برغم ما عرف عنه من رصانة وخطاب عقلاني وهادئ، فقد خرج هذا الأسبوع عن كل ما عُرف به وطفق يكيل الاتهامات يمنة ويسرة متجاوزا أعراف العمل السياسي منخرطا في موجة الفوضى الكلاميّة التي تجتاح المشهد هذه الأيام. هو عبيد البريكي الذي شدّد في آخر تصريحاته على أنّ الحزب الموجود في السّلطة، في إشارة إلى حزب تحيا تونس، يقوم اليوم بابتزاز مهرّبين ورجال أعمال فاسدين ومتهرّبين ومتخلّدة بذمّتهم عدّة ديون لفائدة الدّولة وذلك لضمان تمويلات للحزب. مُضيفا انّه قدّم للحكومة وللقضاء عند استقالته عدّة ملفات فساد في مجالات مختلفة ولكنّه لم يتمّ النّظر فيها، وحتّى من تمّ إيقافه سيفرج عنه قريبا، وهذه الملفات تستغلّ اليوم للضّغط على رجال أعمال على حدّ تصريحه. هذا كلام على غاية من الخطورة لانه يمثل تجاوزا للمسؤولية الوطنية في الابلاغ عن الفساد، واذا لم يكشف البريكي عن الأسماء والأشخاص فإنّ حديثه سيبقى غير جدي ويسقط في باب الشعبويّة والحملات الانتخابية السابقة لأوانها.