سيدي بوزيد «الشروق»: اهتزت جهة سيدي بوزيد صباح أمس على وقع فاجعة أليمة وفظيعة تمثلت في وفاة 12 شخصا من بينهم عاملات وعاملون في القطاع الفلاحي كانوا على متن شاحنة تقل حوالي 30 شخصا وتتراوح أعمارهم بين 15 و60 سنة اصيلي منطقة مغيلة التابعة لمعتمدية السبالة من ولاية سيدي بوزيد. وتتمثل صورة الحادث الاليم في اصطدام مباشر بين شاحنتين خفيفتين على مستوى الطريق الوطنية عدد 13 مما اسفر عن وفاة 9 عاملات وعاملين في القطاع الفلاحي اماسائقا الشاحنتين فتم نلقهم الى مستشفى السبالة، كما توفت امراة اخرى بالمستشفى الجهوي متأثرة بالإصابات التي تعرضت لها، اضافة الى اصابة 20 شخصا اخرين تم نقلهم إلى المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد لتلقي الإسعافات، و تم في مرحلة ثانية نقل 3 اشخاص الى احدى المستشفيات الجامعية بصفاقس و3 حالات أخرى الى مدينة سوسة فيما تم إيواء 7 مصابين بقسم جراحة العظام واثنين بقسم الانعاش وحالة بالجراحة العامة و4 حالات في العناية المركزة بقسم الاستعجالي. تشنج واحتقان ... شهدت جهة سيدي بوزيد اثر الفاجعة حالة من الاحتقان والتوتر الشديدين حيث تعالت اصوات مختلف مكونات المجتمع المدني وكذلك الاحزاب والمنظمات منددة بما آل اليه وضع العاملات في القطاع الفلاحي وظروف نقلهن المزرية حيث يسعى سواق الشاحنات الى توفير الربح الوفير على حساب ارواح الكادحات والكادحين الذين لا هم لهم سوى توفير لقمة العيش لهم وابنائهم في وقت تشهد فيه البلاد ارتفاعا جنونيا وصاروخيا على مستوى الاسعار. ويعمد اصحاب السيارات الى سكب الماء بالصندوق الخلفي للسيارات التي تقلهم بهدف نقل اكثر عدد ممكن دون ان يقرؤوا لما يحدث حسابا ليضطرهم الى السفر وقوفا معرضين الى كافة مخاطر الطريق والظروف المناخية. التوتر والاحتقان تحول كذلك الى المستشفى الجهوي حيث تم تسجيل مناوشات بين عدد من اقارب الهالكين واعوان الامن اثناء زيارة الوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بالهجرة والتونسيين بالخارج رضوان عيارة الذي كان من المقرر ان يشرف على الحوار الجهوي للنقل ليغادر الجهة تحت حراسة امنية مشددة بعد تصاعد وتيرة الاحتجاجات. الظروف الاجتماعية وراء الكارثة أغلب الهالكين والمصابين في حادث السبالة ينحدرون من قرية واحدة اضطرتهم الظروف الاجتماعية القاسية الى التنقل في ظروف مزرية جدا للعمل بالضيعات الفلاحية من أجل توفير لقمة العيش لهم ولابنائهم مما جعل احدى العائلات تفقد ثلاثة افراد في نفس الوقت ( ام وابنتيها) كن في طريقهن لكسب لقمة العيش. وقد اعتبر اقارب الضحايا والمصابين في الحادث ان الحكومة هي المسؤولة عما حدث لاقاربهم نظرا لغياب كافة مقومات العيش الكريم وغياب المشاريع التنموية وعدم ايلاء متساكني المناطق المحرومة العناية الخاصة لتضطرهم الظروف الاجتماعية الى المجازفة بارواحهم من اجل لقمة العيش. من جانبها اشارت النائبة حياة عمري الى انه تم تقديم مبادرة تشريعية منذ 3 سنوات بخصوص نقل النساء العاملات بالقطاع الفلاحي وبعد ضغط النواب تم الاتفاق بين كل من وزارات الفلاحة ووزارة النقل والمرأة على توفير حافلات صغيرة لنقل النساء العاملات لتوفير ظروف محترمة لكن بقي الاشكال في تفعيل الاتفاقيات وتطبيق القانون ضد المخالفين بكل صرامة. تفعيل قرار إحداث شركات نقل خاصة من جهته أكد والي سيدي بوزيد محمد صدقي بوعون أنه تم تسخير كل الادارات الجهوية المعنية للتدخل وتقديم الإسعافات للجرحى واجلاء الموتى كما تم الإذن بالاستنجاد بأطباء الاختصاص من القطاع الخاص بالجهة لدعم عمل الاطار العامل بالمستشفى الجهوي كما تمت تهيئة المستشفيات الجامعية المجاورة لاستقبال بعض الحالات الحرجة بالتنسيق مع وزيرة الصحة حيث تم توجيه 3 حالات إصابة إلى احدى المستشفيات الجامعية بصفاقس و3 حالات اخرى إلى مدينة سوسة. واشار الوالي الى ان نقل العاملات في قطاع الفلاحة يتم في ظروف غير قانونية من طرف عدد من الأشخاص الذين يسعون لتحقيق الربح على حساب حياة الناس وأكد أنه سيتم التدخل مع الوحدات الأمنية والقضائية والضرب بقوة على يد المخالفين لأن ارواح الناس لا تقاس بثمن. واعتبر الوالي ان الحل الوحيد لتفادي مثل هذه الكوارث هو تفعيل قرار شركات نقل للعاملين في القطاع الفلاحي حتى يكون قطاعا مهيكلا ويضمن سلامة العاملين. قائمة المتوفين مريم خضراوي زمردة خضراوي منال خضراوي حسان خضراوي نبيهة خضراوي عماد خضراوي محمد الصالح خضراوي شمس خضراوي عباس خضراوي عزيزة خضراوي وسائقا الشاحنتين قائمة المصابين صالحة عبيدي: 60 سنة حورية بن الازهر: 25 سنة هدى بن محمد: 20 سنة ثريا مسعودي: 30 سنة ليليا خضراوي: 22 سنة سهام خضراوي: 21 سنة ناجية خضراوي: 60 سنة غالية خضراوي: 23 سنة ناجية بن الازهر خضراوي: 15 سنة ليلى خضراوي: 35 سنة سهام خضراوي: 20 سنة امير خضراوي: 22 سنة زياد خضراوي: 23 سنة عبد الحكيم خضراوي: 30 سنة عبد الكريم خضراوي: 35 سنة سعيد خضراوي: 24 سنة نزار خضراوي: 22 سنة مفتاح خضراوي: 40 سنة نجيب خضراوي: 30 سنة نزار خضراوي: 17 سنة