شدد نبيل القروي أحد الشركاء المالكين لقناة نسمة، على اعتزامه الدخول إلى المعترك السياسي، مؤكدا أنه سيكون صوت "الزوالي" في الانتخابات القادمة، وذلك على خلفية ما سماه إقدام حكومة البوليس على اقتحام قناة نسمة بالقوة العامة. تونس (الشروق) عقدت قناة نسمة صباح أمس الجمعة 27 أفريل 2019، ندوة صحفية بمقرها في رادس ، حضرها محاميا القناة والوجه الإعلامي المعروف بالقناة خليفة بن سالم، والممثل القانوني للقناة نبيل القروي، الذي أكد في كلمته، أن اقتحام قناة نسمة صباح أول أمس بالقوة العامة وبتلك الطريقة، قرار صادر عن الحكومة، أو كما سماها "حكومة البوليس" التي تريد بث الرعب والخوف وترهيب التونسيين. وقال القروي: "الهايكا مضروبة على يديها ومأمورة لأن لديها سندا سياسيا (...) والتوقيت الذي اختارته حكومة البوليس التي تريد ترهيب الناس، وتستعمل أدوات الدولة للضغط عليهم.. الحكومة اختارت توقيتا غير بريء، يتزامن مع عقد مؤتمر حزب الحكومة "تحيا تونس"، هذه الحكومة التي جوعت الناس، وأنا بنفسي عاينت حجم الفقر والمعاناة في البلاد...". ولاحظ نبيل القروي، أن الهيئة المستقلة للإنتخابات وضعت برنامجا طموحا لحث التونسيين على التسجيل في السجل الانتخابي واستعانت بقناة نسمة، التي قامت بهذه الحملة، واستقطبت كل الأطراف السياسية، وقد بلغ عدد المسجلين 450 ألف، في حين أنه لم يتجاوز 60 ألف عندما قاطعت القناة الانتخابات الفارطة، وهذا مثل مصدر قلق لأنهم لا يعرفون توجهات المسجلين للانتخابات، على حد تعبيره. وعبر القروي عن حزنه وألمه لمحاولة اقتحام مخزن "خليل تونس"، معلقا "لا يرحموا لا يخلوا شكون يرحم"، ومشيرا أن جمعية خليل تونس وقناة نسمة قامتا بإعداد برنامج أو حملة لتوزيع 100 الف وجبة إفطار في شهر رمضان على كامل تراب الجمهورية، ملاحظا في سياق انتقاده للحكومة، أن قناة نسمة فيها استثمار أجنبي على غرار برلسكوني، وطارق بن عمار..، الذين لهم صيتهم في العالم على حد تعبيره، وبالتالي غلق القناة يعد إشارة سلبية قاتلة من طرف الحكومة إزاء سياسة الاستثمار عموما والاستثمار الأجنبي خاصة حسب قوله. وفاجأ السيد نبيل القروي الجميع، بإعلانه الذي بدا فيه نوعا من التحدي لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، والمتمثل في دخوله المعترك السياسي وبالتالي الانتخابات، حيث قال في هذا السياق: "اليوم سأتحمل مسؤوليتي، وقررت الدخول في الشأن السياسي، ولن أتراجع، وسأكون صوت "الزوالي" و"التوانسة المنسيين"، وليس بعجب أن يتهموني بالفساد وبالهروب والدليل أنني بينكم، وسنتحمل مسؤولياتنا"، ليخرج مباشرة ويغادر الندوة إثر هذا التصريح. الإشكال القانوني موجود وفي الواقع الحديث عن اقتحام قناة نسمة صباح أمس أوكل إلى الوجه الإعلامي المعروف بالقناة خليفة بن سالم، الذي أكد منذ بداية حديثه أن الإشكال القانوني فيما يخص قناة نسمة موجود، مشددا على أنه من الصعب أن تكون هناك مؤسسة واحدة اقتصادية في تونس ليس لها أي إشكال قانوني، لكن هذا لا يعني أن تعالج هذه الإشكاليات بغلق كل هذه المؤسسات، على حد تعبيره. وعلق خليفة في هذا الصدد: "الاقتصاد الموازي ينخر البلاد، وكل المؤسسات لها إشكال أو إشكاليات قانونية، ونسمة مؤسسة وليست "كنترا" ونحن أيضا ضد غلق قناة الزيتونة، أو غيرها من وسائل الإعلام التونسية، وبخصوص نسمة أتحدى أننا لا نقيم التوازن في المشهد الإعلامي التونسي. ورد خليفة بن سالم ما حدث إلى أسباب سياسية، لأن نسمة حسب قوله لم تدع للتباغض وللإرهاب، معتبرا ما حصل بالإجراء التعسفي لأن القوة العامة اقتحمت مقر القناة في وقت كانت القناة في بث مباشر، وبثت إضراب الشيمينو وبالتالي، والقول لخليفة بن سالم: "لم أجد مبررا واحدا سوى أن القرار نزل نزول الصاعقة على منفذيه. القرار شيء والتنفيذ شيء آخر وشدد خليفة بن سالم على أن ما حصل صباح أول أمس من اقتحام مقر قناة نسمة وإيقاف بثها، كان استنادا على قرار (استظهر المحامي المجانب له بنسخة منه) يقضي بحجز معدات ولم يتضمن هذا القرار إشارة وحيدة تفيد إيقاف البث، مضيفا بأن هناك قضية لدى المحكمة الإدارية لم يحكم فيها بعد بخصوص قرار إيقاف تسوية القناة في جويلية. وأبرز خليفة بن سالم أن من بين الإشكاليات القائمة والتي طرحتها قناة نسمة على "الهايكا" نفسها، هو أن القناة موجودة في تونس قبل إحداث الهايكا، وعموما ستعود قناة نسمة إلى بثها قريبا حسبما أكده المتدخلون في الندوة.