أصدرت، اليوم الجمعة، قناة نسمة بيانا على إثر حجز معداتها واقتحام مقرها من قبل قوات الأمن. وفي التالي فحوى البيان الذي تلقت "الصباح نيوز": "تفاجأت قناة نسمة والعاملين فيها باقتحام فضاءاتها واستوديوهاتها على الساعة العاشرة و-45 دقيقة من صباح أمس الخميس من قبل أعداد هائلة من القوات العامة معززة بالسلاح والعربات دون سابق إعلام وحجز تجهيزاتها وقطع بثها وتعنيف موظفيها وتقنييها. وقد تعللت القوات العامة بقرار صادر عن الهايكا بتاريخ 15 أفريل 2019 يقضي ب"حجز التجهيزات الضرورية للبث التابعة للقناة التلفزية الخاصة نسمة وذلك لممارستها نشاطات بث دون إجازة..." كما يهمّ قناة نسمة إعلام الرأي العام أنها تنشط منذ انبعاثها بموجب رخصة قانونية وأن قرار اقتحام استوديوهاتها وحجز معداتها وإيقاف بثها جاء بتعليمات من الحكومة ولا يرجع إلى أسباب قانونية وإنما لأسباب سياسية. ويهم قناة نسمة أن تشير في أعقاب هذه العملية الفجئية إلى النقاط التالية: إن إقدام الحكومة حكومة البوليس، باستعمال الهايكا، على اقتحام القناة من قبل القوات العامة بهذه الكثافة والعنف يعد سابقة خطيرة ومنعرجا سلبيا جسيما في مسار الانتقال الديمقراطي وضربا غير مسبوق لحرية الإعلام والتعبير القصد منه تركيع القناة وإلجام صوتها الحر خاصة وأنها تتصدر وطنيا نسب المشاهدة والمتابعة منذ ما يزيد عن السنتين وتتميز بكونها أصبحت تعتبر قناة الشعب وصوت الجهات وسند للزوالي. إن نتيجة قرار الحكومة الجائر والتعسفي هي تشريد ما يقارب ال450 إطارا وعاملا وعائلاتهم في وقت تستعد فيه تونس لاستقبال شهر رمضان. إن اختيار هذا الظرف الزمني بالذات غير بريء وهو يتزامن مع التئام مؤتمر حزب الحكومة "تحيا تونس" بما بنبؤ ببرنامج هذا الحزب وتوجهاته التسلطية في المستقبل. وضعت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات برنامجا طموحا لحث التونسيين والتونسيات على التسجيل في السجل الانتخابي واستعانت بقناة نسمة التي بذلت مجهودا مواطنيا جبارا لإنجاح هذا البرنامج وذلك بتشريك عديد الوجوه الوطنية من كل الأطياف. وقد بلغ عدد المسجلين الجدد 400 ألف ناخب في ضرف أسبوعين. ترى هل أن هذا الرقم المرتفع أزعج الحكومة والأطراف التابعة لها إلى حد الدفع بها إلى إيقاف هذا الإنجاز؟ لقد أعدت جمعية خليل تونس بالتعاون مع قناة نسمة برنامجا اجتماعيا تضامنيا يتضمن توزيع 100 ألف وجبة افطار عبر تراب الجمهورية خلال شهر رمضان القادم ومن الواضح أن الحكومة عبر غلقها للقناة تريد منع ذلك اسهاما منها في مزيد تجويع ضعفاء الحال من بين أفراد الشعب التونسي. ان قيام قناة نسمة جاء إثر تجميع استثمارات وطنية واجنبية وان غلق القناة في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد يعد إشارة سلبية قاتلة من طرف الحكومة إزاء سياسة الاستثمار بصفة عامة والاستثمارات الاجنبية على وجه الخصوص . إن قناة نسمة تحمل الحكومة تبعات هذه العملية العبثية الهادفة إلى مزيد تعكير الأجواء وتعطيل سير الإعداد للاستحقاقات الانتخابية القادمة وقد قررت بإجماع العاملين فيها الصمود أمام أنواع الاضطهاد والاستبداد المسلطة عليها والدفاع عن ممارسة حقها في القيام برسالتها الإعلامية واتخاذ كل الإجراءات القانونية المتاحة لرفع هذه المظلمة الفضيحة."