مرة أخرى تقف العوامل الطبيعية بالمرصاد في وجه الفلاحة والفلاحين بجهة جندوبة، حيث اصبحت الامراض الفطرية تهدد حقول الحبوب والبطاطا واللفت السكري والفول وهوما خلق معاناة جديدة لفلاحي الجهة جندوبة (الشروق) محمد العوادي المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بجندوبة أكد أنه ومنذ شهر مارس وبعد زيارات ميدانية للمصالح المختصة بالادارة العامة للصحة النباتية لمزارع الحبوب والبقوليات تمت ملاحظة ظهور بؤر اولى لمرض «الصدأ الأصفر» بمزارع القمح و»الصدأ البني» بمزارع الفول المصري خاصة ,ونظرا لوبائية هذه الأمراض الفطرية فقد نصحت المندوبية كافة المزارعين بالإسراع بالمداواة باستعمال المبيدات المصادق عليها مع احترام الكمية المناسبة . واضاف بانه خلال المدة الاخيرة وبسبب الكميات الكبيرة من الامطار كانت الظروف المناخية ملائمة لتفشي مرض «الملديو» وسرعة تطوره وانتشاره بحقول البطاطا الفصلية والمندوبية وأمام هذا الوضع نصحت الفلاحين بالمداواة الوقائية والعلاجية باستعمال مبيدات قابلة للامتصاص وعلى الفلاحين الاتصال بخلايا الارشاد الفلاحي والمصالح الفنية بالمندوبية . معاناة لا تنتهي ... فيصل غريري فلاح بسوق السبت أكد أن الأمراض الفطرية باتت تهدد الزراعات الكبرى بسبب كثرة الأمطار وركود المياه. وقد كثرت هذه الأمراض وتنوعت على غرار الصدأ التاجي الذي ضرب حقول القصيبة ومرض «الصدأ الأصفر» وبداية ظهور «التبقع السبتوري» على مستوى الأوراق السفلى بحقول القمح وكذلك مرض «البياض الدقيقي» و«التبقع الشبكي» بمزارع الشعير وجميعها تتطلب المداواة للتخفيف من حجم الأضرار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظاهرة غابت معها الحلول حتى لا يتكرر المشهد كل فصل. من جانبه أوضح الفلاح حسن العبيدي أن الأمراض الفطرية أصابت حقول القمح والشعير والأعلاف والبطاطا الفصلية التي عصف بها مرض «الميلديو» كما تعرضت مزارع الفول والفول العلفي لمرض « لفحة الفول» ( l›anthracnose ) و«التبقع البني ( botrytis fabae ) « و«الصدأ» وهذه الأمراض تتطلب من الفلاح اقتناء المبيدات اللازمة لكل مرض فطري ولكن بأي تكلفة في ظل ارتفاع تكلفة أسعار الأدوية والمبيدات. يوسف الدخيلي أكد أن الأضرار التي لحقت الزراعات الكبرى بجهة جندوبة كبيرة جراء تغدق المياه التي اكتسحت آلاف الهكتارات من الحقول وتسببت في ظهور بؤر الأمراض الفطرية المختلفة والتي ستنتشر بمفعول الحرارة والرطوبة معا وسيزيد الوضع من معاناة الفلاح الذي سيتكبد مصاريف طائلة تزيد من مديونيته خاصة وأن مداواة الهكتار من الحبوب تصل إلى 500 دينار وهكتار البطاطا 700 دينار. الأدوية الناجعة هي الحل عمر الغزواني رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بجندوبة أكد أن أهمية مساحة الزراعات الكبرى بجندوبة والمقدرة ب 86 ألف هكتار إضافة ل1400 هكتار من اللفت السكري وأكثر من 3500 هكتار من الفول وحوالي 600 هكتار من حقول البطاطا الفصلية جعلت حجم الأضرار كبيرا خاصة بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها الجهة مؤخرا. وقد ظهرت في حقول الحبوب والبطاطا عدة أمراض , والمطلوب من الدولة توفير مبيدات وأدوية ناجعة ومراقبة نقاط البيع كطريقة للتصدي للسوق السوداء التي تنشط بها ادوية موازية بأقل اثمان من الادوية المعروفة والتي لا تجدي فتكون خسارة الفلاح مضاعفة ,والدولة مطالبة كذلك بتفعيل صندوق الجوائح لجبر الاضرار التي لحقت الحقول مع التعجيل بصرفها حتى يتسنى للفلاح توفير مصاريف المداواة وينقذ ما يمكن إنقاذه من حقوله التي غزتها الأمراض الفطرية .