تقدر نسبة البطالة في تونس بأكثر من 15.4 بالمائة.و في المقابل هناك قرابة 150 الف وظيفة شاغرة في اختصاصات متعددة. هذه الاشكالية تطرح ضرورة تطوير مراكز التكوين المهني. قابس (الشروق) عملية تطوير مراكز التكوين المهني يجب أن تكون في عدد من الجهات من بينها قابس التي تزخر بعدد هام ومتنوع من مراكز التكوين وذلك للاستجابة لحاجيات سوق الشغل. وتتوفر بولاية قابس منظومة تكوين مهني متنوعة. تشمل 4 مراكز تكوين، تابعة للوكالة التونسية للتكوين المهني، منها قيدوم المراكز وهو المركز القطاعي للتكوين في الصيانة بقابس، ومركزان تابعان لوكالة الإرشاد والتكوين الفلاحي. وهما مدرسة الصيد البحري ومركز التكوين والرسكلة الفلاحية بالزركين إضافة الى مركز التكوين المهني التابع لوزارة الدفاع الوطني. وعبر المدير العام للوكالة التونسية للتكوين المهني خالد بن يحي على هامش زيارة أداها الى ولاية قابس عن ابتهاجه باحتفال المركز القطاعي للبناء والتنقيب، بتدشين مطعمه، ووحدة مبيته الجديد بطاقة استيعاب 160متكونا. وأكد بن يحي في تصريح ل»الشروق» أن هذا المشروع سيساهم في رفع وتطوير القوة التكوينية بالمركز المحدث منذ سنة 1985 وسيخلق ديناميكية بولاية قابس، مضيفا أن التكوين المهني هو مفتاح الدخول الى سوق الشغل الذي يحتاج الى اليد العاملة المختصة. إضافات هامة وتابع محدثنا أن الوكالة انطلقت في تفعيل برنامج تنسيقي تعاوني مع «EFE» لتقريب سوق الشغل، مع واقع التكوين. وللوزارة خطة لتجديد منظومة التكوين المهني وتطويرها ، وإحداث تنظيم جديد، وهو في لمساته الأخيرة، من خلال إضافات مهمة بمراكز التكوين، مما يشجع منظومة التكوين المهني على الانفتاح على محيطها. وتابع أن سوق الشغل يحتاج الى تكوين كفاءات عالية، لذلك ستعطي إضافة كبيرة لمنظومة التكوين في انتظار بقية المشاريع، في إطار مستوى التنظيم البيداغوجي.وتم وضع أسس تتضمن إضافات هامة من شأنها أن تخلق ديناميكية جديدة في مراكز التكوين المهني. وقال بن يحي:» قمنا بجهة قابس بتهيئة مركز التكوين في الصيانة. ووفرنا تجهيزات بقيمة 7ملايين دينار مما جعل الأرقام في عدد المتكونين في نسق تصاعدي مهما وجيدا وفي الاتجاه الصحيح دون أن ننسى مشروع إحداث مركز قطاعي للتكوين في مهن النقل واللوجستيك. وهو في مرحلة إنجاز الدراسة والوكالة بصدد البحث عن فضاء عقاري لإنجاز المشروع. منظومة تكوين مهني متنوعة من جهته، أفاد المدير الجهوي للتكوين المهني والتشغيل بقابس نزار الخالدي بأنه تم توفير منظومة تكوين مهني متنوعة، بها عديد الاختصاصات، أهمها المركز القطاعي للتكوين في الصيانة، والمركز القطاعي للبناء والتنقيب،ومركز التكوين والنهوض بالعمل المستقل بالحامة ومركز التكوين والتدريب المهني في الحرف التقليدية بقابس ، مؤكدا أنها منظومة توفر تقريبا 4000 موطن تكوين. وتابع محدثنا تأكيده على الحرص كي تكون المنظومة تستجيب لحاجيات المؤسسات، قائلا:» نحن لا نكوّن لمجرد التكوين. بل نكوّن لنعطي أملا للشبان، بالتكوين ونوفر كفاءات مختصة، لتجد المؤسسات التي ترغب في الانتصاب وأيضا المستثمرون الأجانب موارد بشرية فاعلة وفعالة ومختصة.وأضاف الخالدي قائلا:» كلنا نعلم أننا أمام خطة وطنية لتطوير منظومة التكوين المهني. قامت بها وزارة التكوين المهني والتشغيل بكلفة 500 مليون دينار. وبها عديد المحاور أبرزها الرفع من مردودية القطاع وأيضا ملاءمة التكوين لحاجيات سوق الشغل. وتابع الخالدي أنه على مستوى ولاية قابس توجد مشاريع مبرمجة في المخطط الخماسي للتنمية 2016 - 2020 . ومن بين هذه المشاريع إحداث مركز قطاعي في مهن النقل واللوجستيك تم إدراجه بالمخطط بكلفة 15مليون دينار، مضيفا أن هناك جهودا تندرج في إطار مقاربة تشاركية تعتمدها الوزارة مع المنظمات الوطنية والمجتمع المدني والإدارات المعنية. تعصير القطاع وأكد الخالدي أنه تم تكليف الادارة الجهوية للتكوين المهني بقابس بإنجاز دراسة أو مخطط مديري لتطوير منظومة التكوين المهني بولاية قابس أفق 2030 - 2035، في جملة من الاختصاصات مؤكدا السعي الى القيام بعملية تشخيص تليها جلسات قطاعية مع الجهة، في كل المهن لتحديد الاختصاصات التي هي بصدد التغيير والواجب مواكبتها على مستوى منظومة التكوين المهني. وقال الخالدي إنه من الضروري تحقيق التكامل بين منظومة التكوين العمومي والخواص. وإن قابس اليوم في حاجة الى التكوين في المستوى التقني السامي و بها عديد الامكانيات. من ذلك التكوين المهني اليوم مطالب بمرافقة الجهة والمؤسسة الاقتصادية من خلال توفير مهارات وكفاءات بشرية تساهم في الرفع من مستوى الاقتصاد الجهوي.