توقع الجميع أن تكون مهمة النجم صعبة نسبيا في السودان لأن الفرق السودانية تستفيد في العادة من عاملي الأرض والجمهور وتلعب بنسق مرتفع جدا كما أن عامل الطقس كثيرا ما يكون عائقا أمام ضيوف السودان. ولكن لومار تفوق على الزلفاني على الأقل في الشوط الأول وحرمه من المساحات ومن الصعود بالكرة ولم يبذل النجم مجهودات كبيرة في الشوط الأول ورغم ذلك لم تتوفر أي فرصة للمريخ إلا في الدقيقة الأخيرة من هذا الشوط بسبب ضياع التركيز على لاعبي النجم وهذا يحدث دائما في نهاية كل شوط. ثلاثي في المحور... الخطة السحرية منذ قدوم لومار أصبح النجم يعول على ثلاثي في محور الدفاع بفضل ذلك أصبح النجم أكثر صلابة وتوازنا وفي اللقاءات الحاسمة سواء أمام الرجاء في المغرب أو أمام المريخ في السودان فضل المدرب اعتماد هذه الخطة وفي كل مرة حضر النجاح و لم يقبل الأهداف. خطة الأمس جردت المريخ من كل أسلحته ولم يتمكن هذا الأخير حتى من الاقتراب من مناطق النجم ويمكن القول أن المريخ سهل مهمة النجم بسبب اللعب بذلك النسق البطيء جدا في الشوط الأول. اللمسة التكتيكية الأخرى التي رجحت كفة النجم في الشوط الأول هي بالتأكيد تمركز الشيخاوي والمساكني حيث تعودا التمركز في وسط الميدان كصانعي لعب لكن هذه المرة تمركزا على الطرفين لمنع المنافس من التدرج بالكرة. لاعبون متقدمون في السن بلياقة بدنية عالية هناك مفارقة عجيبة في «نجم لومار» حيث أنه يعول على لاعبين متقدمين في السن ولكنهم مطالبون بأن يكونوا على لياقة بدنية عالية لأن حرمان المريخ من المساحات ومن الصعود بالكرة يتطلب هذه اللياقة وفي هذا السياق كان الشيخاوي (33 سنة) والحناشي (35 سنة) والعواضي (33 سنة) والجمل (32 سنة) والمساكني (31 سنة) في أفضل حالاتهم رغم التراجع في نهاية الشوط الثاني . نجم متميّز ومريخ ضعيف في الشوط الأول كان النجم أفضل من منافسه وتحصل على عديد الفرص عن طريق الحاج حسن الذي أهدر الفرصة الأولى ثم أهدر العواضي أيضا رأسية بعد ركنية في الدقيقة 19. أما المريخ فقد انتظر الدقيقة 45 ليتحصل على أول فرصة. خبرة النجم تحبط مخطط المريخ في الشوط الثاني لم يعد أمام المريخ إلا التقدم إلى الهجوم لأنه مطالب بتسجيل هدفين بعد الهزيمة في الذهاب بهدف ورغم أن مردود المريخ تحسن بالمقارنة مع الأول فإن خبرة النجم كانت حاسمة وقد لعب بهدوء كبير وتحكم في مجرى اللعب ولم يقترب السودانيون من مرمى النجم إلا نادرا وتحديدا بفضل الكرات الثابتة وبعض العرضيات خاصة من الجهة اليسرى حيث فشل الجمل في التصدي للمهاجم. امتياز للحناشي وكشريدة قدم لاعبو النجم مستوى متميزا وكان هناك نجاح تكتيكي واضح وكان ممثل تونس هو الأجدر بالتأهل سواء بالنظر إلى لقاءي الذهاب والاياب أو حتى بالاختصار على لقاء العودة في السودان ولكن الامتياز كان لثنائي الرواقين وجدي كشريدة وماهر الحناشي وإذا كان تفوق الأول منتظرا لأنه