رغم انها منبع المواهب وتخرجت منها نجوم سطعت اسماؤها محليا وعالميا، الا أن الرياضة المدرسية والجامعية بقيت خارج دائرة الضوء، وظل نشاطها داخل الفضاءات التربوية بمثابة الترفيه بعد ساعات الدراسة، في غياب نص قانوني يلزم المؤسسات التربوية على تعاطي النشاط الرياضي في الاوقات المخصصة له إضافة الى غياب الدعم المادي من طرف المؤسسات نفسها والتي تعتبر النشاط الرياضي داخل فضاءاتها بمثابة الانشطة الهامشية، وهو ما جعل اساتذة التربية البدينة المشرفين على الجمعيات الرياضية يعانون الأمرين نتيجة الصعوبات التي تعرقل نشاطهم سواء المتعلق بضعف التمويل المادي أو غياب الفضاءات المخصصة لتعاطي النشاط الرياضي أو عدم احترام مؤسساتهم للأيام المخصصة لهذا النشاط اذ يعمد بعض المديرين والعمداء الى تحويل هذا «الزمن الرياضي» الى زمن دراسي بتعلّة التدارك أو غياب قاعات التدريس. «الشروق» فتحت ملف الرياضة المدرسية والجامعية وطرحت اسئلة حول أسباب تراجع هذه الرياضة ومشاكلها وتحدثت مع اساتذة تربية بدنية يشرفون على جمعيات داخل المؤسسات التربوية إضافة الى رأي الجامعة المعنية فكان هذا التحقيق: آية البلطي (رئيسة الجامعة التونسية للرياضة المدرسية والجامعية) غياب نصّ قانوني يلزم بتعاطي النشاط الرياضي رغم حداثتي برئاسة الجامعة التونسية للرياضة المدرسية والجامعية الا اننا نسعى كمكتب جامعي الى النهوض بهذه الرياضة ونحاول التغلّب على الصعوبات التي تواجهها وهي بالخصوص تتعلق بالزمن المدرسي في غياب نصّ قانوني يلزم تخصيص أمسيات الاربعاء والخميس والجمعة لتعاطي النشاط الرياضي داخل الفضاءات التربوية سواء في المدارس أو المعاهد والكليات، ولذا نجد بعض هذه الفضاءات تبرمج حصص دراسية في هذا التوقيت، الى جانب غياب الفضاءات الرياضية في كل المدارس والمعاهد والكليات وسوء توزيع الاطارات البيداغوجية، وأمام غياب النص القانوني اصبحنا مضطرين الى الاجتهاد من أجل تحسين واقع الرياضة المدرسية والجامعية رغم ان ميزانيتنا في حاجة الى الدعم من سلطة الاشراف حتى نتمكن من حلّ بعض المشاكل. وإن شاء الله بداية من الموسم القادم سنكثّف جهودنا من خلال الزيارات الميدانية داخل الجهات لتطويق بعض الازمات التي تحول دون تطور هذه الرياضة، خاصة مسألة عزوف بعض المؤسسات التربوية على دعم هذا النشاط المهم في حياة التلميذ والطالب. سليم الفزاني (أستاذ تربية بدنية بكلية الطب بتونس) غياب الموارد المالية والتنسيق مع الكلّيات هناك صعوبات تعانيها الرياضة الجامعية رغم انها إجبارية وفق قانون تكوين الجمعيات، ومن أهم هذه العراقيل غياب التنسيق بين الادارة وأساتذة التربية البدنية في مسألة الزمن المخصص لتعاطي النشاط الرياضي داخل الكليات والمعاهد، فاذا كان القانون ينص على تخصيص مساء كل اربعاء لهذا النشاط فإننا نجد انفسنا في أغلب الاحيان نواجه صعوبات في ممارسة النشاط الرياضي بحكم ان اغلب الكليات لا تحترم الاوقات المخصصة للنشاط الرياضي وتبرمج حصص تدريس في نفس الوقت. كما ان الصعوبات المالية تمثل عائقا كبيرا بما ان الميزانية المخصصة لا تفي بالحاجة وأصبحنا عاجزين عن كراء حافلات للتنقل وخوض المباريات مما يضطر الطلبة الى الاجتهاد حبا في ممارسة النشاط الرياضي. كما ان هناك بعض عمداء لا يعطون أهمية بالغة للرياضة الجامعية ويعتبرونها بمثابة الترفيه، وبذلك تصبح هامشية رغم صدور القانون المنظم للرياضة المدرسية والجامعية. فؤاد الغنوشي (أستاذ تربية بدنية بكلية العلوم بتونس) لابدّ من فصل الرياضة المدرسية عن الجامعية في الحقيقة تعاني الرياضة المدرسية والجامعية مشاكل عديدة منها ما هو مالي ومنها ما هو هيكلي وتشريعي، ففي غياب الدعم المادي والمعنوي يسير هذا النشاط نحو الاضمحلال رغم أن هذه الرياضة قادرة على انجاب الأبطال وتمويل الجمعيات المدنية بمواهب. فلا أحد ينكر قيمة هذا النشاط في الفضاءات التربوية على اعتباره يؤطر التلميذ والطالب ويساعد على صقل شخصية المتعلم، لكن في أغلب الاحيان نجد انفسنا امام تحديات يصعب كسب رهانها في غياب فضاءات للتمارين وحتى التنقل لخوض المنافسات الوطنية والجهوية نواجه خلالها صعوبات في تمويل كراء الحافلات لذا نسعى بمجهودات شخصية الى التغلب على هذا العائق، واعتقد أن من بين الحلول المقترحة هو فصل الرياضة المدرسية عن الرياضة الجامعية بما أن الجامعة عاجزة عن مساعدتنا، كما ان عمداء الكليات لا يقدمون الدعم المطلوب ويقتصر ظهورهم على التظاهرات الكبرى. مراد العجيلي (أستاذ تربية بدنية بكلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس) نجاح الرياضة يقاس بمدى رغبة عميد الكلية في كليتنا مررنا بعديد المراحل من أجل اثبات الرياضة كجزء هام في حياة الطالب، ففي السابق كانت هذه الرياضة مهمشة نتيجة عدم رغبة عميد الكلية السابق في إعطاء أهمية للنشاط الجامعي، لكن اليوم تحسنت الامور وتمكّنا من تكوين عدّة جمعيات في اختصاصات متعددة والسبب هو تحمّس العميد الحالي للنهوض بهذا القطاع داخل الكلية من خلال تمكيننا من ميزانية محترمة وأصبحت بالتالي لدينا عدّة فرق في رياضات مختلفة. الا ان العائق في تكوين جمعية رياضية داخل الفضاء الجامعي يخضع لقانون الجمعيات اي ان عميد الكلية يجب ان يكون احد اعضائها وهذا يتطلب منه استخراج بطاقة عدد3 والتصريح على الشرف وهو ما يرفضه أغلب العمداء. كما ان هناك عوائق أخرى وهي ان الجامعة التونسية للرياضة المدرسية والجامعية تبرمج دورات ومباريات دون التفكير في ميزانية الجمعيات العاجزة عن التنقل، هذا دون نسيان تهميش النشاط الرياضي الداخلي لغياب البنية التحتية.