلة عملها مشيرة الى أن العدالة الانتقالية ركزت على المؤسسة الأمنية دون غيرها من مؤسسات الدولة . و في نفس الاطار أكد رياض الرزقي كاتب عام مساعد مكلف بالإعلام في النقابة الوطنية لقوات الأمن الوطني أن هيئة الحقيقة و الكرامة تسعى الى إعادة محاكمة الأمنيين للمرة الثانية رغم أنهم تحاسبوا من قبل متهما سهام بن سدرين بتطبيق اجندة معينة هدفها اختراق المنظومة الامنية و إضعافها مؤكدا أن الأمنيين سيقفون صفا واحدا ضد قرارات الهيئة مشيرا الى أن الشعب التونسي لم تعد تنطلي عليه هذه الأكاذيب و الادعاءات الباطلة التي تسعى بن سدرين و جماعتها الى بثها .