* كيف ولد مشروع « مسرح العائلة»؟ -بداية المشروع كانت من خلال تكليفي من قبل السيد رئيس مؤسسة التلفزة التونسية بتكوين ورشة «اثراء النصوص» التي وقع عليها الاختيار لتنفيذ مشروع «مسرح العائلة» وبعد أشهر من دراسة النصوص والمشاريع المقترحة وقع الاختيار على 15 عملا مسرحيا من نوع «الفود فيل» الذي يعتمد أساسا على المرح والفكاهة واساسا على القضايا التي لها علاقة مباشرة باهتمامات العائلة التونسية بدرجة أولى ان من اهم غايات هذا المشروع، إعادة الاعتبار للمرفق العمومي من خلال المسرح «المتلفز» ان صح التعبير , هذا المسرح الذي نريده كسب رهان جمع العائلة التونسية حول مشروع فني يرتقي بالذوق العام ويراعي الخصوصية التونسية , وهو ما افتقدته الساحة الفنية والتلفزية بالخصوص، حيث انحدر المشهد الإعلامي في السنوات الأخيرة الى مستويات تبعث على الحيرة والتشاؤم, لما الت اليه من تدني ينذر بسقوط تام للذوق العام' وهو ما ساهم في أصحاب الذوق من اهل القرار الى التفكير بجدية في هذا المشروع ' عسى ان يساهم في الرفع من مستوى الاعمال التلفزية المقترحة للمشاهد وخاصة منها الاعمال التي تكون جامعة لكل افراد العائلة دون استثناء ' وهو ما يندرج تحته هذا المشروع الذي اختير له كعنوان «مسرح العائلة» اعتبارا للمواضيع المقترحة والتي ستعطي الفرصة للمشاهد للرجوع الى الأصل والتمتع بمشاهدة اعمال مسرحية ذات مستوى فني راقي تجمع بين مختلف الأجيال المسرحية الى منح الفرصة للعديد من الوجوه الشابة والتي لم تلق حظها للكشف عن ما تختزله من طاقات إبداعية وبث هذه الاعمال من المنتظر ان يكون 4 أيام في الأسبوع على امتداد شهر رمضان المعظم، ومدة العمل ساعة تلفزيونية * تحدثت عن لقاء بين مختلف الأجيال المسرحية في هذا المشروع الذي يتطلب خصوصية اعتبارا لنوعية الاعمال فكيف تمت عملية اختيار ابطال هذه المسرحيات؟ -سؤال وجيه، على اعتبار أن هذه النوعية من الاعمال ذات خصوصية كبيرة جدا، فهي ليست «مسلسلا او «سيتكوما» لذا كان لابد من الاعتماد على ممثلين تتوفر فيهم صفة المسرحي والتلفزيوني معا. * ما المقصود بصفتي المسرحي والتلفزيوني؟ -المقصود اننا اخترنا الاعتماد على ممثلين يتوفرون على تجربة مسرحية رائدة الى جانب تجارب ناجحة ومتميزة في التمثيل التلفزيوني ورغم ضيق الوقت وقلة الإمكانيات المحدودة التي تم رصدها لمثل هذه الاعمال التي تتطلب «ديكورات» متحركة ومتنوعة و«اكسسورات» متعددة حسب كل عمل فقد سعينا الى منح الفرصة لخريجي المعهد العالي للفن المسرحي، كما لم ننس في هذا المشروع تكريم بعض الممثلين، وذلك من خلال دعوتهم للوقوف على خشبة المسرح بعد غياب 30 سنة على غرار حسين المحنوش وسلوى محمد ورفيعة بالحوت مع الانفتاح على المبدعين داخل الجهات كإنصاف بن حفصية ولطيفة القفصي وعلي الخميري ودليلة المفتاحي وغيرهم , وهذا لعمري ابسط ما يمكن ان تقوم به التلفزة التونسية وفاء لمن ساهموا في تأسيسها. وقد كان هذا المزيج الرائع بين 3 أجيال له نتيجة جيدة ستتبين ملامحها عند بث هذه الاعمال على امتداد شهر رمضان . * يبدو عليك التفاؤل ب «مسرح العائلة»؟ - انا دائم التفاؤل حتى في اشد لحظات الوجع، ويكبر تفاؤلي مع انتهاء انجاز مسرحية ضمن هذا الشروع الرائد، ثم هذا الحماس الذي ظهر عليه كل المشاركين فنحن نعمل اسرة واحدة على امتداد الشهرين هدفنا واحد وهو كسب رهان هذا المشروع الريادي في مسيرة التلفزة التونسية وأود بالمناسبة تحية الفريق التقني المتكون أساسا من أبناء مؤسسة التلفزة الوطنية محمد مزيان ومحمد علي الشريف وبسام خشلوف والياس الرياحي وبرهان مندويرو ومهدي الغرش على الحرفية العالية وحماسهم الكبير وطموحهم للنجاح كما أحيي بحرارة أيضا السيدة روضة بن عمار كاتبة المخرج التي تقوم بعديد الأدوار في هذا المشروع وهي أدوار تذكر فتشكر * ما مدى الرضا عن النفس بعد هذه المسيرة؟ -اسير على الطريق الصحيح والرضا عن النفس لا يفوق نسبة ال 50 بالمائة، وليس لي سوى لوم نفسي على ذلك * لماذا تلوم نفسك؟ -أحيانا أفتقد الجرأة لإنتاج اعمال مسرحية كبرى، واعترف في ذات الوقت بالتقصير الإعلامي في حقي – فعدد الجوائز التي حصلت عليها على امتداد مسيرتي القصيرة «جوائز على المستوى العربي و10 جوائز على المستوى الوطني، لو تحصل غيري على نصفها لكان نجما في كل الإذاعات والقنوات التلفزيونية أؤمن بالعلاقات الخاصة ثم أشياء أخرى تتجاوزني ولا يشرفني الحديث فيها فأنور العياشي بيتوتي من الطراز الكبير.