أثارت صور عدد من نواب حركة النهضة وهم يقومون بتعليق شارات الرّتب لعدد من الأمنيين، جدلا واسعا حتّى أصبحت من أكثر الصور تداولا وتعليقا، وأجمع أغلب روّاد مواقع التواصل الاجتماعي على ضرورة المحافظة على حياد المؤسسة الأمنية رافضين التدخل السياسي فيها. تونس «الشروق» هذه الصور التي ظهر فيها نواب النهضة، علي العريض والصحبي عتيق ويمينة الزغلامي وهم يقومون بتعليق شارات رتب الأمنيين بمناسبة ترقيتهم في الذكرى 63 لعيد قوات الأمن الداخلي، تم اعتبارها تدخلا سياسيا في المنظومة الأمنية، وزاد من حدة النقاش حولها تصريح الناشط السياسي ونائب المجلس الوطني التاسيسي أحمد نجيب الشابي الذي أكّد وجود عناصر تُمثل حركة النهضة تجتمع في ما سمّاه «بيت العمليات» وفي أعلى مستويات وتتخذ القرارات في الشؤون الأمنية. سابقة في تونس نجيب الشابي اعتبر ان ما يحدث في عهد حركة النهضة لم يحصل حتى في العهد السابق، مشيرا الى ان الدساترة لم يشاركوا في أخذ القرارات الأمنية سابقا وكان هناك فصل بين المنظومة الأمنية والحزب تصريح الشابي في هذا الملف، لم يكن الوحيد حيث تبعته وتزامنت معه تصريحات أخرى تصب في نفس السياق إضافة إلى امتعاض واسع من الأمنيين، حيث اعتبر الناطق الرسمي باسم نقابة موظفي الإدارة العامة لوحدات التدخل مهدي الشاوش أن ما حصل «خطأ بروتوكولي يمس من صورة المؤسسة الأمنية المحايدة «. الأمنيون قلقون مهدي الشاوش شدّد على أن النائب يمثّل الشعب لكنه يبقى ممثلا لحزب سياسي، مشيرا الى ان الأمنيين احسوا بالقلق عند توسيمهم من قبل النواب، واضعا اللوم على المسؤولين الذين سمحوا بذلك . أما الأمني مبارك هلالي فقد كتب تدوينة على صفحته في فيسبوك قال فيها «نحن لا يوسمنا النواب. لان رائحة الخيانة فاحت منهم.. إبنتي تولت ذلك فهي قطعة من أبيها ولا تعرف الخيانة»، وفي نفس السياق كتبت نائبة البرلمان عن حركة نداء تونس فاطمة المسدي تدوينة على صفحتها في فيسبوك جاء فيها «الصحبي عتيق الذي دعا يوما الى سحل المعارضين ويمينة الزغلامي التي تحدثت عن الإجراءات الأمنية... يوسمون الأمن الجمهوري في عيدهم ..هل الامن أصبح مضمونا؟». الداخلية ترد وزارة الداخلية ردت على ما تم تداوله، على لسان ناطقها الرسمي سفيان الزعق الذي أكد في تصريح اعلامي أن الصور تأتي في إطار إحياء الذكرى 63 لعيد قوات الأمن الداخلي والتي تتمّ على ثلاثة مستويات، أولها قصر قرطاج أين يتم تعليق شارات الرتب وتوسيم المتمتعين بالترقيات، يليه إحتفال ثان في وزارة الداخلية باشراف وزيري الداخلية والعدل وعدد من القيادات الأمنية السامية، ثم على مستوى ثالث وهو الولايات. وفي مستوى الولايات يقوم الولاة سنويًا بدعوة نواب الجهة لمواكبة الإحتفال، حيث قال الزعق أنّه «أحيانا يتم تمكين النواب من تعليق الشارات للأمنيين»، مُوضّحاً أنّ النواب المدعوين والمشاركين في هذه المراسم من مختلف المشارب والأحزاب وليسوا فقط نواب النهضة كما تم الترويج له.كما شدّد الزعق على أنّ ‹›وزارة الداخلية على حياد من كل الأحزاب ونرجو النأي بها عن كل التجاذبات السياسية والمزايدات، خاصة مع إقتراب موعد الانتخابات»، على حد تعبيره. الزغلامي توضح نائبة حركة النهضة يمينة الزغلامي أكّدت في تصريح اعلامي أن المسالة لا علاقة لها بحياد المؤسسة الأمنية مشيرة إلى أن وضع يدها على كتف أمني مُعَرض يوميا لتقديم نفسه في سبيل الوطن شرف لها.الزغلامي اشارت الى ان النواب يقومون سنويا الاحتفالات الأمنية ويقومون بتعليق الشارات بصفتهم أعضاء المجالس الجهوية، مستغربة من التركيز على نواب حركة النهضة في حين حضر الاحتفال نواب من أحزاب أخرى . زوجات الأمنيين اختار مركز الامن الوطني بميناء الصخيرة النفطي تمكين زوجات الأمنيين من وضع شارات الترقية لازواجهن بمناسبة الاحتفال بالذكرى 63 لعيد قوات الامن.