تزخر جبال الكاف بثروات منجمية متنوعة وذلك حسب الدراسات الجيولوجية التي شملتها، إلا أن غياب الإرادة وتفعيل الاتفاقيات المبرمة حال دون انطلاق أوتواصل أشغال الاستغلال بما أدى إلى تضخم نسبة البطالة بالجهة. الكاف (الشروق) يمثل فسفاط "سراورتان" أبرز مشروع وصفه مختصون في الاقتصاد والمناجم ب «مشروع القرن» تقدر مدخراته بما يقارب 10 مليارات طن من الفسفاط الخام وذلك حسب الوثيقة التي قدمها المجمع الكيميائي التونسي للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 2009، وتبلغ كلفة المشروع 300 مليون دينار وتقدر طاقته التشغيلية حسب شركة دراسات مناجم فسفاط « سراورتان» بألف موطن شغل في بداية الاستغلال لتصل إلى 10 آلاف موطن شغل مع تطور الإنتاج، إلا أن هذا الحلم حسب ما وصفه إبراهيم المعروفي تحول إلى لغز حير شباب الجهة الذين راهنوا على المشروع لما له من قدرة على الرقي بالوضع الاقتصادي والاجتماعي والاستجابة لانتظارات الأهالي المتعلقة بالتنمية والتشغيل . فالمشروع شكل محل اهتمام وزاري وجهوي في المدة الأخيرة بعد أن تقدمت شركة صينية لطلب عروض في استغلال الثروة المنجمية إلا أن ارتفاع التكلفة وعدم انسجامها مع ما تنص عليه كراس الشروط أدى إلى إلغاء العرض بما يؤكد عدم رغبة الجهات وخاصة شركة فسفاط قفصة في حلحلة هذا الملف بسبب سيطرة لوبيات المناجم وغياب إرادة سياسية واستراتيجية واضحة لتكريس مبدإ التمييز الإيجابي الذي ينص عليه الدستور . الإيهام بنفاد المخزون فمنجم الحديد بالجريصة تأسس بداية القرن التاسع عشر وبلغ الإنتاج ذروته في الستينات بتوفير 60 % من الإنتاج الوطني لمادة الحديد وطاقة تشغيلية قياسية بلغت حوالي 2500 عامل بصفة مباشرة وغير مباشرة. وفي 1949 تم تصنيف شركة منجم الجريصة في المرتبة 16 في بورصة باريس برأسمال قدر بحوالي 4.9 ملايين دينار إلى أن تراجعت إلى 2.5 مليون دينار سنة 1970 وتراجع عدد العمّال إلى 1300 عامل، ثم تم تسريح عدد هام منهم في تسعينات القرن الماضي إلى أن أصبح العدد الجملي للعمّال لا يتجاوز 100 عامل حسب ما أفاد به مصدر مسؤول بإدارة المنجم بمدينة الجريصة. أما منجم بوقرين بالسرس وحسب ما نشره خبير المناجم لزهر السمعلي فهويحتوي على ثروة هامة من الزنك والرصاص تم اكتشافها سنة 1979 وبعد مباشرة الإنتاج سنة 1993 بقيمة 80 مليون دولار وتشغيل 414 عاملا تم غلق المنجم وهوفي أوج عطائه سنة 1996 لأسباب فسرها السمعلي ب « التلاعب والفساد» بعد أن أثبتت الدراسات أن المنجم قادر على الاستمرار لمدة 25 سنة بمعدل إنتاج سنوي يقدر ب 300 ألف طن بما يحيلنا على طرح سؤال : متى يفتح ملف المناجم المغلقة بولاية الكاف ظلم تنموي الشريط الحدودي من ساقية سيدي يوسف إلى القلعة الخصبة يعاني من الظلم التنموي حسب ما وصفه سمير الخلفاوي وذلك لسوء التصرف في الثروة المنجمية في قرية بوجابر وما فيها من معادن متنوعة مثل الرصاص والبلور والزنك والباروق . وبعد أن انطلقت الأشغال في فترة الاستعمار الفرنسي ثم تعطلت وعادت سنة 1963 إلى أن أغلق نهائيا سنة 2006 ليتم إهدار أكثر من 400 موطن شغل في المنجم والمغسل الذي يبعد حوالي 01 كلم عن الحدود التونسية الجزائرية ليتم إتلاف المعدات بعد أن أثبتت الدراسات أن مدخرات هذا المنجم من المواد الأولية تساوي 5200 ألف طن وهي قادرة على تأمين الأشغال قرابة 60 سنة أخرى . ومنذ تدخل السياسات الفاسدة تم إهدار آلاف مواطن الشغل ونزوح العائلات، بسبب تضخم المعاناة من الفقر والبطالة . أثبتت دراسة استكشافية قام بها فريق إيطالي سنة 2006 بمنطقة الزوارين توفر مادة الاسمنت الأبيض قدرت قيمتها ب 800 مليون متر مكعب وهي قادرة على توفير استثمارات بحوالي ب 300 مليون دينار إضافة إلى ثروات منجمية أخرى تمتد من جبل الزوارين إلى الأربص إلا أنها منسية تماما . فمناجم الكاف المغلقة وكما بين الأنور العلوي قادرة على أن تحول الجهة إلى منطقة عبور لتتبوأ مكانة اقتصادية وتنموية هامة، وهي قادرة على حل مشاغل الشباب والحد من ارتفاع نسبة بطالته التي وصلت إلى 22 % وما يفوق 30 % في صفوف حاملي الشهائد العليا.