وَراء لقب «السُوبر» التونسي هُناك قصّة طويلة بدأت عام 60 وسنشهد يوم غد فصلا جديدا من فُصولها المُثيرة. هذه الكأس نشأت لسببين اثنين: الأوّل يَمكن في التمتّع بمواجهة استعراضية - فُرجوية بين صَاحبي البطولة والكأس أمّا العامل الثاني فهو ذات صِبغة دعائية لرئيس الجمهورية الحبيب بورقيبة بما أن هذه المُناسبة الكروية كانت تُشكّل أبرز وأهمّ المظاهر الإحتفالية التي تُرافق مراسيم إحياء عيد ميلاد الزّعيم في شهر أوت. ضحية السياسة بما أن كأس «السُوبر» اقترنت بالزعيم بورقيبة فقد حافظت على حضورها وصِيتها إلى حدود 1987 وهو العام الذي تُغيّر فيه النظام وسقطت أثناءه هذه المسابقة من رزنامة الجامعة التي كان من الضروري أن تُطيع الحاكم الجديد وتُزيل كل من شأنه أن يُذكّره بسلفه الذي عزله بشهادة طبية على طريقة الجريء مع «كَاسبرجاك» (يا لسخرية التاريخ). والمُهمّ أن هذه الكأس التي تَربّت على «النِّفاق» ونشأت على المُجاملات والتَرضيات لم تظهر للوجود إلاّ عام 1994 قبل أن تَغيب شمسها للأبد سنة 2001. وبعد أن لفّها النِسيان ونامت نَومة أهل الكهف، سرقت هذه الكأس الأضواء بعد أن تحرّكت عدة جهات لإحيائها وقد ظهرت جملة من المُحاولات لتنظيمها عشية «الثورة» في رادس أوفي «باريس» على أن تكون المداخيل لفائدة الصندوق الوطني للتضامن الذي كانت مفاتيحه ومُدخّراته بيد الرئيس بن علي. وقد باءت تلك المَساعي بالفَشل مِثلها مثل عرض شركة الاتصالات القطرية وبقية المُقترحات التي تقدمت بها بعض المؤسسات التونسية المُختّصة في تنظيم مثل هذه التظاهرات الرياضية. رغم أنف الجميع بعد أن تحلّلت «جُثّة» «السُوبر» و»شبعت مُوت» على رأي الأشقاء المصريين، حرك وديع الجريء عصاه السحرية ليُعيد إليها الحياة متجاهلا النصوص القانونية والفضيحة التنظيمية التي رافقت هذا اللقب الراجع من الزمن الغَابر. ومن المعلوم أن الجامعة وضعت ثقتها (عن جهل أوقصد) في مؤسسة قطرية لتنظيم هذه الكأس في «الدوحة» غير أن شريك الجريء لم يكن على قدر المسؤولية لأنه كان من المُبتدئين في هذا القطاع. وقد تسببت هذه الشراكة الفاشلة في فضيحة عابرة للقارات بأن العالم بأسره تكلّم عن إفلاس هذه المؤسسة بل أن البعض أكد أنها «وَهمية». وقد شوّهت هذه الحادثة كأس «السُوبر» قبل أن ترى النور وزاد الإفريقي الطين بلّة بعد أن اختار مقاطعة هذه المسابقة إحتجاجا على إصرار الجريء إلحاحا على تعيين طاقم تحكيمي تحوم حول بعض عناصره الشُبهات والإتّهامات. ورغم أن المنطق والقانون يفرض إقامة «السُوبر» بين البطل (الترجي) وحامل الكأس وهو الإفريقي فإن رئيس الجامعة خَرق الأعراف وخلق نظاما خاصّا به بعد أن عَوّض الإفريقي بالنادي البنزرتي مُستغلا في ذلك إعتذار النجم (وصيف صاحب الكأس) وكذلك علاقته القوية بعبد السلام السعيداني وهو من أشدّ المُوالين ل «الرئيس» الذي استفاد أيضا من «لهفة» الترجيين على الألقاب لينظّم هذه الكأس ويُحقّق صَيدا ثمينا في إمارة القطريين. ذلك أن تَنظيم هذا اللّقاء في ضيافة الأشقاء سيعزّز علاقات الجريء بشُيوخ الإمارة القطرية المُستعدّة لإحتضان أية تظاهرة رياضية في سبيل تلميع صُورتها إستعدادا لمُونديال 2022. كما أن نجاح الجامعة في إحياء هذا اللقب سيمكّن الجريء من إرضاء غروره خاصّة أنّه تحدّى الإتّهامات وجَابه «المُقاطعين» لينظّم هذا اللقب رغم أنف الجميع وليؤكد أيضا أن كُرته وتحكيمه «لاباس» بدليل مباراة الإستعراض التي ستدور في قطر وبحضور «الفار». ويريد الجريء أن يثبت بأنه لا يقل شأنا عن الشقيقة مصر (تنظّم السُوبر في الإمارات) وبقية دول العالم مثل فرنسا التي منحت كأس «السُوبر» جوازا يسمح لهذه الكأس بالتجوّل في الصين وكندا والمغرب وحتى تونس التي كانت قد احتضنت «السُوبر» الفرنسي عام 2010.