شَهدت مُواجهة قسنطينة والترجي أحداثا مُتسارعة وتطوّرات مُثيرة. فبعد رفع عُقوبة «الوِيكلو» عاش الأشقاء على وقع عاصفة قويّة جمعت بين نزول البَرد وتَهاطل الأمطار وهو ما أحدث ضجّة كبيرة في معسكر شيخ الأندية خاصّة في ظل التأثيرات المناخية على جاهزية مسرح اللّقاء والحديث عن ميدان الشهيد حملاوي. وقد كان من الطّبيعي أن تَتزايد التَخمينات وحتّى «الإشاعات» على غرار امكانية نقل المباراة إلى ميدان آخر. هذا في الوقت الذي أعلن فيه المسؤولون على الفريق الجزائري بأن معلبهم سيكون جاهزا بنسبة ألف بالمائة لإحتضان اللّقاء الذي يندرج في إطار ذهاب الدّور ربع النهائي لرابطة أبطال إفريقيا. سجل قاري متواضع تملك قسنطينة سِجلاّ قاريا مُتواضعا مقارنة بالنجاحات الكبيرة التي حقّقها الترجي في مُختلف الكؤوس الإفريقية. وقد ترشح الأشقاء للمرة الأولى في تاريخهم إلى الدور ربع النهائي لرابطة الأبطال. لكن ذلك لا يحجب أبدا شراسة هذا المنافس الذي هزم «مَازمبي» بثلاثية في دور المجموعات فَضلا عن التَغلّب على النادي الإفريقي في تونس بالذات. وقد أظهر الأشقاء «حَصَانة» كبيرة في ملعبهم حيث لم تَتذوّق قسنطينة طعم الهزيمة أمام جماهيرها إلاّ في مناسبة واحدة (ضدّ الإفريقي في الجولة الخامسة من دور المجموعات). ومن المُؤكد أن رفع الحَظر عن الجمهور سَيُشكّل دافعا اضافيا لتقديم أداء غزير في مُواجهة الترجي العارف حتما بالمَخاطر التي ستصنعها قسنطينة لتحقيق طُموحاتها الإفريقية. الجمهور يزحف رَغم الصّعوبات المُناخية و»التَضييقات» الموجودة في المَعابر الحدودية فإن الجماهير الترجية قَرّرت الزّحف نحو الأراضي الجزائرية لتكون أفضل سند لفريق الشعباني في لقاء اللّيلة أمام قسنطينة. وقد تَوافد أحباء الترجي على قسنطينة ويُعلّقون آمالهم على «العُهود» التي قَدّمها الأشقاء لتأمين دخول الزائرين في ظروف طيّبة. وكان المُشرفون على الفريق الجزائري قد أكدوا تمسّكهم بتقديم جميع التسهيلات المُمكنة للبعثة التونسية على أن تكون المُعاملة بالمِثل في مُواجهة الإيّاب في تونس يوم 13 أفريل. بأيّة تشكيلة؟ مَنطقيا سيعتمد الشعباني في لقاء الليلة إلى أغلب العناصر التي كانت قد تحصّلت على «السُوبر» التونسي. ومن المعلوم أن تركيبة الفريق في لقاء بنزرت اتّسمت بالفَاعلية والتَناغم. وقد يكتفي مدرب الترجي بإجراء تعديلات جُزئية على غرار المُراهنة على «كُوم» منذ البداية بعد أن كان قد شارك في الشوط الثاني من لقاء بنزرت. كما أن حظوظ اليعقوبي قائمة ليظهر في الدفاع بجانب الذوادي. وبناءً على ما تقدّم قد يختار الشعباني الأسماء التالية للإطاحة بقسنطينة: بن شريفية – الذوادي – اليعقوبي (محمود) – المباركي – بن محمّد – كوم – كوليبالي – الشعلالي (بقير) – البلايلي – البدري – الخنيسي. إحتفاء احتفى الأشقاء بنجم الترجي يوسف البلايلي وقد حَظي ابن وهران بإستقبال خاص ومن المؤكد أن هذا الأمر يضع على عاتقه مسؤولية أكبر لمواصلة التألق مع الترجي وترسيم نفسه في قائمة منتخب بلاده بقيادة جمال بلماضي. اتّهامات رغم يقين الجميع بأن الترجي في حاجة إلى التركيز على الميدان وعدم الانشغال بأحاديث الكواليس فإن شقّا كبيرا من «المكشخين» لم يَقدروا على إخفاء النّقاط الإستفهامية التي تُرافق مُشاركتهم الحالية في رابطة الأبطال. وقد عَبّر البعض عن احترازاتهم وتَحفظّاتهم من قرارات الكنفدرالية الإفريقية من ذلك رفع العُقوبة على قسنطينة بعد مَنع جماهيرها من حُضور مواجهة الليلة أمام الترجي وذلك بفعل أعمال الشّغب والعنف التي رافقت مُواجهة الفريق الجزائري للنادي الإفريقي في الجولة الخامسة من دور المجموعات. وتَساءل البعض أيضا عن «السِرّ» الكَامن وراء تعيين جهاد جريشة لإدارة لقاء قسنطينة والترجي رغم العلاقة السّيئة بين شيخ الأندية والحكم المصري الذي يَعتبره أبناء «باب سويقة» «مُهندس» التَعادلات و»عدوّ» الإنتصارات (الترجي تعادل معه ضدّ «غُورماهيا» الكيني والنادي البنزرتي وحقّق معه فوزا مُثيرا أمام «السي .آس .آس»). ولاشك في أن الترجيين من حَقّهم طرح مِثل هذه التساؤلات والإستفسارات التي تبدو منطقية ولا تَتعارض مع أجواء الكرة الإفريقية التي تحكمها الكَواليس. لكن قد يكون من الأفضل عدم التورّط في «نظريات المُؤامرة» وقد يكون من الأنفع أن يَقتنع فريق الشعباني بأن «الفُورمة» هي «العَدوّ» الوحيد الذي قد «يَخذله» في رحلة الدفاع عن لقبه الإفريقي المُتوّج به على حساب الأهلي الذي دفع غاليا فاتورة الإنشغال ب»لُعبة» الحكّام وتأثيرات شركات الإستشهار (بريزنتيشن)... وغيرها من الكَواليس التي تحرص كلّ أوجلّ الأندية «المُحترفة» إلى فهمها واستغلالها مع وجود فوارق شاسعة طبعا على مُستوى التَطبيق والمَردودية.