عند الحديث مع أي طرف داخل الافريقي سواء كان لاعبا أو مدربا تتأكد أن ما يحدث داخل القلعة الحمراء والبيضاء أكبر بكثير مما يعتقد البعض ويتأكد أن الحلول مستعصية ولا تلوح حتى في الأفق. عندما تسأل اللاعبين لماذا يقع إهدار كل تلك الفرص بغرابة سواء أمام الملعب التونسي أو الملعب القابسي دون نسيان لقاء النادي البنزرتي يجيبون بكل غرابة أنهم لا يعلمون تحيدا ماذا حلّ بهم ولماذا أصبحوا مجرّد أجساد ترتدي بدلة رياضية بلا روح وبلا عقل وعندما تسأل المدرب (سواء السابق أو الحالي) يعجز عن الإجابة. مهمة مستحيلة بالإضافة الى اللاعبين والفنيين هناك طرف آخر يعتبر أحد أهم مكونات النادي هو بالتأكيد المسؤول وعند البحث عن هذا الأخير تأكد أنك ستصاب بخيبة أمل إن لم تكن صدمة وتأكد أن الاتصال برئيس ريال مدريد أو رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية أسهل بكثير من الاتصال برئيس الافريقي الحالي. فريق بلا هيئة رئيس الافريقي غير موجود خلال حصص التمارين ولا أثر له أثناء المقابلات وإن حضر يختفي في إحدى الزوايا ويغادر قبل الاعلان عن نهاية اللقاء ولا أثر له في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة ولا علم له بمواقع التواصل الاجتماعي وهو موجود كإسم فقط إذ قيل أن رئيس الافريقي اسمه السيد عبد السلام اليونسي وحتى لا أقسو على الرجل فإنه موجود فقط في إحدى مقاهي البحيرة لكن في النصف الثاني من الليل ولا تجد الى جانبه إلا سفيان الحيدوسي الذي أبعد من مواكبة التمارين فقط ومازال يمسك بخيوط اللعبة ومازال «يفصل» واليونسي «يلبس». المهم أن الافريقي بلا رئيس وبلا مدير رياضي وبلا رئيس فرع لأن الوسلاتي مجرد شاب ليس بوسعه إلا دفع بعض الأموال لتغطية المصاريف اليومية... العلّة إذن واضحة وبادية للعيان إذ لا يعقل أن ينجح فريق بحجم الافريقي وخاصة بحجم مشاكله في غياب تام للهيئة. وهم المؤامرة ما هو مؤكد أن أي هيئة سابقة لا تتمنى أن تحقق خليفتها الإنجازات (وهذه إحدى علل الكرة التونسية) لكن على أي هيئة تتقدم للانتخابات والى رئاسة أي فريق أن تكون واعية بذلك والحديث هنا موجّه الى اليونسي الذي عمل طويلا في الافريقي بل وجهت له اتهامات «وضع العصا في العجلة» عندما كان يعمل الى جانب الرياحي ومن المفروض أن يكون اليونسي على بيّنة من أمره ويجنّبنا الاسطوانة التي ملّها الجميع إذ يهمس لكل من يعترضه أن حمودية الرئيس السابق أو الرياحي الذي سبقه هما اللذان يقفان وراء أزمة الإفريقي الحالية والمصيبة أن رئيس الافريقي الحالي يعتقد فعلا في ما يقوله إذ له قناعة أن الرئيسين السابقين يتصلان باللاعبين ويطلبان منهم التخاذل وهذا تحديدا ما ذكر بعد لقاء النادي البنزرتي! هل يعقل أن يتصل الرياحي باللاعبين ويطلب منهمه إهدار الفرص بتلك الغرابة؟ هل يعقل أن يكون رئيس الافريقي بهذا المستوى ؟ وهل يعقل أن يقع تحت تأثير الحيدوسي والخليفي الى هذه الدرجة؟ إذا كان اليونسي مقتنع بهذا التبرير فإن الوضع يصبح كارثيا فعلا لأن هذا يعني أن اليونسي لا يعترف بحجم الدمار الذي حلّ بالفريق بسبب اختياراته وبسبب ما أملاه عليه الحيدوسي والخليفي بل يعتقد أن كل هذا الدمار يقف وراءه الرياحي ومروان حمودية؟ تعلّة الهروب تحت مظلة «المؤامرة» يؤكد أن رئيس الافريقي غير مستعد للبحث عن الأسباب الحقيقية للانهيار أو الاصلاح. رحلة الجزائر مجرّد هروب تعوّد رئيس الافريقي الحالي الهروب وعدم تحمّل المسؤولية وهو مستعد لاتهام أي طرف آخر مهما كان بعيدا ومباشرة بعد لقاء النادي البنزرتي وبعد أن وقف على ردّة فعل الأحباء في مدارج رادس عندما هاجموا المنصّة (كان ذلك بتحريض من مسؤولين سابقين) سرّب أنه تحول الى الجزائر لتسوية الوضعية الشائكة مع نادي العِلْمَة ولكن في الحقيقة الرحلة الى الجزائر كانت مجرد هروب لأن رئيس نادي العِلْمَة فعل المستحيل طوال الفترة الأخيرة للاتصال بأحد مسؤولي الافريقي وخاصة رئيس النادي أو مجدي الخليفي ولكنه فشل في ذلك رغم أنه تحصل على أرقامهم. رئيس العِلْمَة حاول الاتصال بعبد السلام اليونسي وفشل في ذلك لأن رئيس الافريقي أغلق كل هواتفه وضرب على نفسه عزلة اختيارية كما حاول الاتصال بمسؤول آخر (لا داعي لذكر اسمه) وعندما فوجئ بوجود رئيس العِلْمَة على الخط تظاهر بسقوط الشبكة وأنه لا يستمع إليه جيدا ثم أغلق هاتفه! لماذا تجاهل مسؤولو الافريقي الرجل كل هذه المدة ولماذا تحرّكوا الآن بعد أن أصبح الفريق مهدّدا فعلا ولماذا تذكر اليونسي أخيرا أن عليه الاتصال برئيس العِلْمَة؟ ألم نقل إن رحلة الجزائر مجرد هروب من غضب الأحباء. هل يرمي الليلي المنديل ؟ خلال إشرافه على تدريب الافريقي في الفترة الأولى نجح الليلي نسبيا عندما فاز بالكأس ولكنه فشل في المواعيد الكبرى وهذا يؤكد أنه تنقصه الكثير من الأشياء مثل الدهاء التكتيكي لأن اللقاءات الكبرى هي عبارة عن نزال تكتيكي وأكد القريبون من النادي في تلك الفترة أن النجاح النسبي تحقق بفضل وجود سمير السليمي كمدير رياضي بالإضافة الى أن الليلي كان محاطا بصبري البوهالي وسعيد السايبي ويعرف الجميع أن الليلي لا يملك الخصال النفسية والذهنية التي تخول له تحمّل المسؤولية وبالإمكان أن نتخذ من حادثة المطار الشهيرة مقياسا لذلك إذ قرّر اللاعبون الدخول في إضراب وعدم السفر في حين قرّر الليلي الوقوف في صف الهيئة وطلب من مساعديه التحول الى المطار والسفر في غياب اللاعبين ولكن بعد الوصول هناك اتصل به البعض وقيل له إن اللاعبين في أقصى حالات الغضب لأنه تنكّر لهم في تلك اللحظة قرّر أن يضع قدما مع الهيئة وأخرى مع اللاعبين خوفا من بطشهم ولذلك طلب من مساعديه السفر وفضّل هو العودة الى اللاعبين. بعد هزيمة النادي البنزرتي اختفى الليلي خلف التعلاّت الواهية وقال إنه على رأس النادي منذ 10 فقط وأن عديد اللاعبين لا مكان لهم في الافريقي! هل يعقل أن يتهرّب المدرب من المسؤولية الى هذا الحدّ؟ وكيف ستكون علاقته باللاعبين مستقبلا؟ وبأي معنويات سيكون هؤلاء؟ وإذا كان هناك تقريبا 6 لاعبين أساسيين ليسوا في حجم الافريقي ويجب التخلّي عنهم فورا، أي مصير ينتظر الافريقي ومن يتحمل المسؤولية في ذلك أليسوا المسؤولون وخاصة الحيدوسي ورئيس النادي اللذين انتدبا 14 لاعبا دون المستوى . من جدّد عقد الذوادي ووسام يحيى وغيرهما من اللاعبين؟ أليس الحيدوسي هو الذي حدّد قائمة اللاعبين؟ لماذا لم يتفطّن أن الرصيد البشري محدود ثم وهذا الأهم أليس الافريقي هو الفريق الذي فاز في الموسم الفارط بالكأس وهزم كل الفرق التقليدية؟ من كان وراء رحيل سيف تقا بعد الاختلاف حول ألفي دينار فقط! وعدم انتداب مدافع لتعويضه؟ ألا يعرف الليلي أن الفرنسي مارشان وكمال القلصي حقّقا في الموسم الماضي إنجازات غير مسبوقة بنفس الرصيد من اللاعبين باستثناء خليفة الذي فرّطت فيه الهيئة التسييرية وتقا الذي رفضت هيئة اليونسي التجديد له؟ هل يعقل أن يعجز فريق في حجم الافريقي في تعويض لاعبين؟ الرياحي سبب البليّة إذا كان الرئيس الحالي عمّق جراح النادي وقزّمه فإن الرياحي هو الذي أصاب الافريقي في مقتل وهو الذي ور ّطه وكل القضايا المتهاطلة هذه الأيام والتي وجد اليونسي نفسه مجبرا على مجابهتها كانت بسبب اختيارات الرياحي ولا مبالاته ولو أراد تجنيب الفريق كل هذه المآسي لفعل لأن أي مدرب مقال أو لاعب مطرود بإمكانه التفهم والاكتفاء بالحصول على أجرة شهرين فقط أما بعد أن تعمّد الرياحي إهانة البعض مثلما فعل مع رود كرول فإن النتائج معلومة مسبّقا... وللحديث بقية.