تونس(الشروق) - قسم شؤون عربية ودولية في مشهد يزيد من انقسام العرب وتشرذمهم في وقت حساس وخطير تفتك فيه كل يوم أرض عربية، قرّر الرئيس السوداني عمر البشير الغياب عن القمة الحاسمة في تونس في ما تم تغييب طرف آخر مهم في الأزمة الليبية وهو خليفة حفتر بدعوى «عدم الشرعية». وان كان هذان الغيابان لن يؤثرا على سير القمة واعمالها فإن رمزية الحضور تبرز على الاقل توحد العرب في الحضور وان كانت النتائج معروفة ومتوقعة. وعلى الجانب السوداني سيقود الفريق أول ركن، عوض محمد أحمد بن عوف، النائب الأول لرئيس الجمهورية، وزير الدفاع السوداني، وفد بلاده للمشاركة في القمة العربية المقبلة في تونس. ويأتي هذا القرار بعد أن دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الدولية، الثلاثاء الماضي، تونس إلى منع دخول الرئيس السوداني، عمر البشير، أو توقيفه. وقالت إليس كيبلر، المديرة المشاركة لقسم العدالة الدولية في «هيومن رايتس ووتش»: «على تونس إظهار التزامها بالعدالة الدولية بمنع الرئيس البشير من دخول أراضيها أو توقيفه، إذا وطأت قدمه البلاد. البشير هارب دولي، ويجب أن يكون في لاهاي لمواجهة التهم الموجهة إليه، لا أن يحضر مؤتمرات قمة يستضيفها أعضاء المحكمة الجنائية الدولية»، على حد وصفها، فهل تجنب فعلا البشير الاعتقال؟. وفي هذ الصدد نقلت صحيفة «الإنتباهة» السودانية عن مصادر «رفيعة»، قولها إن الحكومة السودانية لم تتسلم أي تحفظات من نظيرتها التونسية بشأن ممانعتها مشاركة الرئيس عمر البشير في القمة العربية التي تستضيفها تونس. وقللت المصادر من مطالبة منظمة «هيومن رايتس ووتش» لتونس بمنع دخول البشير إلى أراضيها أو توقيفه، موضحة أن الرئيس البشير سبق أن شارك في قمة الأردن وهي موقعة على ميثاق المحكمة الجنائية. حفتر …الحاضر الغائب من المنتظر ان تناقش مداولات القمة العربية في تونس الملف الليبي خلال عدة اجتماعات مع الاطراف الاممية وكذلك الافريفية والاتحاد الاوربي من اجل البحث عن حلول شاملة للازمة التي تجاوزت 8 سنوات . ورغم أن المشير خليفة حفتر ،القائد العام للجيش الوطني الليبي ،وهو من أبرز أطراف الصراع في البلاد ،لم توجه له دعوة لحضور قمة تونس ، إلا أنه سيكون من بين الشخصيات التي ستفرض نفسها على مخرجات اللقاءات ،خاصة بعد الانتصارات العسكرية التي يحققها في جنوب البلاد ،فضلا عن استعداداته الحثيثة للقيام بعملية عسكرية حاسمة بهدف تطهير العاصمة طرابلس من عربدة الميليشيات المتطرفة .ويبدو ان اللقاء الذي جمع حفتر بالملك السعودي قبل يومين في الرياض ستكون له تبعاته خلال مداولات القمة . وقد اكتفت جامعة الدول العربية بتوجيه الدعوة لفائز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية الذي تدعمه الاممالمتحدة .و قد أكد الناطق الرسمي باسم القمة العربية محمود الخميري، في هذا السياق أن اللجنة الرباعية التي تضم كلا من الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية والإتحاد الإفريقي والإتحاد الأوروبي، ستجتمع بتونس يوم 30 مارس الجاري، في إطار إجتماعاتها الدورية بخصوص الملف الليبي، قائلا «إن الملف الليبي هو بند قار في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية»، مذكرا بأن الدورة العادية الثلاثين للقمة العربية بتونس، تدعم المبادرة الثلاثية لدول الجوار (تونس والجزائر ومصر) التي تهدف لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية. وأكد الخميري، تمسك المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين في إجتماعاتهم ، في إطار الأشغال التحضيرية للقمة العربية، بضرورة دعم الحل السياسي للأزمة الليبية، بعيدا عن الحل العسكري ودون أي تدخل أجنبي، من خلال دعوة كل الفرقاء إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، قصد حل الأزمة في إطار ليبي/ليبي وتحت مظلة منظمة الأممالمتحدة، مبينا أن القمة العربية تعترف فقط بحكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فائز السراج، المعترف بها دوليا. يشار إلى أن اجتماع اللجنة الرباعية حول الملف الليبي في تونس سيحضره الأمين العام لمنظمة الاممالمتحدة أنطونيو غوتيريس والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ومفوضة الأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، الى جانب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة.