تونس (الشروق) يرجع الانقسام الحاصل بشأن أزمة طرابلس، في جزء كبير منه إلى تضارب مصالح القوى الإقليمية الكبرى، فكل دولة تسعى إلى فرض حليفها وتمكينه لبسط نفوذه في ليبيا التي تعاني من التفكك منذ سنوات عدة، حتى تسيطر على البلاد. وتسعى كل من فرنسا وروسيا، فضلاً عن بعض الدول العربية على رأسها الإمارات ومصر والسعودية، إلى ترجيح كفة المشير خليفة حفتر. وترى هذه الدول أن وجود حفتر على رأس الدولة الليبية مستقبلاً، سيحمي مدخرات البلاد النفطية الهائلة ويوحد البلاد، كما سيمكنها من منطقة إستراتيجية على الحوض الأبيض المتوسط وفي منطقة الساحل الإفريقي. في مقابل ذلك، ترى دول أخرى على رأسها ألمانيا وإيطاليا وقطر وتركيا والجزائر وتونس، ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل في ليبيا، يضمن وجود كل الأطراف التي تؤمن بالشرعية الدولية وانتخاب قيادة مدنية جديدة للبلاد، توحد البلاد وتضع حدًا لانعدام الاستقرار والفوضى والعنف الذي اتسمت به ليبيا في السنوات الأخيرة. وأمام تضارب وجهات نظر ومصالح هذه الدول، تبقى ليبيا تنزف وحدها دون أن يتحرك أحد لنجدتها، حتى إن بعض أبنائها اختاروا التخندق ضمن سياسة المحاور، حبًا في الجاه والمكانة، دون أن يولوا أي اهتمام لشعبهم الذي يعاني الويلات جراء تواصل أزمة بلاده.