واشنطن (وكالات) قالت الأممالمتحدة إن القتال بين قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) والقوات الموالية لحكومة طرابلس أسفر عن مقتل 56 شخصا. وأجبر ستة آلاف آخرين على النزوح من ديارهم في العاصمة على مدى الأسبوع المنصرم، وذلك في وقت نشب فيه خلاف بين فرنساوإيطاليا حول كيفية التعامل مع تجدد الصراع. وحملة حفتر للسيطرة على طرابلس هي أحدث حلقات دائرة العنف والفوضى التي تشهدها ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011. وفي روما، طالبت إيطاليا- وهي المستعمر السابق لليبيا- من فرنسا، التي تربطها علاقات وثيقة بحفتر، بالامتناع عن مساندة أي فصيل.وذلك بعدما قال دبلوماسيون إن باريس عرقلت إصدار بيان للاتحاد الأوروبي يدعو حفتر الى وقف الهجوم. وقال ماتيو سالفيني نائب رئيس الوزراء الإيطالي لراديو آر.تي.إل 102.5 «سيكون أمرا بالغ الخطورة إذا اتضح أن فرنسا عرقلت، لأسباب اقتصادية أو تجارية، مبادرة من الاتحاد الأوروبي لتحقيق السلام في ليبيا. وساندت طرفا في القتال». وأضاف «بصفتي وزيرا للداخلية فلن أقف موقف المتفرج». ويقول مسؤولون ليبيون وفرنسيون إن فرنسا، التي تملك استثمارات نفطية في شرق ليبيا، سبق أن قدمت مساعدات عسكرية لحفتر خلال السنوات الماضية في معقله بشرق البلاد. وكانت أيضا لاعبا رئيسيا في الحرب التي اندلعت للإطاحة بالقذافي. وبدوره قال سالفيني إن فرنسا سحبت مؤخرا سفيرها من روما «لأسباب أقل أهمية بكثير» وذلك بعد لقاء جمع زعماء من حركة خمس نجوم شريكة حزب الرابطة الذي يقوده مع محتجين من حركة «ذوي السترات الصفراء» الفرنسية. وأضاف «يعتقد البعض أن (التدخل العسكري الذي قاده حلف شمال الأطلسي في ليبيا عام 2011) والذي شجع عليه (الرئيس الفرنسي السابق نيكولا) ساركوزي كان مدفوعا بمصالح اقتصادية وتجارية أكثر منه بالمخاوف الإنسانية».وأضاف «آمل ألا نرى نفس الفيلم يتكرر مرة أخرى». وقالت مسودة بيان للاتحاد الأوروبي أول أمس إن هجوم حفتر على طرابلس يعرض المدنيين للخطر. ويعرقل العملية السياسية. ويهدد بتصعيد ذي تبعات خطيرة على ليبيا والمنطقة. وأوقفت فرنسا صدور البيان. ومن جهتها قالت مصادر دبلوماسية فرنسية أمس إن فرنسا لم تعترض على دعوات لحفتر الى وقف هجومه لكنها طلبت فقط إدخال تعديلات تتضمن ذكر محنة اللاجئين ووجود متشددين تصنفهم الأممالمتحدة كإرهابيين ضمن القوات المناهضة لحفتر. وقالت أحدث إحصائية للخسائر البشرية أصدرتها منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إن 56 شخصا قُتلوا أغلبهم مقاتلون. كما أُصيب 266 آخرون في طرابلس. وأضافت أن بعض القتلى مدنيون. ومن بينهم طبيبان وسائق سيارة إسعاف. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن عدد الأشخاص الذين نزحوا من ديارهم تضاعف إلى مثليه خلال الثماني وأربعين ساعة الماضية ليصل إلى ستة آلاف شخص. وإلى جانب العواقب الإنسانية، يهدد تجدد الصراع في ليبيا بعرقلة إمدادات النفط وزيادة الهجرة عبر البحر المتوسط إلى أوروبا وإجهاض خطة السلام التي أعدتها الأممالمتحدة وتشجيع الإسلاميين المتشددين على استغلال الفوضى.