لُغة العَقل تقول إن عُبور الترجي إلى المربّع الذهبي لرابطة الأبطال أصبح أمرا مَقضيا بعد الإنتصار الباهر في قسنطينة لكن «جُنون» الكرة يُؤكد أن فرحة التأهل مُؤجلة حتى الصّافرة النهائية للشوط الثاني والحَاسم على درب الدّور القادم لأمجد وأهمّ الكؤوس الإفريقية. قبل أسبوع سحق الترجي الأشقاء بثلاثية في ملعب الشهيد حملاوي ما يعني أن سفير تونس وضع قدما ونِصف القدم في الدّور نصف النهائي ولم يبق سوى التوقيع الرسمي على الترشح في لقاء اللّيلة هُنا في رادس وفي حَضرة الجماهير القادمة من كلّ فجّ عميق فِداءً للجمعية «السّاكنة في القلوب والسّالبة للعُقول». تبدو ثقة «المكشخين» عمياء ليجتاز أبناء الشعباني عقبة الأشقاء خاصّة أن كلّ التوقّعات والفرضيات تصبّ في مصلحة الترجيين بما في ذلك الإنهزام بهدف لصفر أوبهدفين لواحد ولو أن شيخ المائة عام لن يلعب بالنار وسيكتسح الجَار تماما كما فعل في حِوار الذهاب عندما عبر بطل إفريقيا «الجُسور المُعلّقة» لمدينة قسنطينة بفضل ثلاثية البلايلي و»كُوليبالي» واليعقوبي وبدعم من المدّ الجماهيري الذي ألغى الحدود نُصرة للفريق في كل رحلاته نحو الشرق والغرب. ولا يُراهن الترجي على أسبقية الذهاب فحسب بل تُوجد عدة مُعطيات أخرى تجعل مأمورية فريق الشعباني في المُتناول من ذلك المساندة الجماهيرية الكبيرة والإنتعاشة المعنوية التي تعيشها الجمعية بفضل الفوز الرائع في قسنطينة والإنتصار الثمين على «القوابسية» في نطاق المَعركة المُزدوجة التي يقوم بها شيخ الأندية دفاعا عن عَرشه الإفريقي وسيادته المحلية. الأرقام تقف بدورها في صف الترجي لإنهاء أحلام الأشقاء العارفين مثل عامّة الناس بأن سفير الخضراء لم يخسر أي لقاء في النسخة الحالية من رابطة الأبطال وهو ما يؤكد أنه سائر نحو تَسيّد القارة السمراء للمرة الثانية على التوالي والرابعة في تاريخه المُزدحم بالبطولات والكؤوس وذلك على عكس قسنطينة التي تملك سِجلاّ مُتواضعا وقد لا يَتوافق مع جمهورها الغَفير وسِنّها الكَبير ومن المعروف أن «السّنافر» كما يُلقّبهم الأشقاء يُعتبرون من أقدم وأعرق الجمعيات الرياضية في الجزائر والمِنطقة العَربية. عامل آخر يصبّ في مَصلحة «الكَتيبة» التونسية وهو القوّة الهُجومية للترجي الذي لم يَصم عن التهديف إلاّ في لقاء واحد على امتداد المُواجهات التي خاضتها الجمعية في رابطة الأبطال الإفريقية وهي كما تَعلمون المَطلب الدائم للجماهير الصّفراء والحَمراء. كلّ المُؤشرات تؤكد أن الطّريق سَالكة نحو المُربّع الذهبي هذا ما لم نقل إنها مفروشة بالورود قياسا بالنتيجة الحاصلة في الجزائر. لكن هذه الثقة المُفرطة لا ينبغي لها أن تزيد عن حدّها ليقع الترجي في التراخي ويُتيح الفرصة للفريق القسنطيني لقلب المُعطيات و»سرقة» الفرحة التونسية بعد أن كانت البعثة الجزائرية قد جاءت إلى رادس وهي عارفة في قرارة نفسها بأنها قد تكتفي بالفُسحة بسبب تعقّد المَهمّة بعد الهزيمة بثلاثة أهداف لهدفين في مباراة الذهاب. ولاشك في أن الترجي سيّد العَارفين بأن الكرة «غدّارة» ولا كَبير في قَومها حتّى وإن كان بوزن «الريال» و»البي .آس .جي» وهما من النماذج الحيّة التي استشهد بها مدرب قسنطينة «دنيس لافاني» ليؤكد بأن الفوز في الذهاب يَعني أنك كسبت «المَعركة» لا «الحَرب» التي لن تُحسم نتيجتها إلاّ في مُواجهات الإياب. ومن المُؤكد أن خطاب «لافاني» عن التَجربتين «المَدريدية» و»البَاريسية» في رابطة الأبطال الأوروبية يَفرض على الترجي أن يقرأ ألف حِساب لقسنطينة التي تريد التأهل ب»عرق الجبين» أوحتّى عبر لُعبة الكواليس على غرار النّبش في قضية يوسف البلايلي الذي تَفاجأ مِثل الجميع بفتح أبناء جِلدته لملف المُنشّطات إعتقادا منهم بأنهم سَيُربكون الترجي الذي شاب رأسه من مِثل هذه الأساليب الاستفزازية. لقد وجّه الترجي للأشقاء صَفعة قوية في ملعب حملاوي وسيفعل الأمر نفسه في ميدان رادس أمّا من كان يبحث عن المجد القاري بالإحترازات و»البُكائيات» فإنه قد لا يجني غير التَعب والنّدم. البرنامج رابطة أبطال إفريقيا (إيّاب الدّور ربع النهائي) في رادس (س20): الترجي الرياضي - قسنطينةالجزائري (الحكم المغربي نورالدين الجعفري) نتيجة الذهاب: (3 مُقابل 2 لفائدة الترجي)