سوف لن نتعرّض إلى كلّ الفيتامينات والأملاح وسنقتصر على أهمّها علما بأنّ هذا المجال واسع ويتطلّب دراسات خاصّة ومدقّقة. كلّنا يعلم أنّ الغذاء العصري بما في ذلك الخضر والغلال قد فقد جزء هاما من قيمته الغذائية التي تقاس بمدى احتواء الغذاء للأملاح والفيتامينات والأنزيمات وهذا ناتج أساسا عن استعمال المبيدات والأسمدة. فمكوّنات طماطم بداية القرن الماضي تختلف عن مكوّنات الطماطم العصريّة شكلا ومذاقا وقدرة على مقاومة التعفّن. نضيف لكلّ ذلك تغيّر العادات الغذائيّة حيث ارتفع استهلاك اللّحوم والسكريّات والزّيوت المقليّة والزّيوت الحيوانيّة والمشروبات الغازية والصناعية بينما تراجع استهلاك الخضر والغلال وهيمنت الأطعمة الحاضرة والمصبّرة والصناعيّة. لكلّ هذه الأسباب تراجعت نسبة الأملاح والفيتامينات في أجسامنا وهذا يعرّضنا لشتّى أنواع الأمراض من أمراض القلب والشّرايين إلى السّرطان.... الفيتامين ج: لقد أجريت معظم التّجارب على الأسكوربات وهذا المغذّي هو الأكثر استعمالا في مقاومة السّرطان. فمنذ اليوم الذي أعلن فيه العالم Cameron أنّ للفيتامين ج منافع جمّة لدى المرضى المصابين بالسّرطان (Cameron et Campbell) وذلك منذ سنة 1974 تتالت الدّراسات وتعدّدت حول هذا المغذّي (Meadows في سنة 1991 وTsao في سنة 1991 وAlcain في سنة 1994 وLiu في سنة2000 (. في سنة 1978 قدم الباحث Cameron بالتعاون مع Linus Pauling المتحصّل مرّتين على جائزة نوبل نتائج دراسة سريريّة قام بها في بلاد الغال وشملت 100 مصابا بمرض السرطان في مراحل متقدّمة ونهائيّة من المرض وقدما لهم 10 غرامات إضافيّة من أسكوربات السوديوم (فيتامين ج) ثمّ قاما بمقارنة مدّة البقاء على قيد الحياة لدى هؤلاء المرضى بمجموعة أخرى من ألف مصاب لم يتناولوا الفيتامين ج. أثبتت النتائج أنّ المرضى الذين تناولوا أسكوربات السّوديوم بقوا على قيد الحياة مدّة تزيد عن المجموعة الثانية ب321 يوما. إثنان وعشرون مريضا من بين المائة مصاب بقوا على قيد الحياة أكثر من سنة أي بنسبة 22 بالمائة بينما لم تبلغ هذه النسبة في المجموعة الثانية سوى 0,4 بالمائة. لقد اعتمدت هذه الدّراسة على أرشيف مركز لمعالجة مرضى السرطان وكانت ذات أفق ارتدادي أو رجعي rétrospective ولهذا تعرّضت إلى حملة من الطّعون خصوصا من طرف Moertel وفريقه. فلقد قام هذا الأخير بدراسة استشرافيّة prospective وقدّم 10 غرامات لمرضى مصابين بالسّرطان (في مراحل متقدّمة) ولم يخضعوا للعلاج الكيميائي. خلص إلى أنّ ذلك لم يكن له أي تأثير على المرضى. في سنة 1991 قام العالم Campbell بدراسة استشرافيّة شملت مرضى مصابين بالسرطان وقدّم لهم 10 غرامات من أسكوربات الصّوديوم عن طريق الحقن الوريدي وذلك لمدّة عشرة أيّام. لقد تضاعفت فترة البقاء على قيد الحياة مقارنة بالمرضى الذين لم يتناولوا الفيتامين ج وخلص Campbell وفريقه إلى وجود علاقة إيجابيّة بين نسبة الفيتامين ج في بلازما (الدمّ) المرضى ومدّة بقائهم على قيد الحياة. أمّا Khaw وفريقه فلقد أثبتوا أنّه كلّما تراجعت نسبة الفيتامين ج في الدمّ إلاّ وتقلّصت مدّة البقاء على قيد الحياة وذلك في سنة 2001. رغم كلّ ذلك رفض الطبّ المتعارف هذه النتائج وتنكّر لها. (يتبع)