«الشروق» مكتب الساحل: برغم المصادقة على رفع التجميد عن يوسف الشاهد، فإنّ مؤتمر «نداء تونس» لم يحسم تركيبة المكتب السياسي للحزب وأرجأها إلى اليوم في اجتماع مرتقب بالعاصمة. فقد اكتفى المؤتمرون بانتخاب أعضاء اللجنة المركزية ال 217 الذين من المفترض أن يحسموا ملف المكتب السياسي بالتوافق أو بالانتخاب. وأكدت رئيسة المؤتمر سميرة بلقاضي ل «الشروق» أنّ المجال لا يزال مفتوحا اليوم الثلاثاء في العاصمة للنظر في الطعون الخاصة بانتخابات اللجنة المركزية وتقديم الترشحات للمكتب السياسي على أن تنطلق بعد ذلك عملية انتخاب المكتب السياسي. خلافات آخر لحظة وإلى حدود ساعة متأخرة من مساء أمس لم تتضح الرؤية بخصوص الأسماء المترشحة خاصة أن خلافات برزت داخل لجنة إعداد المؤتمر، وتحديدا بين الرئيسة ونوابها ومقرر اللجنة، حول الآجال الممنوحة لتقديم الترشحات للمكتب السياسي بعد الإعلام عن تركيبة اللجنة المركزية. خلافات وغضب وقد دعا نائب رئيسة المؤتمر الأول لحزب حركة «نداء تونس» عيسى الحيدوسي وثلاثة من أعضاء لجنة إعداد المؤتمر إلى منح أعضاء اللجنة المركزية المنتخبة مهلة ب 24 أو حتى 48 ساعة لإعداد قائمتهم المترشحة لانتخابات الهيئة السياسية. وأوضح الحيدوسي أن أعضاء لجنة إعداد المؤتمر فوجئوا بإعلان رئيسة المؤتمر سميرة بلقاضي أنه سيتم قبول القائمات المترشحة للهيئة السياسية في تمام الساعة السادسة من مساء أمس، معتبرا أنه من غير الممكن إعطاء ساعتين أو ثلاث ساعات فقط لإعداد هذه القائمات، مشيرا إلى أن هناك شروطا وجب توفرها في المترشحين والتثبت منها وهي أن كل مترشح يجب أن يكون له ستة انخراطها متتالية في الحزب دون انقطاع، وأن يكون قد تقلّد مسؤولية في الحزب على مستوى جهوي أو مركزي، وهو ما يستوجب في نظره منح وقت أكبر لإعداد القائمات. وقد بدا التشنج والغضب على عدد من المؤتمرين من أعضاء اللجنة المركزية الذين انتقدوا رئيسة المؤتمر واعتبروا أنه كان من المفترض أن تُعلمهم منذ البداية بالمسار المفضي إلى تشكيل المكتب السياسي. وأكدت رئيسة المؤتمر أنه تم الاشتغال منذ صباح أمس على التوصل إلى توافق بخصوص الترشحات للمكتب السياسي غير أن الصندوق يبقى هو الفيصل في غياب التوافق، وهو مبدأ عام عمل امؤتمر على تكريسه حسب تأكيدها. رفع التجميد بالاجماع وبخصوص النظر في مطلب رئيس الجمهورية ومؤسس الحزب الباجي قائد السبسي برفع تجميد عضوية رئيس الحكومة من الحزب أكّد منجي الحرباوي القيادي في النداء أنّه وعلى اثر استشارة بين المؤتمرين في ساعة متاخرة من يوم أمس وتمّت المصادقة بالاغلبية الساحقة على رفع التجميد عن يوسف الشاهد، بما يعني الاستجابة لطلب الرئيس الشرفي للحزب، وذكر الحرباوي أنّ أبرز القيادات كانت من ضمن الذين صادقوا على رفع التجميد. أما بخصوص استكمال تركيبة المكتب السياسي ببعض الشخصيات الوطنية فقالت سميرة بلقاضي إن ما يهم المؤتمر هو الخروج بقيادة منتخبة وما سوى ذلك يبقى مفتوحا ومؤجلا إلى ما بعد المؤتمر. تركيبة ثلاثية وقد أسفرت النقاشات التي جرت ضمن أشغال المؤتمر عن ضبط هيكلة جديدة للحزب بتركيبة ثلاثية تضم اللجنة المركزية والهيئة السياسية والمجلس الوطني الموسع. وأوضح عضو مجلس النواب وعضو المجلس الوطني ل «نداء تونس» الطيب المدني أن اللجنة المركزية ستكون هي سيدة القرار داخل الحزب، وهي التي ستسير الحزب بين المؤتمَرَيْن وهي التي تحدد التوجهات الكبرى للحزب، أما الهيئة السياسية فهي سلطة التنفيذ، وتتركب من 32 عضوا مع أربعة من الشباب يتم انتخابهم من طرف المنسقين الجهويين للشباب لتكون التركيبة الكاملة 36 عضوا. أما الهيكل الثالث فهو المجلس الوطني الموسع، علما أن كل هيكل يضم رئيسا ومساعدين اثنين ويتم توزيع بقية المهام على الأعضاء. وأضاف المدني أن اللجنة المركزية تجتمع مرة كل شهر فيما يجتمع المكتب السياسي مرة كل أسبوع، وتنعقد اللجان كلما اقتضت الضرورة ذلك.