في تطور جديد في الأزمة الليبية اعترف الرئيس الامريكي دونالد ترومب بدور المشير خليفة حفتر في مكافحة الارهاب في مؤشر على سحب البساط من تحت حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج. واشنطن (وكالات) وأفاد البيت الأبيض، أمس الجمعة، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترومب تحدث مع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، يوم الاثنين الماضي. وأكّد الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض، أن الطرفين تحدثا حول جهود مكافحة الإرهاب، والحاجة إلى تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا. وقال البيان إن ترومب يعترف بدور حفتر المهم في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية. كما ناقش الرئيس الأمريكي والقائد الليبي رؤية مشتركة لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي مستقر وديمقراطي. وتأتي المحادثات بالتزامن مع استمرار التصعيد في ليبيا على خلفية إطلاق «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر، يوم 4 أفريل الحالي، حملة عسكرية للسيطرة على عاصمة البلاد طرابلس التي تتخذ منها حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا مقرا لها. ويقول حفتر إن عملية قواته تهدف إلى تحرير طرابلس من «قبضة الميليشيات والجماعات المسلحة»، بينما أوعز السراج بالتعامل بقوة لصد زحف قوات «الجيش الوطني». وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة منذ الإطاحة بنظام الزعيم الراحل للبلاد، معمر القذافي، عام 2011، ويتنازع على السلطة حاليا طرفان أساسيان، هما حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا بقيادة فايز السراج، الذي يتولى منصب رئيس المجلس الرئاسي، والثاني الحكومة الموازية العاملة في شرق ليبيا والتي يدعمها مجلس النواب في مدينة طبرق و»الجيش الوطني الليبي» بقيادة حفتر. من جهة أخرى فشل مجلس الأمن الدولي خلال جلسة عقدها مساء أول أمس ، لبحث الوضع في ليبيا في التوصل إلى توافق حول استراتيجية واضحة، تطالب أطرف النزاع بوقف سريع لإطلاق النار. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر دبلوماسية أن الولاياتالمتحدةوروسيا، قالتا اول امس إنهما لا يمكنهما تأييد قرار مجلس الأمن الداعي إلى وقف إطلاق النار في ليبيا في الوقت الحالي. وبحسب المصادر التي لم تذكر الوكالة هويتها فإن روسيا تعترض على القرار الذي أعدته بريطانيا، والذي يلقي باللوم على المشير خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) في التصعيد الأخير في العنف، بعد إطلاق عملية عسكرية تهدف إلى السيطرة على طرابلس في وقت سابق من هذا الشهر. ولم تذكر الولاياتالمتحدة سببا لموقفها الرافض لمسودة القرار، التي تدعو أيضا الدول صاحبة النفوذ على الأطراف المتحاربة إلى ضمان الالتزام بالهدنة، كما تدعو إلى وصول غير مشروط للمساعدات الإنسانية في ليبيا. وقال السفير الألماني كريستوف هويسغين إن الهدف من الاجتماع المغلق الذي طلبت الرئاسة الألمانية لمجلس الأمن عقده، كان «الاطلاع على ما آلت إليه الأوضاع الميدانية من مبعوث الأممالمتحدة لليبيا غسان سلامة». وأعرب المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة عن «القلق الشديد» إزاء خطر احتدام المعارك في الأيام القليلة المقبلة، بحسب مصدر دبلوماسي. وقال دبلوماسي آخر إن «القوات المسلحة تقترب من المناطق الآهلة بالسكان» و«ثمة شهادات تفيد بوصول تعزيزات لقوات الجانبين». كذلك طالب غسان سلامة باتخاذ مجلس الأمن الدولي موقفا قويا حيال الانتهاكات لقرار حظر تصدير الأسلحة في الميدان الليبي، مؤكدا أن «الوضع الإنساني آخذ في التفاقم في المناطق المحيطة بطرابلس». ويشهد محيط العاصمة طرابلس منذ أكثر من أسبوعين معارك عنيفة بين قوات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا وقوات المشير خليفة حفتر، الذي يسعى إلى السيطرة على العاصمة.