شهدت محاور العاصمة الليبية طرابلس أمس السبت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر والمليشيات التابعة لحكومة الوفاق استعملت خلالها الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والمدافع والغارات الجوية المكثفة. طرابلس (وكالات) شنّ الجيش الليبي، أمس السبت، غارة جوّية على مواقع الجماعات الإرهابية في منطقة وادي الربيع، جنوب العاصمة طرابلس، في الوقت الذي اشتدت فيه المواجهات بين قوات الجيش والميليشيات الموالية لحكومة الوفاق، على مشارف العاصمة. وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي بقيادة حفتر ، إن سلاح الجو نفذ غارة ناجحة، على أحد مخازن الأسلحة والذخائر الخاصة بالجماعات الإرهابية، في منطقة وادي الربيع ومحيطها.و قال مصدر ميداني، إنه جرى سماع دوّي انفجارات قوية أمس، وتحدث عن غارات جوية أخرى في منطقة العزيزية ومدينة زوارة الواقعة قرب الحدود التونسية، لم يعرف بعد تبعية الطيران التي نفذّها. وقالت تقارير ميدانية ليبية أن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والدبابات اندلعت في تخوم العاصمة وبمنطقة السواني, وذكرت وسائل إعلام أن القصف بالمنطقة تسبب في إصابة إحدى العائلات ونزوح العشرات من المنطقة، حيث نفذ طيران الجيش الوطني ثلاث غارات جوية على كوبري السواني دون وقوع أضرار، حسب وصفها. وشهدت مختلف محاور العاصمة طرابلس ومناطق اخرى العديد من الغارات الجوية العنيفة، حيث أكد بلدي تاجوراء تعرض معسكر الرحبة "التابع للكتيبة 301" لقصف جوي من قبل سلاح الجو التابع لطيران الجيش الوطني، مع تصاعد كثيف للدخان. وقالت وسائل اعلام ان طيران الجيش الوطني اغار على معسكر السابع من أفريل بمنطقة الفلاح. كما شهدت مختلف المحاور غارات جوية مكثفة تركزت على مناطق متفرقة في طرابلس والسواني والرملة والعزيزية ومطار طرابلس وغريان، بالاضافة إلى تحليق طائرات استطلاع بالمكان. وقالت تقارير ليبية إن التحشيد من قبل طرفي النزاع مازال متواصلا حيث دفع اللواء 73 مشاة التابع للجيش الوطني بعدد من الآليات العسكرية والمقاتلين يوم امس، فيما قالت مصادر ان تحشيدات عسكرية خرجت من مدينة مصراتة تابعة لكتيبة الاعصار وتوجهت نحو العاصمة. وتحدث شهود عيان عن وفاة وإصابة عدد من المدنيين جراء القصف العشوائي والمدفعي والرصاص الطائش. ولا تزال موجة النزوح من مناطق الاشتباكات مستمرة، حيث نزح عدد من الاهالي من مناطق الاشتباكات، فيما لا تزال بعض العائلات عالقة. وقتل العشرات وأصيب المئات في الأيام الثمانية الماضية، حسبما قالت منظمة الصحة العالمية. وقالت الأممالمتحدة إن القتال أدى إلى فرار ثمانية آلاف شخص من ديارهم وإن «النزوح من المناطق المتأثرة بالقتال في طرابلس وحولها ما زال مستمرا». وقال ريال لوبلانك المتحدث باسم الأممالمتحدة في جنيف أمس «ما زالت الكثير من الأسر عالقة في مناطق النزاع»، وأوشكت الإمدادات على النفاد.