يمر بفترة ممتازة وقد عول عليه لومار في مركز يتماشى مع امكانياته (لاعب رواق أيمن) فإن تألق الحناشي فاجأ الكثيرين خاصة أنه لعب في مركز لاعب رواق أيسر مع العلم أنه لاعب يفضل التعامل مع الكرة بالقدم اليمنى وإلى جانب اللاعبين المذكورين برز آخرون مثل بن عمر الذي قدم مقابلة مثالية لا بدّ كذلك من الاشادة بالمردود الذي قدمه الحارس الشاب وليد كريدان. النجم لا تنقصه إلاّ النجاعة إذا كان المريخ في الشوط الأول سيئا جدا ومتواضعا ولم يتحصل على فرص ولم يحاول فإنه كان في الثاني أفضل بكثير وأخرج النجم وتحصل على عديد الفرص وهدد مرمى كريدان. ولا بد من الاشارة أن النجم وجد عديد الصعوبات لأنه لا يجسد الفرص التي تحصل عليها طوال اللقاء ولولا هذا العائق لضمن النجم تأهله منذ لقاء الذهاب. الزلفاني يحرج لومار رغم خبرة لاعبي النجم والفريق بصفة عامة بمثل هذه المواعيد وخبرة مدرب النجم بالمقارنة مع مدرب المريخ يمكن القول أن يامن الزلفاني أحرج لومار في الشوط الثاني خاصة عندما أقدم المدرب الفرنسي على تعويض الحاج حسن بمالك بعيو ورغم أن هذا الأخير كان ممتازا فإن خروج المهاجم حرر مدافعي المنافس وجعلهم يساندون هجوم المريخ. رمضان عجب كاد يصنع العجب بعد نهاية الوقت القانوني للقاء ومع حلول الدقيقة 93 كاد المريخ يعيد اللقاء إلى النقطة الصفر عندما كاد رمضان عجب يغالط حارس النجم بلقطة فنية ممتازة جدا وكانت تصويبته المقصية شبيهة إلى أبعد الحدود بهدف رونالدو في مرمى جوفنتوس فريقه الحالي وكانت تلك التصويبة لقطة اللقاء الذي لم يبلغ مستوى فنيا جيدا ولكنه كان ممتازا للنجم على الأقل على المستوى التكتيكي. لا بد من الإشارة أيضا أن النجم كاد يخطف الانتصار في آخر اللحظات بعد مجهود بدني وفني من بعيو ومخالفة مباشرة نفذها الجمل وتصدى لها الحارس السوداني بوعشرين. النجم في النهائي كما كان منتظرا بلغ نجم لومار النهائي العربي وكان أول الواصلين إلى هذا الدور في انتظار الطرف الثاني (الهلال أو الأهلي السعوديين) ويمكن التأكيد أن حظوظ النجم وافرة في هذه المسابقة رغم قيمة الفريقين السعوديين والأكيد أن مردّ هذا التفاؤل يعود إلى صلابة النجم خارج أرضه إذ لم يقبل أهداف في اللقاءات الحاسمة خاصة أمام الرجاء في المغرب وأمام المريخ في السودان. لومار يثني على المريخ أثنى مدرب النجم بعد اللقاء على المريخ السوداني وأكد أن كرة القدم لا تسمح بتأهل الفريقين ولو كان ذلك ممكنا لتأهل الفريقان في إشارة إلى المردود الذي قدمه الفريق السوداني في الشوط الثاني وأكد لومار أن فريقه عرف عديد الصعوبات في العشرين دقيقة الأخيرة وأثنى كذلك لومار على لاعبيه إذ قال أنهم صمدوا في الدقائق الأخيرة رغم التعب بعد المجهودات التي بذلت. تشكيلة النجم وليد كريدان كشريدة الحناشي الجمل بوغطاس بن عزيزة العواضي بن عمر المساكني (كوناتي) الشيخاوي الحاج حسن (بعيو) فرج الفجاري