بلغت الدراسات التمهيدية لتشييد خط المترو الخفيف رقم 1 بمدينة صفاقس مرحلة متقدمة وستنطلق الأشغال في القريب العاجل . وبالرغم من التغطية الإعلامية لنشاط « شركة المترو الخفيف بصفاقس « إلا أن بعض الأطراف قد حاولت التشكيك في مدى صحة إنجاز المشروع الذي أصبح في أذهان البعض بين الحقيقة والخيال . مشروع المترو الخفيف بعاصمة الجنوب من بين المشاريع الضخمة الذي يحتاج إلى فترة زمنية طويلة نسبيا وهياكل تنظيمية وإدارة محكمة ويتم تنفيذه على مراحل عديدة . ومن هذا المنطلق ، تعددت الأقاويل والمعطيات حول طبيعة المشروع وتاريخ دخوله حيز الاستغلال . وقد عقدت الأطراف المعنية منذ سنة 2011 وإلى هذا التاريخ اجتماعات عديدة أفضت إلى الموافقة على المشروع وتعيين شركة مختصة ووضعت السلطة المركزية على ذمتها كافة الإمكانيات المادية والبشرية والصلاحيات القانونية . وشارك في الإعداد كل من الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية وإطارات الشركة والرئيس المدير العام لشركة المترو الخفيف بصفاقس والرئيس المدير العام لشركة تبرورة والمدير الجهوي للتجهيز بصفاقس تحت شعار «تطوير النقل العمومي بمدينة صفاقس « . المصادقة على مشروع المترو الخفيف يعتبر مشروع المترو الخفيف بعاصمة الجنوب حلم جميع أهالي صفاقس ، وهو مطلب شعبي يتم طرحه باستمرار وفي مختلف المناسبات السياسية والتنموية . وقد تمت المصادقة جهويا عليه بصيغته الحالية سنة 2014 وتمت إحالة الملف إلى السلطة المركزية التي صادقت عليه سنة 2015 . وفي هذا السياق تم تأسيس « شركة مترو صفاقس « التي باشرت عملها رسميا خلال شهر ماي 2016 وتكفلت بمتابعة وإنجاز الشبكة المتفق عليها من طرف السلطة الجهوية ورئاسة الحكومة والسلطة المركزية حيث تم الإنتهاء من هيكلة الأطر القانونية لتنفيذ المشروع وتحديد روزنامة الأشغال . وتعتمد شركة المترو الخفيف بصفاقس على منهج تشاركي يسمح للمواطن بالاطلاع على كل النتائج الفنية في كل ما يتعلق بالاستشارة العمومية ومناقشتها وإبداء رأيه فيها خاصة وأن مشروع خط المترو الخفيف رقم 1 يحظى بمتابعة الجميع باعتباره أحد أبرز مقومات التنمية المحلية والجهوية في الآونة الأخيرة . ويحظى باهتمام مختلف الأطراف المعنية والسلط المحلية والجهوية لذلك يسعى العاملون بشركة المترو الخفيف إلى الارتقاء بجودة خدمات النقل العمومي وسيكون للمترو انعاكاسات ايجابية على الحياة الاقتصادية وسيساهم في تخفيض نسبة التلوث الناتج عن الاستعمال المفرط لوسائل النقل الأخرى . ويملك هذا المشروع المتكامل كل مقومات النجاح وستكون آثاره ايجابية على جميع المستويات لذلك وجد كل الدعم والمساندة من الجميع . مرحلة دراسة المشروع تمكنت شركة المترو الخفيف من إعداد كراس الشروط الفنية وتنظيم إجراءات الصفقة والمنافسة بإعلان طلب العروض لإنجاز الدراسات واستكمال الدراسات التمهيدية قبل موفى شهر ديسمبر 2018 . وبتاريخ 7 فيفري الفارط تم الإعلان على انطلاق الإستشارة العمومية والتي تتضمن المصادقة على الدراسات التمهيدية وانطلاق الدراسات التفصيلية وطلب ملفات العروض والتطرق إلى المشروع من مختلف جوانبه وتم الإعلان على التقرير التأليفي للإستشارة يوم 25 مارس الفارط. وحسب الروزنامة ، سيتم إبرام إتفاقية تمويل المشروع قبل موفى سنة 2019 . سنة 2020 انطلاق الأشغال من المنتظر أن تنطلق أشغال الخط رقم 1 للمترو الخفيف بصفاقس بداية من سنة 2020 بفترة إنجاز تقدر بحوالي 24 شهر على أن تنتهي قبل موفى سنة 2021 وسيتم اقتناء التجهيزات والمعدات واستكمال جميع التدخلات وتدشين إنطلاق إستغلال الخط رقم 1 بداية من سنة 2022 . المترو الخفيف تمتد شبكة الخط رقم 1 للمترو الخفيف بصفاقس من قنطرة وادي الشعبوني بطريق المطار مرورا إلى طريق سكرة عبر الطريق المؤدية إلى كلية العلوم وصولا إلى ملعب الطيب المهيري ومفترق شارع الشهداء مرورا بطريق قابس وتكون المحطة الكبرى على مستوى باب الجبلي ثم يتجه إلى طريق تنيور لينتهي على مستوى مدرسة البدر كلم 6 . ويبلغ طول الخط 13.5 كلم ويضم 20 عربة نقل مسافرين وتبلغ طاقة استيعاب العربة الواحدة 300 مسافر وتقدر طاقة استيعاب الرحلات 52 ألف مسافر يوميا وتبلغ مدة السفرة 42 دقيقة وتقدر معدل المسافة بين المحطات 670 مترا وعدد المحطات 21 محطة وتقدر فترة توارت السفرات بستة دقائق وعدد محطات الترابط 4 ويسدي المترو الخفيف خدماته كامل أيام الأسبوع . وتنتظر مختلف شرائح المجتمع انجاز هذا المشروع وسيستفيد منه التلاميذ والطلبة والعمال والمواطن العادي ومتوسطي الدخل وذوي الحاجيات الخصوصية ... حيث يعاني هؤلاء يوميا من مشاكل التنقل وقد تفاعلوا ايجابيا مع المشروع مطالبين بسرعة التنفيذ . ويعتبر مشروع إنجاز الخط الأول ( 1 ) من شبكة النقل الجماعي في المسارات الخاصة بصفاقس الكبرى مشروعا عمرانيا بامتياز متعدد الأبعاد والتأثيرات حيث يحظى باهتمام ومتابعة الجميع باعتبار حجم الإشكاليات المرورية بعاصمة الجنوب ومراهنة مختلف الأطراف على هذا المشروع لإحداث نقلة نوعية في مستوى النقل وجودة الحياة بالمدينة كما يتقاطع المشروع مع مختلف القطاعات الإقتصادية والفئات العمرية والمهنية . وسيتم مواصلة تنفيذ المرحلة الأخيرة من مشروع مترو صفاقس إلى سنة 2030 لتبلغ طاقة استيعاب المسافرين أكثر من 225 ألف مسافر يوميا .