واصل النادي الإفريقي تخبطه وسيره إلى الخلف بسرعة قياسية والحديث هنا لا يتعلق بالنتائج بقدر تعلقه بواقع الفريق وظروفه. أسباب الجذب إلى الخلف كثيرة ولا يمكن حصرها ولكن هناك إجماع بأن كل الأطراف المكوّنة للفريق عجزت عن تحمل مسؤوليتها ولم تكن في مستوى الوعود التي جادت بها في بداية الموسم الحالي. أول هذه الأطراف هي بالتأكيد الهيئة المديرة الحالية التي يقودها عبد السلام اليونسي الذي فعل المستحيل للوصول إلى مقعد رئيس النادي واتبع كل الطرق المألوفة وغير المألوفة والبادية والخفية ولكنه عجز في النهاية حتى على مجرد صيانة أو حماية سمعة النادي لأن ما يعرفه هذه الأيام لا يوصف. مسؤولون أساؤوا إلى النادي السيد عبد السلام اليونسي استعان للأسف بأشخاص لم يخطئوا في حق الفريق فحسب بل أساؤوا إليه وكانت عديد الأطراف حذرت من هؤلاء وطلبت من رئيس النادي الاستعانة بأشخاص مشهود بكفاءتهم ونزاهتهم ولكنه فضل العمل مع المحيطين به في المقاهي والجلسات الخاصة وبدا واضحا أن رئيس الإفريقي قرر عدم الاستعانة بالقادرين على النجاح لأنهم سيسرقون منه الأضواء. دون العودة إلى الماضي والتفاصيل يمكن القول الآن إن العاملين مع اليونسي غير قادرين حتى على تسيير فريق في رياضة وشغل ويبدو أنهم سيسارعون برمي المنديل من ذلك أن السيد حمزة الوسلاتي قرر عدم دفع الأموال مستقبلا وهذا من حقه لأنه دفع كثيرا وشتم طويلا بحكم عدم خبرته وبحكم الفشل الذي عرفه الفريق في فترته. لا بد من الإشارة أيضا إلى أن مجدي الخليفي لم يعد قادرا على الظهور في الملعب أو أثناء التمارين لأنه استوفى حقه في الأخطاء أما فوزي الصغيّر فإن وجود لغز لأنه في صدام مع الجميع من رئيس النادي التسجيل الصوتي الشهير إلى كل العاملين في الفريق وسلوكه في الملعب سواء في حالة الفوز أو الهزيمة يغني الجميع عن أي تعليق. اليونسي في التمارين.. وتحققت المعجزة اليونسي غير موجود.. هذه أكثر جملة يرددها الأحباء واللاعبون والمدربون والمسؤولون لأنه غير موجود لا على أرض الواقع ولا على الهاتف ولا في وسائل الإعلام وكل ما يفعله أن العاملين معه يرسلون له عبر «الواتساب» كل ما يكتب وغيابه هو السبب الرئيسي الذي جعل اللاعبين يقررون الإضراب في كل مرة. لأن غياب رئيس النادي مع عدم وجود مسؤولين آخرين قادرين على تأطير اللاعبين ترك فراغا لا يوصف. بقي أن نشير إلى أن رئيس الإفريقي أخيرا حضر التمارين بعد لقاء اتحاد بن قردان وقد علق أحد اللاعبين قائلا: «إنها المعجزة» واختلفت التأويلات إذ هناك من أكد أن الأمر يتعلق بالصكوك التي تسلمها اللاعبون (ثلاثة أجور) وكان ذلك قبل اللقاء وهناك من أشار إلى أن رئيس الإفريقي تحول إلى التمارين لتأنيب اللاعبين بعد الهزيمة وغيرها من التأويلات في غياب التصريح الرسمي من المسؤول الأول. 570 مليونا في نفس السياق سلّم اليونسي مؤخرا اللاعبين صكوكا بقيمة 570 ألف دينار (أجور 3 أشهر) وهو مبلغ ضخم جدا في الحقيقة لكن لسنا ندري لماذا تأخرت الهيئة 6 أشهر بالتمام والكمال ولماذا لم تتحرك إلا عندما أعلن اللاعبون الإضراب وإلى متى يتواصل العبث؟ المدرب المسؤول الأول عن تراجع الفريق يعاني الفريق من عديد الصعوبات على كل المستويات ومن رصيد بشري ضعيف جدا بعد أن أشرف اليونسي شخصيا على الانتدابات الصيفية لكن في الحقيقة يبقى المسؤول الأول عن تراجع النادي هو المدرب الذي يتحمل مسؤولية الهزيمتين في ملعب رادس أمام النادي الصفاقسي واتحاد بن قردان والملتفت إلى الأرقام يجد أن الإفريقي هزم النادي البنزرتي والنادي القسنطيني بعيدا عن أرضه حيث يفضل المدرب اللعب بثلاثي في وسط الميدان الدفاعي ولكن كلما يدور اللقاء في رادس يظهر المدرب الكثير من الاستهتار فتكون النتائج كارثية والغريب أنه لا يوجد أي شخص قادر على لفت نظر المدرب أو حتى مناقشة هذه الاختيارات والطرف الوحيد القادر على ذلك هو كمال القلصي الذي أعلن فوزي الصغير الحرب عليه . منذ أسبوع كنا أشرنا إلى أن المدرب أجبر على التعويل على ثنائي في الوسط الدفاعي (رودريغ والوذرفي) مقابل تقدّم يحيى إلى مركز صانع الألعاب وقد أجبر المدرب على ذلك بحكم إصابة الدراجي وليس بحكم اقتناعه بذلك والدليل أنه عاد إلى عبثه بمجرد عودة الدراجي والنتيجة كانت كارثية فمن يعيد المدرب إلى رشده؟ فريق بلا هيبة وحكام بلا ضمير تراجع النادي الإفريقي بلغ حدا لا يوصف إلى أن أصبح فريقا بلا هيبة وهذا هو التفسير الوحيد الذي يجعل الحكام يتطاولون عليه ويسلبونه حقه حتى على أرضه وأمام جماهيره وما حدث في بنزرت وفي رادس أمام اتحاد بن قردان يؤكد أن هذا الفريق بلا هيبة وبلا هيئة ويبدو أنه أصبح الحلقة الأضعف بسبب حجم مسؤوليه. ملف الحكام طويل ومعقد وقد وقع هذا القطاع في قبضة ما يمكن أن نطلق عليه « مافيا « تتكون من مسؤولين وحكام وسماسرة ويلاحظ المتابعون أن هناك فرق ممنوعة من الهزيمة وستبقى كذلك سنوات طويلة وهناك فرق أخرى ستتلقى كل أنواع الطعن إلى أن ترمي المنديل ويتحول مسؤولوها وأنصارها جحافل إلى الجامعة لطلب العفو من وديع الجريء.