لا حديث في صفوف أحبّاء الملعب الافريقي بمنزل بورقيبة هذه الأيام الا عن تعشيب الميدان الرئيسي لملعب عزيز جاء بالله خصوصا بعد الفساد الذي طال عملية التعشيب الأولى والتي أثمرت عشبا مشوها منذ ولادته تتحمل مسؤوليته اللجنة الفنية صلب بلدية منزل بورقيبة التي راقبت وتابعت الأشغال والمقاول الأول الذي يسعى إلى التحول من موقع المتهم إلى موقع الضحية .علما أن المجلس البلدي المنتخب أرسل ملف تعشيب ملعب عزيز جاء بالله إلى القضاء مؤخرا وهو الشرط الأساسي الذي وضعته وزيرة الشباب والرياضة قبل الشروع في تعشيب الميدان مرة ثانية. بخصوص انقسام الآراء حول تعشيب الميدان الرئيسي طبيعيا أو اصطناعيا فمعظمها كان من منطلقات شخصية لا علاقة لما بمصلحة الجمعية فالبعض يفكر في الموارد المالية في الموسم القادم ولا يهمه ماذا يحصل بعد ذلك وأخرون متمسكين بالتعشيب الاصطناعي لتوفير ظروف النّجاح للممرن الحالي الذي أكد أنه سيواصل تدريب الفريق ويعتقدون أنه بالدعم الجماهيري بإمكانه تحقيق نتائج أفضل، شق ثالث يرى أنه بالتعشيب الاصطناعي يمكن للجمعية الاستغلال السريع للميدان وبالإمكان طمس معالم الجريمة الأولى المتمثلة في عملية الفساد في تعشيب الميدان الرئيسي . أما الشق الرابع من المدافعين على تعشيب الاصطناعي فهم أصحاب الأكاديميات الخاصة الذي يمكنهم ذلك من فضاء أرحب واستقطاب مزيدا من الشبّان وبالتالي تحقيق أرباح أكثر. أما المتشبثين بالتعشيب الطبيعي فيرون ان معشب عزيز جاء بالله جزءا من تراث المدينة لا يمكن التفريط فيه وأنهم انتظروا أكثر من خمسة مواسم وتتنقلوا مع الفريق إلى ملاعب ماطر والبصيري وشجعوه في ظروف صعبة فلا مانع من انتظار موسم أخر شريطة تفادي أخطاء الماضي وتكليف مكتب لدراسة ومتابعة التعشيب الطبيعي . من الناحية المادية كلفة التعشيب الاصطناعي في حدود 950 ألف دينار أما التعشيب الطبيعي فثمنه حوالي 500 ألف دينار مع مصاريف صيانة في كل موسم تناهز 40 ألف دينار. ومدّة الانجاز بالنسبة للتعشيب الاصطناعي لا تتجاوز ستة أشهر في حين لا يمكن استغلال الملعب في حالة التعشيب الطبيعي قبل سبتمبر 2020. من جهة اخرى فان ما كتبناه في العدد الفارط من جريدة «الشروق» حول احتراز جبنيانة لم يكن تلميحا أو تصريحا بأن الملعب الإفريقي سيخسر نقاط المباراة المذكورة .لذلك على البعض الذين اعتادوا أن يدلوا بدلوهم في كل موضوع عن دراية أوعن جهل أن يكفوا لأن غاياتهم أصبحت مكشوفة ولا تتجاوز الدّفاع عن بعض الأشخاص . فما قلناه في العدد الفارط مفاده أنه آن الأوان للكتابة العامة للملعب الإفريقي أن تشهد نقلة نوعية في عملها ولن يحصل ذلك إلاّ بتغيير بعض الأشخاص وتكريمهم إن لزم الأمر .فهل يعقل أن يشارك لاعب في 4 أو 5 مباريات قبل مباراة جبنيانة وفي جرابه ثلاثة إنذارات ؟ فماذا لو تفطنت إحدى هاته الفرق وقامت باحتراز أو إثارة فهل كان بالإمكان ساعتها الإفلات من سحب الثلاث نقاط للفريق؟ فهل وصلت الرسالة أما أن دار لقمان ستبقى على حالها .