«سيب القائمة النهائية والرسمية..» هذا ما اجمع عليه امس عائلات شهداء الثورة وجرحاها في وقفة احتجاجية بساحة باردو أمام مقر مجلس النواب مطالبين رئيس الحكومة بالإفراج عن القائمة النهائية لشهداء الثورة وجرحاها . تونس : الشروق : ثماني سنوات مرت على ثورة الحرية والكرامة ومازالت عائلات الشهداء والجرحى غاضبة ومستنكرة تجاهل الحكومات المتعاقبة لملف ابنائهم. عيون عائلات الشهداء والجرحى كانت امس تنطق حزنا.. قهرا .. متهمة الدولة بعدم انصافهم ورد الاعتبار إليهم ولأبنائهم. «القائمة النهائية .. حق موش مزية» و«الشهيد أكرم منكم جميعا » كانت هذه ابرز الشعارات التي رفعتها عائلات الشهداء والجرحى معبرين عن استيائهم من «لامبالاة» الحكومة بنشر القائمة الرسمية لأبنائهم. «سيب القائمة» أكدت سامية المحيمدي اخت الشهيد هشام المحيمدي في تصريح ل»الشروق» ان «قائمة الشهداء جاهزة منذ 17 ديسمبر 2015 ووقع تقديمها للرئاسات الثلاث ولكن للأسف لم يقع اصدارها الى اليوم . وأضافت اخت الشهيد ان قائمة الشهداء والجرحى تحتاج الى ارادة سياسية وجرأة حتى ترى النور لكن بغياب تلك الارادة ستبقى القائمة مرهونة . من جانبه اضاف علي المكي منسق حملة «سيب القائمة» وشقيق الشهيد عبد القادر المكي في تصريح ل«الشروق» ان الحملة انطلقت منذ افريل 2017 وللاسف مازالت المعاناة متواصلة الى اليوم رغم غياب أي سبب مقنع لعدم نشر القائمة النهائية بالرائد الرسمي . وأضاف علي المكي انهم سبق وان قدموا قضية في الغرض لدى هيئة النفاذ الى المعلومة وتم الحكم لفائدتهم في انتظار صدور الحكم من المحكمة الادارية . وشدد علي المكي على ضرورة نشر القائمة لرد الاعتبار لكل من وهب دمائه للوطن وحفظا للذاكرة الوطنية . وانتهى علي المكي قائلا «اليوم زاد يقيننا أن هناك ممانعة سياسية لعدم نشر القائمة النهائية بالرائد الرسمي وهي الحاجز الأساسي أمام ذاك»، القائمة «مسجونة» قالت الاستاذة ليلى الحداد محامية عائلات الشهداء والجرحى في تصريح ل«الشروق» ان «تلكؤ» الحكومة ومماطلتها في ادراج القائمة الرسمية لشهداء الثورة وجرحاها بالرائد الرسمي اثار موجة غضب كبيرة لدى العائلات خاصة وانها موجودة منذ اكثر من 3 اشهر لدى رئيس الحكومة يوسف الشاهد . ولاحظت الاستاذة الحداد ان هناك اصرارا وتعمدا على ابقاء القائمة «مسجونة» مشيرة الى ان القائمة النهائية هي من حق الشعب التونسي وهي جزء من تاريخ تونس الجديد وأكدت انه كان من المفروض على الحكومات المتعاقبة تكريم عائلات الشهداء والجرحى وتخليد ذكرى ابنائهم من خلال القائمة النهائية لا التنكيل بهم . وشددت الاستاذة الحداد على انه رغم حملات التشويه والتضليل ورغم الخذلان ستظل قضايا شهداء الثورة وجرحاها قضايا عادلة . ويذكر ان عائلات شهداء الثورة وجرحاها كانوا قد رفعوا شعار «سيب القائمة النهائية والرسمية .. ولا للتآمر على ملف الشهداء». واستنكروا في تصريحات سابقة ل « الشروق « ما وصفوه بلامبالاة الحكومة لمطلبهم الشرعي وأكدوا أن معاناتهم متواصلة منذ 8 سنوات في ظل تكريس سياسة الإفلات من العقاب. وأوضحوا أن «قائمة الشهداء جاهزة منذ 17 ديسمبر 2015 ولكن لم يقع إصدارها بصفة متعمدة. وهودليل قاطع على عدم اعتراف الحكومة بالشهداء ولا الجرحى وفق قولهم وحملت المسؤولية في بقاء القائمة الرسمية للشهداء والجرحى «سجينة ورهن الايقاف» لرئيس الحكومة باعتباره يملك الصلاحية في نشرها . وأجمعت عائلات الشهداء وجرحى الثورة على أن «هناك خشية وخوفا من آثار نشر القائمة الرسمية وخشية من ردود أفعال العائلات لما يمكن أن تشهده القائمة من إقصاء لعدد من الأسماء».