احتدمت المعارك أمس بين قوات الجيش الوطني الليبي ،بقيادة المشير خليفة حفتر وقوات فائز السراج المتحالفة مع الميليشيات في العاصمة طرابلس، مما أسفر عن ارتفاع عدد القتلى الى 35 شخصا اضافة الى نزوح قرابة 2800 مدني. طرابلس (وكالات) قالت مصادر عسكرية ليبية أمس إن قوات الجيش سيطرت على منطقة وادي الربيع جنوب شرقي طرابلس ومعسكر اليرموك جنوب العاصمة. حيث أظهرت لقطات مصورة احتفال الجنود بهذا التقدم بالتزامن مع ترحيب شعبي. وبعد تأمين وادي الربيع، تقدمت القوات، وفق المصادر نفسها، إلى منطقة عين زارة لتخوض حرب شوارع ومواجهات عنيفة مع الجماعات المسلحة . وأعلنت وزارة الصحة بحكومة الوفاق أمس الاثنين ، أن حصيلة الاشتباكات التي تشهدها ضواحي طرابلس ، بلغت 35 قتيلا منذ بداية اندلاعها. كما نزح أكثر من 2800 شخص جراء الاشتباكات الدائرة إلى الجنوب من العاصمة الليبية طرابلس وفق منسقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا، ماريا دو فالي ريبيرو. وفي نفس السياق ، شنت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، أمس الاثنين، غارات جوية على مطار معيتيقة الدولي الذي يبعد 11 كلم عن قلب العاصمة طرابلس مما أدى إلى إغلاقه.وقال مسؤول أمني بمطار معيتيقة، وهو الوحيد الذي يعمل في العاصمة طرابلس، إن السلطات «أغلقت المطار بعد ضربة جوية وإخلاء المسافرين منه حتى إشعار آخر». وحسب مواقع إخبارية محلية فإن قصف قوات الجيش المطار أتى على خلفية استخدامه لتنفيذ طلعات للقوات الجوية التابعة لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج. كما سبق أن اتهمت قوات حفتر ميليشيات باستخدام مطار معيتيقة في غارة على العزيزية. وهو ما قالت إنه «يعرض حياة المدنيين للخطر باعتباره مطارا مدنيا وليس عسكريا». وتسعى حكومة السراج الى التصدي للجيش الوطني الليبي بمساعدة جماعات مسلحة متحالفة معها والتي هرعت إلى طرابلس من مدينة مصراتة الساحلية القريبة على متن شاحنات صغيرة محملة بمدافع رشاشة. وتعتبر هذه المرة الأولى التي يقصف فيها طيران تابع للجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر مطار معيتيقة. وقال شهود عيان إن أعمدة الدخان تصاعدت من المطار عقب القصف، دون ورود أنباء بشأن وقوع خسائر بشرية أو مادية جراء القصف. وكان لدى العاصمة الليبية مطار آخر هو مطار طرابلس الدولي. لكنه توقف عن العمل منذ 2014 بعدما تعرض للاحتراق بالكامل على خلفية معارك بين ميليشيات مسلحة. وكان الجيش قد نجح في الأيام الماضية في السيطرة على مناطق الأصابعة وغريان والعزيزية وترهونة وسوق الخميس ومطار طرابلس الدولي، خلال زحفه باتجاه العاصمة لدحر الجماعات المسلحة. ويسعى الجيش، من خلال عملية «طوفان الكرامة» التي أعلن قائده المشير خليفة حفتر إطلاقها مساء الخميس، إلى فرض سيطرة الشرعية على العاصمة وطرد الميليشيات. والأحد الماضي، قال المتحدث باسم الجيش، اللواء أحمد المسماري، إن العاصمة طرابلس «مختطفة» من قبل الإرهابيين، الذين لم يعودوا يمتلكون من قوة سوى بث السموم والأخبار الزائفة. وعلى الصعيد السياسي ، منعت روسيا صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي يدعو قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الى وقف هجومها على طرابلس، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية. وقالت المصادر إنّ الوفد الروسي في الأمم المتّحدة طلب تعديل صيغة هذا البيان الرئاسي بحيث تصبح دعوة كل الأطراف الليبية المسلّحة إلى وقف القتال، وليس فقط قوات الجيش. ولكنّ الولايات المتّحدة رفضت مقترح التعديل الروسي. فأجهضت موسكو صدور البيان، ذلك أنّ بيانات مجلس الأمن تصدر بالإجماع.