تواصلت معاناة الافريقي ولم تحدث الرجّة النفسية بعد إقالة المدرب والمدير الرياضي وغاب الأداء والنتيجة مرة أخرى ولم يكن بإمكان الافريقي العودة بنتيجة أفضل من الهزيمة في صفاقس. انهيار الافريقي ليس وليد الفترة الحالية بل بدأ منذ آوخر أيام سليم الرياحي عندما فضّل رئيس النادي في تلك الفترة الاكتفاء بالمشاهدة والفرجة على سفينة الافريقي وهي تغرق وكأن الأمر لا يعنيه بل أكثر من ذلك فضل الرياحي إبعاد أبناء النادي وتقديم الفريق على طبق من فضة لعديد الدخلاء مثل مراد قوبعة ورضا الدريدي وغيرهما. حلّ أم مشكل ؟ عندما حلّ عبد السلام اليونسي على رأس نادي باب الجديد اعتقد الجميع أنا أحدهم أن هذا الأخير سيمثل حلاّ لأزمة الافريقي أو على الأقل جزءا من الحل بما أن الفريق يعاني من كل أنواع المشاكل (الفنية الإدارية المالية القانونية... وغيرها كثير) وعلق الأحباء الذين لا تربطهم بالافريقي علاقة المصالح و «التمعّش» على الرئيس الحالي آمالا كبيرة ولكن مع مرور الوقت اكتشف الجميع أن اليونسي يمثل امتدادا للرياحي رغم أن الرئيس الحالي من أكثر الأشخاص إخلاصا للفريق وتفانيا في الدفاع عن مصالحه، لكن الاشكال أن اليونسي سلّم كل المفاتيح لأشخاص تخونهم الدراية بعالم كرة القدم حتى لا نشكّك في نواياهم والنتيجة كنا نبهنا لها وأصبح الآن يعرفها الجميع وتتمثل في بداية الانهيار. الحلول ممكنة... لكن اليونسي يرفضها الآن تأكد الجميع أن الافريقي يمرّ بظروف صعبة جدا وأصبح اللاعبون تحت الضغط وأصبح بعضهم غير قادر حتى على ترويض الكرة في وسط الميدان وكل من يتحدث الى اللاعبين أو الى الاطار لافني يتأكد أن نادي باب الجديد في حاجة الى مسؤولين سواء فنيين (مدير رياضي) أو إداريين (رئيس فرع) ولا مفر من ذلك والشخص الوحيد الذي يعارض ذلك هو عبد السلام اليونسي الذي مازال مصرّا أن الافريقي بخير وأن الكرة في مرمي اللاعبين خاصة بعد تغيير المدرب ومازال مصرّا على حماية الحيدوسي بعدم تعيين معوض له وإلغاء خطة المدير الرياضي والحمد للّه أن اليونسي لا يشغل منصب رئيس الدولة وإلا لكان ألغى خطة وزير الداخلية عندما تثبت الأدلة عدم كفاءة وزيره. القرار سهل ولا يحتاج إلا بعض الجرأة والقليل من النزاهة والاعتراف بالخطإ لأن المدرب لا يملك عصا سحرية حتى يعيد بناء ما تمّ هدمه على امتداد سنة تقريبا ثم إن المدرب الحالي نجح سابقا في حضور مدير رياضي وهو سمير السليمي وسانشيز نجح في حضور الوحيشي والأمثلة كثيرة. الدراجي مثال على تضحية اللاعبين من المؤكد أن تعليق الفشل على اللاعبين طريق لا يمكن أن يؤدي إلا الى الانهيار لأنه لا يوجد لاعب يريد الهزيمة رغم وجود بعض اللاعبين غير منضبطين خارج الملعب وهذا موجود في كل الأندية ولكن من يتحدث الى اللاعبين يقتنع ان هؤلاء يعانون من انهيار نفسي وذهني واضح وأن أغلبهم مستعدون حتى ل «الموت فوق الملعب» وقد حاول كل من جهته في صفاقس ان تكون النتيجة مغايرة ولكنهم فشلوا في النهاية لأن النوايا لا تكفي في كرة القدم. الدليل على استماتة اللاعبين وتضحيتهم جاء هذه المرة على لسان اسامة الدراجي الذي كان أعده الليلي ليكون أساسيا طوال الاسبوع الفارط ولكن نزله برد حالت دون ذلك اذ ارتفعت حرارته خلال الليلة التي سبقت اللقاء ورغم ذلك اصرّ على اللعب في الشوط الثاني وأعلم مدربه أنه يرفض الاكتفاء بالفرجة. أمثال الدراجي كثيرون مثل الذوادي ويحيى ولكن النوايا لا تكفي لتحقيق المعجزات ولابدّ من اتخاذ قرارات جريئة جدا سواء من المدرب مثل إبعاد اي لاعب يعاني من زيادة في الوزن او رئيس النادي مثل الاعتراف بالاخطاء والاستعانة بمسؤولين قادرين على حماية اللاعبين وتحميلهم مسؤولياتهم في نفس الوقت مثل يوسف العلمي والكف عن تصنيف المسؤولين السابقين ك «أعداء». في سياق آخر على المسؤولين الحاليين إن كانوا موجودين فعلا الكف على التهرب من المسؤولية ومهاجمة اللاعبين مثلما فعل فوزي الصغير في نهاية لقاء النادي الصفاقسي الذي هاجم اللاعبين وهدد بإبعاد نصف الفريق لأن ذلك سيعقد الوضعية. صافرات الانذار بعيدا عن التصريحات الرسمية في وسائل الاعلام يحدثك المطلعون على ما يجري في الافريقي أن ما يحدث داخل هذا النادي يفرض اطلاق صافرات الانذار وعلى الرئيس الحالي ان يكون واعيا بالظرف الذي يمرّ به النادي كما أن المسؤولين السابقين مطالبون بالمساهمة في الانقاذ وليس الاكتفاء بالمشاهدة. ما شدّ الانتباه خلال لقاء النادي الصفاقسي اول أمس عدم وجود مسؤولين أصلا اذ حضر رئيس الافريقي واكتفى بالوقوف في الممر المؤدي الى الملعب وحضر البياري واكتفى بالبحث عن كرسي لليونسي وغاب مجدي الخليفي وخليل محجوب وبعد نهاية اللقاء تظاهر من حضر اللقاء من المسؤولين بإجراء المكالمات الهاتفية حتى يتجنبوا الاسئلة المحرجة.