«أنثى الفصول» هي الروايةُ الأولى والبكر للقاصة الأستاذة ربيعة الفرشيشي، تتكون من 160 صفحة عن طبعة أنيقة من الحجم المتوسط، صدرت بداية هذا الشهر مارس عن المغاربية للطباعة والنشر... ولعلنا في هذا المقال نحاولُ... الوقوف على دلالة المعنى بين الغلاف والعنونة... وتقديم قراءتنا عند أهميته المعرفية والدلالية التأويلية لهذا العمل. صورة الغلاف نحن إزاء عملٍ فنيّ للرسام العراقي سمير مجيد البياتي، أقلُ ما يمكن القول في حقه إنّه إبداع بكل دلالة اللفظ والمعنى... هو وجهُ أنثى جميلة ذات عينين عسليتين وبشرة بيضاء... ذات وجهٍ وما تبقى متكون من جذع شجرة... وهذا الرسم يذكرنا «بحورية البحر» هذا المخلوق الأسطوريّ البحريّ الذي يجمعُ ما بين صفات البشر وصفات السمكة، فالجزء العلوي منها يبدو كالإنسان بينما الجزء السفليّ منها يبدو كذيل السمكة، تتكيؤ على يدها وكأنها تحمل همّ الدنيا وما فيها في نظرة شاملة....وكأنّ المرأة من خلال هذا الرسم هي الأصلُ وهي قبل آدم، هي المخلوقُ الأول بجذورٍ وهو المولود من جذعها.... ويمكن أن نسميها «وجها الأرض» أو أسطورة المرأة المولودة من رحم الأرض، الأرض هي الأم في الميثولوجيا العالمية.. العنوان العنوان مما لاشك فيه عنوان لافت استطاعت من خلاله الكاتبة جذب اهتمام جمهور القُرَّاء بشكل كبير وهذا الأمر غاية في الأهمية من خلاله نستطيع أن نقول : إن الكاتبة «ابنةُ الفرشيشي» نصبَتْ كمينا مُحكما من خلال هذه العنونة، من هي أنثى الفصول ؟ هل هي الرواية؟ أم هي الكاتبة صاحبة العمل «ربيعة الفرشيشي» ؟ أم نقرُ بنظرية موت المؤلف ؟ ونننسى صاحبة العمل ونقولُ، الأنثى هي أنا... أو أنتِ... أو هي هؤلاء... أم هي الواقعُ المريرُ بمختلف تناقضاته وملامحه المعلنة والغير معلنة ؟... كما وإن دققنا النظر في العنوان نلمحُ دون كبير عناءٍ أنهُ كتب بالّلون الأحمر القاني ولعمري أن هذا الّلون أنثاويّ بامتيازٍ، فهو من عناصر المكياج الأساسية التي لا تستغني عنها المرأة في مختلف المناسبات... وهو رمز الإثارة والأنوثة... وقد انفردت الأنثى عن الفصول حجماً وولونًا وهذا أيضًا ذو دلالةٍ واضحة للعيان لدى الأنثى، كما من بين ما يرمز إليه هذا اللّون المتعددُ الدلالة يرمز للدم والموت ....كما يرمزُ للرغبة والشهوة والشهونية التي تحيلنا إلى الخاطيئة وإلى ثنائية الذكر والأنثى. الفصول كما لم تحدد الكاتبة عدد الفصول بل نسبتها جمعًا لتجعل القارئ لا يتقيدُ بالزمن الكرونولوجي وينعتقُ من أسره على حدِّ عبارة «الناقدة نائلة الشقراوي»، فبرغمِ من كونها داخل نسيجِ روايتها تتحدثُ عن جلّ الفصول... إلا أنها فظلت فصلين هما الربيع والخريف وهذا ما يفسرُ انقسم شعر المرأة الذي على الغلاف إلى نصفين الأول بالأوراق الأخضر المصففِ الجميل الذي يرمز للربيع... والنصف الثاني إلى أغصان عارية تمامًا من الأوراق وفي هذا رمزية إلى فصل الخريف... وكأن الرواية في الأصلِ عنوانها حسب تقديري «أنثى الفصلين» الربيع والخريف.