حكايات من الماضي تحاكي واقع نعيشه اليوم تأخذ المتفرج الى عالم من المشاهد الدرامية و المواقف الهزلية و الرسائل المثيرة بطريقة تجمع بين الهزل و الجد ... اننا في حضرة مسرح العائلة الذي يعود الى متابعي التلفزة التونسية في رمضان القادم بعد غياب سنوات ... الشروق تواكب تصوير بعض مشاهده في دار الثقافة باب العسل. تونس الشروق: لا يمكن ان يمر احد من امام دار الثقافة باب العسل دون ان تلفت انتباهه تلك الحركية الكبيرة داخل و خارج الفضاء . ممثلون و تقنيون يترددون على المكان لإتمام المشاهد الأخيرة من مسرح العائلة الذي أوشك مخرجوه على تصوير آخر مشاهده ... هو مشروع قديم متجدد تحييه التلفزة التونسية من جديد في اطار اعادة الإعتبار للمرفق العمومي الذي هجره المشاهدون في السنوات الأخيرة في غياب برمجة ثرية و مقنعة ..، و اختارت التلفزة ان تتصالح مع جمهورها في رمضان 2019 فأعدت برمجة متنوعة تجمع بين الدراما والسلسلات الهزلية و مسرح العائلة الذي يعود في 15 حلقة جمعت اغلب الوجوه المسرحية التي عرفها الجمهور سنوات السبعينات و الثمانينات و التي كان لها تأثير كبير على الساحة المسرحية و اثر لدى المشاهد الذي مازال يذكر اعماله سواء الاذاعية او التلفزية الى يومنا هذا على غرار عزيزة بولبيار و صلاح مصدق و دليلة المفتاحي و سلوى محمد و عبد العزيز المحرزي و حسين المحنوش و غيرهم من الجيل الجديد ... ويقدم مسرح العائلة 15 مسرحية يؤثثها 68 ممثلا بين مشاركين و ضيوف شرف و من المخرجين دليلة مفتاحي وأنور العياشي وصابر الحامي و منير العرقي و لطفي العكرمي و من بين العناوين «الرجال و الزمان « و «ميت حي « و»وجه دودو» و»دار الطلياني « ... و تهتم هذه المسرحيات بمواضيع عائلية تونسية يعيشها التونسي في حياته اليومية يقدمها المسرحيون بطريقة هزلية على امتداد ساعة من الزمن في كل ليلة من سهرات رمضان . و تعود تجربة مسرح العائلة على التلفزة التونسية الى سنة 2004 عندما كانت الفرق المسرحية تنتج هذه الأعمال و يتم بثها على التلفزة التونسية خارج شهر رمضان و لأول مرة تنتج التلفزة التونسية هذه الأعمال و تقدمها و لأول مرة ايضا يتم بثها في شهر رمضان وحددت ميزانية المشروع ب 530 الف دينار. عودة رواد المسرح من الباب الكبير في تصريحه للشروق قال المدير التنفيذي للإنتاج وحيد قديش ان الفكرة الاولى للمشروع تمخضت عن المخرج و الممثل انور العياشي باتفاق مع الر م ع للمؤسسة مشيرا الى ان مسرح العائلة هو المسرح الشعبي الذي سيضيف الكثير للمشهد التليفزيوني التونسي مؤكدا انه كان سببا في عودة رواد المسرح للتلفزة من الباب الكبير ... وحيد قديش قال ايضا ان هذه الأعمال ستقدم مجموعة من المواقف الهزلية للمشاهد على امتداد ساعة من الزمن يجد فيها التونسي ذاته و حكاياته اليومية تروى بطريقة مضحكة على شاشة التليفزيون ... وعن الكتابة المسرحية ان كانت جديدة او كتابات قديمة قال المدير التنفيذي للإنتاج ان النصوص القديمة خضعت الى ورشة مراجعة في حين تمت كتابة 3 مسرحيات جديدة خصيصا لمسرح العائلة وهي «كنز الجدود» و «اهل العقول» و «ميت حي « اما برنامج التصوير فقد امتد على شهرين و نصف بمعدل تصوير مسرحيتين في الأسبوع . مسرح العائلة سيقاوم الرداءة اكرام عزوز هو احد المشاركين في هذه الأعمال المسرحية و حول هذه التجربة يقول « اذا غلبت الرداءة كيف يمكننا مقاومتها ؟! الجمهور مل المنتوج التلفزي في السنوات الأخيرة و مسرح العائلة ليس مشروعا فنيا فقط و انما هو موقف من الرداءة في حد ذاتها ...» اكرام عزوز قال ايضا ان هذه المسرحيات ستجمع بين الكوميديا و بين عدد من الشخصيات التي احبها الجمهور سابقا تجتمع في منتوج هزلي بعيد عن كل ماهو فلسفي ...و في هذا الإطار يتنزل مسرح العائلة حسب محدثنا الذي يرى انها طريقة جيدة لتسترجع التلفزة دورها التثقيفي و التوعوي ... و حول النسبة المتوقعة لنجاح هذه التجربة يرى اكرام عزوز ان مسرح العائلة لديه جمهوره رغم الإغراءات مشيرا الى ان مثل هذه المشاريع ستجمع العائلة على الفرجة الجيدة و المريحة ... و في تعريفه لمسرح العائلة يقول هو المسرح الذي يذهب الى المشاهد أينما كان وهي عادة معمول بها حتى في فرنسا و نذكر على سبيل المثال بعض التجارب في تونس «دار الهناء « و «الماريشال « و «دار الفرح».