تونس - الشروق: مثلما كان متوقعا فقد عقد شقا حركة نداء تونس أمس اجتماعين متوازيين مواصلة لأشغال المؤتمر. وقد أفرز كل اجتماع قيادة جديدة لكل شق ولكن بأحجام وموازين قوى متباعدة. لم يعد «شاهد العقل» الى الندائيين رغم كل الانتكاسات التي مر بها حزبهم ورغم كل التدخلات التي قام بها مؤسسه. حيث وصلوا أمس الى مفترق طرق. وذهب كل جزء منهم في طريق خاص به وحزب بقيادة على مقاسه تلك هي أبرز نتائج المؤتمر الذي كان مطروحا عليه توحيد الندائيين. فحصل العكس. لقد أصر حافظ قائد السبسي على المضي في رفضه نتائج انتخابات المكتب السياسي. وقام أنصاره بعقد اجتماع في المنستير لانتخاب قيادة للشق الذي يتزعمونه. وفي المقابل واصل الداعمون لانتخابات المكتب السياسي التي جرت الثلاثاء الماضي الدفع الى الأمام بتلك النتيجة. ودعوا الى اجتماع في الحمامات لمواصلة أشغال مؤتمرهم. وفي النهاية أصبح هناك نداءان بدل نداء واحد. وسنشهد خلال الأيام القادمة فصولا جديدة في الصراع القديم الجديد. لكن عنوانه هذه المرة سيكون مؤتمر «المنستير» مقابل مؤتمر «الحمامات».وهي في المحصلة حلقة جديدة في سلسلة الفشل التي تعلق بها الندائيون المستقيلون والمؤتمرون والمتآمرون. ولكن أصبح من الثابت أن مرحلة نداء حافظ قائد السبسي قد انتهت بلا رجعة. فقد أثبتت الوقائع أنه فقد الأغلبية. وفقد بالتالي زمام السيطرة على تقاليد النداء مثلما كان له ذلك على امتداد أربع سنوات ماضية وتحديدا منذ مؤتمر سوسة سنة 2015. وستكون الايام القليلة القادمة كفيلة بمزيد توضيح هذه الصورة الجديدة. إذ لا شك الآن أن مجموعة الحمامات قد كسبت نقاطا مهمة تدفعها الى احتلال الموقع القيادي الأول بانتخاب سفيان طوبال رئيسا للجنة المركزية بأغلبية مربحة، في انتظار حسم مسألة رئاسة الحزب وتعيين أمين عام له. وتقرؤون في ما يلي تفاصيل ما حصل يوم أمس في تغطية "الشروق" بين المنستير والحمامات.