يعيش عدد من منشطي البرامج التليفزيونية التونسية على وقع أكذوبة الأوديمات اذ يتهيأ لهؤلاء انهم يتصدرون نسب المشاهد و انهم الأوائل من حيث نسب المتابعة من خلال بعض ما تقدمه لهم شركات سبر الآراء من أرقام و التي لا تملك الآليات الناجعة لتحديد هذه النسب بطريقة سليمة و مضمونة مائة بالمائة... وقد دخل عدد من الفضائيات التونسية في السنوات الأخيرة في صراع حول نسب المشاهدة وصلت الى حد تكذيب شركات سبر الآراء التي اتهموها بالانحياز الى هذه القناة او تلك لأغراض و مصالح شخصية. لكن مالا يعلمه البعض ان طريقة قيس نسب المشاهدة المعمول بها في تونس لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تقدم نتيجة صحيحة وهي طريقتان او نظامان هما الأبرز والمعمول بهما في تونس والأول ما يعرف ب CATI يكون عن طريق الاتصال بالهاتف ويتم استجواب العينة حول القناة او البرنامج الذي تمت مشاهدته في تلك الليلة على سبيل المثال اما الطريقة الثانية تسمى face à face اي تكون مباشرة ويتنقل إثرها فريق العمل الميداني إلى الجهات ويتمّ تعمير الاستمارات المعدّة في الغرض ثمّ تجمّع الاستمارات ويقع التثبت من مدى تطابق الإجابات. وهناك ايضا طريقة ثالثة تكون من خلال احصائيات عبر الانترنات اذ يتم سؤال العينة التي تم اختيارها ثم تقدير نسب المشاهدة من خلالها . والأوديمات هي كلمة انقليزية تعني آلة يتم تركيبها في جهاز التليفزيون لقيس نسب مشاهدة القنوات التلفزية اما الطريقة الأنجع و المعمول بها في أروبا هي آلة»boîtier» يتم إلصاقها بجهاز التليفزيون وتسجل القناة التي يكون المتفرج بصدد مشاهدتها وهي الطريقة الوحيدة التي تعطي النسبة الحقيقية للمشاهدة وسعرها تقريبا الف دينار ولقيس هذه النسب لابد من اختيار عينة متكونة على الأقل من الف ومائتي شخص وبالتالي فالعملية مكلفة بالنسبة لشركات سبر الآراء في تونس الذين يعتمدون على طرق لا يمكن ان تقدم النسبة الصحيحة.