عاد النجم الساحلي امس الى تونس مظفرا بلقب البطولة الافريقية للأندية الفائزة بالكأس التي توّج بها عن جدارة في مدينة وجدة المغربية ليثبت انه فريق لا يعيش الا بالالقاب. النجم قدّم وجها مميزا في مواجهة الاهلي المصري في المباراة الاولى لحساب المجموعات والتي عاد فيها ابناء سامي السعيدي من بعيد ليقتلعوا تعادلا ثمينا مكنهم من تصدر المجموعة وتجنب ملاقاة الترجي في نصف النهائي. قوة شخصية وعزيمة كبيرة عندما تتابع مباراة الدور النهائي تدرك منذ البداية ان النجم الساحلي سيحرز هذا اللقب مهما كانت قوة المنافس ومهما كانت الظروف فقط لان عزيمة «رجال ليتوال» كانت كبيرة جدا وهذا ما مكن الفريق من تجاوز منافسه العتيد وحسم اللقب بفارق مريح استقر على 4 اهداف (28 – 24) النجم أخذ اسبقية كبيرة في الشوط الاول جعلته يتحكم في المباراة وينهيها براحة. ابداعات صفر..عودة العمري ونجاعة بن عبد الله لم يكن قرار ابعاد الحارس الاول وصاحب الخبرة الطويلة ماجد حمزة قرارا سهلا خاصة وان الفريق سيخوض بطولة افريقيا ولكن النجم اثبت انه لا يقف ولا يتوقف على اي لاعب مهما كانت قيمته وراهن المدرب سامي السعيدي على نقاوة الاجواء وصلابة الفريق وروحه الجماعية ونجح في التعويل عن الحارس محمد صفر الذي استغل الفرصة كأحسن ما يكون ليثبت انه حارس من الصنف الاول وانه قادر على تأمين شباك الفريق وكان صفر ابرز عنصر في الفريق تقريبا. كما ان ادارة النجم والمدرب نجحا في اعادة الظهير المتميز نضال العمري الذي اظهر انه ما يزال قادرا على تقديم الاضافة رغم ابتعاده لأكثر من موسم عن الميادين وعرف سامي السعيدي متى يقحمه ومتى يوظفه لفائدة الفريق وكان العمري في مستوى ثقة الادارة والاطار الفني وقدم مباراة دور نهائي من طراز رفيع. من جهته اثبت انور بن عبد الله انه احد نقاط قوة النجم وانه انتداب واستثمار ناجح لفريق جوهرة الساحل ذلك ان بن عبد الله ساهم بأهدافه الحاسمة في التتويج القاري. بعد 6 مواسم... عاد النجم للتتويجات القارية بعد 6 مواسم من الغياب ذلك ان آخر لقب فاز به كان السوبر الافريقي في 2013 في قاعة سوسة ونذكر ان النجم وقتها لعب كأس العالم للأندية وتحصل على المركز الرابع وهو افضل نتيجة للمشاركات التونسية في «السوبر غلوب» . النجم تحصل ايضا على كأس الكؤوس في تونس سنة 2012 وفاز بلقب رابطة الاندية البطلة سنة 2010 في المغرب وبذلك يكون النجم قد فاز بكل الألقاب الافريقية الممكنة في كرة اليد وهذا اللقب القاري سيمكن النجم الساحلي من المراهنة على لقب السوبر الافريقي في ماي 2020 والذي سيكون في تونس. النطاط والرايس والسعيدي ثلاثي النجاح نجاحات فرع كرة اليد بالنجم الساحلي ليست بمحض الصدفة بل انها نتيجة حتمية لعمل كبير وتخطيط محكم للمشرفين على الفرع وبالخصوص الثنائي المتناغم زياد النطاط وامين الرايس اللذين يعتبران من افضل المسيرين في كرة اليد التونسية. فمنذ عودة هذا الثنائي تم وضع استراتيجية عمل وتمت استعادة المدرب الناجح سامي السعيدي وبدأ العمل من خلال تجديد العقود والقيام بالانتدابات اللازمة والتي تجمع بين الخبرة والطموح لان ادارة الفريق لم تلهث وراء النتائج الحينية بل فكرت في المستقبل وهذا ما يحسب لها ونجحت فيه بامتياز لان الفريق الحالي للنجم هو فريق يراهن على الألقاب وتوج بكأس 2017 وبطولة 2018 وكأس افريقيا 2019 وهو يضم عديد اللاعبين الشبان ومعدل اعمار الفريق لا يتجاوز 25 سنة. «كنتالي» جندي الخفاء قد لا يعرف كثيرون ان النجم الساحلي متعاقد مع مدير فني من ابرز الكفاءات الفرنسية وهو آلان كنتالي وهذا الرجل يخطط ويهندس الامور الفنية ويشرف على اصناف الشبان ويساهم في اكتشاف المواهب واستقطابها للنجم الذي يضم عديد العناصر الموهوبة في الفريق الاول من الأواسط وحتى الاصاغر. بميزانية محدودة النجم الساحلي يبقى الفريق الوحيد ضمن الفرق الكبرى الذي لم يسقط في فخ تضخم الاجور وهذا سرّ اخر من اسرار النجاح فميزانية النجم اقل بكثير مما هو موجود في الترجي والافريقي وهو فريق لديه مشاكل مادية وتأخير في الاجور ومنح الامضاء ومع ذلك فالإدارة تعرف كيف تسيّر وكيف تتعامل مع مختلف هذه الظروف لتحافظ على مسارها ولا شك ان كأس الكؤوس ما هو الا مفتّحات لألقاب اخرى قادمة وبرافو للنجم الذي اعاد الاعتبار لكرة اليد التونسية امام نظيرتها المصرية بعد نكسة المنتخب والترجي.