يُدرك المُتابعون للشأن الكروي أن إقامة كأس «السُوبر» المحلية في البلدان الأجنبية ليست بِدعة تونسية ويكفي أن نستشهد في هذا السياق بتنظيم النُسخ الأخيرة من الكأس المُمتازة المصرية في الإمارات. ومن المعلوم أيضا أن «السُوبر» الفرنسي (وبالأحرى كأس الأبطال) تَتجوّل بدورها في مُختلف أصقاع العَالم. ومن هذا المنطلق فإن تنظيم «السُوبر» التونسي في قطر ليس بالأمر الجديد في الكرة العربية والعالمية لكن الغَرابة في «الفينال» المُرتقب اليوم بين الترجي وبنزرت تكمن في التوقيت وهُويّة الناديين المُتنازعين على اللّقب. على صعيد التوقيت، كان من الأفضل والأنسب تنظيم هذه المُباراة في بداية الموسم لا في عزّ الربيع كما سيحصل في النسخة الحالية من «السُوبر» التونسي والتي تأتي قبل أسابيع قليلة من نهاية السنة الرياضية. أمّا بالنسبة إلى هُوية الفريقين المَعنيين بالصراع على هذه الكأس فإن القوانين و»الأعراف» تفرض تشريك صاحب البطولة (وهو الترجي) ضدّ حَامل الكأس (وهو الإفريقي) وفي صُورة حصول أسباب قَاهرة تحول دون حضور المُتوّج ب»الأميرة» فإن المنطق يمنح الأولوية للفريق الذي بلغ «فِينال» الكأس وهو النجم في هذه الحَالة. (مع العِلم أن فرنسا مثلا تلجأ أحيانا إلى تشريك وصيف البطل خاصة إذا تحصل فريق بعينه على الثنائي). وبما أن الإفريقي والنجم رفضا خوض «السُوبر» لأسباب يطول شرحها فقد «استنبط» رئيس الجامعة «حِيلة شيطانية» تسمح للنادي البنزرتي بتعويض الطرف الغائب واعتمد الجريء في قراره على وصول «قرش الشمال» للدور نصف النهائي لكأس تونس (2018). وهذا الإجراء لم يُقنع طبعا الكثيرين في مُقدّمتهم مستقبل قابس الذي كان قد حقّق المكسب نفسه وفي النسخة ذاتها وهو ما يُؤهله أيضا للتواجد في «السُوبر» حسب «الإجتهادات» الصّادرة عن الجامعة. ومَهما تباينت الآراء فإن النسخة الحالية من «السُوبر» التونسي فقدت للأمانة مِصداقيتها لغياب صاحب الكأس وأيضا بفعل فضيحة الشركة القطرية التي كان من المفروض أن تَسهر على تنظيم اللقاء لا أن تتسبّب لجامعتنا في «غَصرة» كبيرة وقف عليها الجميع ليلة «المُحاكمة الرمزية» للجريء في «الأحد الرياضي» الذي فعل صَاحبه المُستحيل ليمنح «شهادة البراءة» لصديقه وديع وفَاته أن العَار حَاصل و»التَقصير» ثابت دون الحاجة إلى استخدام «الفَار». السّجل الذهبي ل«السوبر» التونسي 1960: الترجي الرياضي 1966: الملعب التونسي 1968: النادي الإفريقي 1970: النادي الإفريقي 1973: النجم الساحلي 1979: النادي الإفريقي 1984: النادي البنزرتي 1985: نادي حمّام الأنف 1986: النجم الساحلي 1987: النجم الساحلي 1994: الترجي الرياضي 1995: الأولمبي الباجي 2001: الترجي الرياضي مرابيح ال«سُوبر» الفائز: 100 ألف دولار الوصيف: 75 ألف دولار