عقد شق من أعضاء اللجنة المركزية لحزب حركة «نداء تونس» أمس بالمنستير أول اجتماع للجنة المركزية، بالتوازي مع اجتماع ثان لشق آخر من الحزب في الحمامات. الشروق - مكتب الساحل: اجتماع المنستير انطلق بكثير من التأخير وسط جدل حول النصاب والشرعية والتمثيلية، حيث اعتبر الحاضرون في اجتماع المنستير أنهم أصحاب الشرعية وأن هناك انحرافا في مسار الحزب وجب تصحيحه. واعتبر القيادي في حزب حركة «نداء تونس» المنجي الحرباوي أن أعضاء اللجنة المركزية للحزب المجتمعين بالمنستير يسعون إلى تصحيح المسار بعد أن تم نقل أشغال المؤتمر من المنستير إلى قمرت، مؤكدا أن «كل ما ترتب عن نقل تلك الأشغال يعتبر لاغيا وأن القائمة التوافقية التي أفرزت ما سمي المكتب السياسي نعتبرها قد سقطت لانها لا تستجيب للشروط القانونية، ومنها شرط الانتماء للحزب لمدة ست سنوات وشرط تحمل مناصب قيادية في الحزب لمدة أربع سنوات.» وقال الحرباوي إن هناك أيضا انحرافا في الإجراءات من طرف رئيسة المؤتمر التي رفضت الالتحاق بالمكتب ورفضت إمضاء كل التقارير التي تم إعدادها من طرف المكتب بخصوص اللوائح والتنقيحات وأصبحت بالتالي محل تذمر، وأصبحت تقوم بدور خطير وهو تفرقة «الندائيين» وشق صفهم، حسب قوله، ومن ثمة قررنا سحب الثقة منها وإحالة الصلاحيات إلى مكتب المؤتمر. واعتبر النائب الأول لرئيس مؤتمر «نداء تونس» عبد الجليل سالم أن مكتب المؤتمر أخذ على عاتقه استكمال أشغال المؤتمر المفتوحة إلى حين انتخاب المكتب السياسي. وأضاف سالم ان اللجنة المركزية عقدت أمس أول اجتماعاتها وفقا لما ينص عليه الفصل 25 من القانون الأساسي للحزب، موضحا أنه وفقا لهذا الفصل يرأس الاجتماع الأول للجنة المركزية أكبر الأعضاء سنا ويساعده أصغرهم سنا، ويعين الرئيس مقررا من بين الأعضاء، وتنتخب اللجنة المركزية في أول اجتماع لها، رئيسا لها بين الأعضاء بأغلبية الحاضرين، ولا يُشترط في ذلك توفر نصاب. ورغم أن هذا الفصل لا ينص بشكل صريح على ضرورة توفر النصاب فقد لجأ القائمون على أشغال هذا الاجتماع إلى عدل تنفيذ للتدقيق في سجل الحاضرين وضبط قائمة بالحاضرين من أعضاء اللجنة المركزية، خاصة مع ورود أنباء من الحمامات عن اكتمال النصاب هناك وعن حضور أعضاء أصحاب ثقل أكبر من الحاضرين في المنستير. من جانبه أكد عضو اللجنة المركزية للحزب، والمترشح لرئاسة اللجنة حافظ قائد السبسي أنه لن يتعامل مع أية شرعية أخرى سوى ما سيفرزه اجتماع المنستير. وردا على تساؤل ل «الشروق» حول كيفية التعاطي مع مخرجات اجتماعيْ أمس بالمنستير والحمامات وما إذا كانا سيفرزان شرعيتين قال قائد السبسي إنه لن يتعامل مع شرعيتين، وإن اجتماع الحمامات لا يهمه، كما أكد أنه لن يلجأ إلى القضاء لإبطال مخرجات اجتماع الحمامات. وقد ترشح قائد السبسي لرئاسة اللجنة المركزية صحبة سفيان طوبال الذي شارك في اجتماع الحمامات، وأكد السبسي أنه لن يتعامل مع ما سيفرزه اجتماع الحمامات، وهو ما يفتح الباب أمام مزيد من الانشقاقات داخل الحزب، رغم أن المؤتمر الانتخابي الأول كان يفترض أن ينهي الخلافات القائمة أصلا لا أن يعمقها.