عرف بمقولة « من يحب الحياة يذهب الى السينما « رغم ان غالبية رواد السينما بقدر توقهم الى الحياة لا يستحسنون افلامه لما فيها من تعقيد و تطرف على مستوى التجديد حتى ان البعض يعتبره من أشد صانعي أفلام الموجة الجديدة تطرفا … انه المخرج الفرنسي جان لوك غودار . ولد غودار عام 1930 في فرنسا ، درس فى مدينة نيون بسويسرا ثم التحق بجامعة السوربون لدراسة ( اصل الانسان )، لكنه كان يقضى كل وقته فى نادي سينما الحى اللاتينى حيث التقى لاول مرة بفرنسوا تريفو وجاك ريفت، وفى عام 1950 اتفق الثلاثة على اصدار جريدة السينما، وهى جريدة شهرية صدر اول اعدادها فى نوفمبر من نفس العام وظهر فيها اول مقالين نقديين لجودار وختمهما بالتوقيع باسمه الحقيقى واسم اخر مستعار هو ( هانس لوكاس ). وفى نفس العام مثل جودار فى اول افلام ريفت، وهو فيلم روائى قصير بعنوان ( كادريل ) وهو اول ظهور لجودار كممثل، وفى العام التالى ظهر ايضا فى مقدمة فيلم ( شاروت وصاحبه ستيك ) للمخرج اريك رومر، وفى عام 1952 بدأ جودار الكتابة فى مجلة ( كراسات السينما ) ذات التأثير الكبير، وعلى اية حال فاول وظيفة لجودار فى مجلة كراسات السينما لم تدم طويلا، ففى خريف عام 1952 ترك جودار فرنسا وعاد الى سويسرا حيث عمل فى بناء سد ديكسنس الكبير، واستطاع ان يدخر الاموال ليُنتج اول افلامه، وهو فيلم تسجيلى قصير بعنوان ( عملية اسمنت مسلح ). وعند عودته الى فرنسا فى صيف 1956 استأنف جودار عمله فى مجلة كراسات السينما بعد انقطاع عن الكتابة دام اربعة سنوات، وصعد سريعا ليصبح واحدا من اهم نقاد السينما الفرنسيين وشجعه ذلك على اخراج ثلاثة افلام قصيرة باخراج متميز وجديد، وهم ( الاولاد جميعا اسمهم باتريك ) عام 1957، والفيلم الثانى هو ( شارلوت وصديقها) والثالث هو ( قصة الماء ) وكلاهما فى عام 1958. وفى عام 1959 اخرج جودار اول افلامه الروائية الطويلة (اللاهث)، وتصادف ان عرض الفيلم فى السينمات جاء متزامنا مع فيلم ( الضربات الاربع مائة ) لفرنسوا تريفو، وفيلم ( هيروشيما حبيبى ) للمخرج ألن رينيه، وساعد هذا على انطلاق ما عُرف باسم الموجة الجديدة الفرنسية، وهى حركة سينمائية ثورية تبناها كتاب مجلة كراسات السينما، وحقق فيلم ( اللاهث ) نجاحا عالميا فى وقت قصير باعتباره فيلما يؤرخ لعصره، وبين عشية وضحاها اصبح جودار اهم عبقرى سينمائى فى جيله .