يموت جوعا مواطن كلّ 4 ثواني أي 15 مواطنا في الدقيقة و900 في الساعة و21600 في اليوم. البلدان الأكثر تضرّرا هي البلدان الإفريقيّة شبه الصحراويّة (30 بلدا) وتحلّ الصومال المرتبة الأولى حيث يعاني 70 بالمائة من المواطنين من سوء التغذية والمجاعة. أقرّت المنظّمة العالميّة للزراعة في إحدى تقاريرها أنّ مقاومة المجاعة لازالت في نقطة الصفر. فملايين الأشخاص ومن بينهم 6 مليون طفلا لا تتجاوز أعمارهم 5 سنوات يموتون كلّ سنة من الجوع وسوء التغذية. في تقرير لمنظّمة الأغذية والزراعة جاء ما يلي : أصبح عدد زائدي الوزن في العالم يضاهي عدد ناقصي الوزن. «لكن البدينين كما المواطنين المعرّضين للمجاعة يعانون من سوء التغذية الذي يرتبط بنوعيّة الغذاء وافتقاده للمغذيات والأملاح والفيتامينات الضروريّة. فعادة ما تخفي هذه البدانة التي بدأت تتفشّى حتّى في بعض البلدان النامية حالات نقص في الفيتامينات الضروريّة. فعادة ما تخفي هذه البدانة التي بدأت تتفشّى حتّى في بعض البلدان النامية حالات نقص في الفيتامينات والمعادن» (الفاو). لأوّل مرّة في تاريخ البشريّة بلغ عدد البدينين في العالم نفس عدد المواطنين الذين يعانون من المجاعة. يهدّد وباء السمنة أنظمة الصحّة في العالم. فهذا الوباء بما يتسبّب فيه من تفشّي أمراض السّكري وأمراض القلب والشرايين والسرطان يستنزف صناديق التأمين على المرض. حسب إحصائيّات المنظّمة العالميّة للصحّة يعاني مليار نسمة من زيادة في الوزن بينما يعاني 300 مليون نسمة من سمنة واضحة. في اجتماع ضمّ 2500 خبيرا في أستراليا في سنة 2006 نبّه المشاركون من استفحال ظاهرة البدانة في أوساط الأطفال. فهذا الوباء سيجعل منهم أوّل جيل يموت قبل أبويهم. يلاحظ السيّدPaul Zimunuet رئيس الملتقى المذكور أنّ عدد المواطنين المصابين بزيادة في الوزن والبدانة يفوق عدد المواطنين الذين يعانون من سوء التغذية. طالب المشاركون في الملتقى بمنع الإشهار الخاصّ بالغذاء والمتسبّب في البدانة كالمشروبات الغازيّة والحلويّات بأنواعها. تبرز إحصائيّات المعاهد الدوليّة للتغذية أنّ شابا من عشر يستهلك يوميّا بطاطس مقليّة وأنّ غالبيّة هؤلاء يستهلكون كميّة من الصودا تفوق كميّة الماء الصالح للشراب. أكّد السيّد Walter Willet الباحث في الصحّة العموميّة بجامعة هارفارد أنّ السمنة مسؤولة عن 15 إلى 20 بالمائة من حالات السرطان متجاوزة التدخين. اليوم أكثر من نصف الكهول في البلدان الصناعيّة وفي مدن بلدان الجنوب أيضا يعانون من نقص في الأملاح والمغذيّات كالمانغزيوم وفيتامينE وهذه المواد تقي من السرطان. عرفت العادات الغذائيّة في البلدان الصّناعيّة تحوّلات عميقة لعلّ أبرزها ارتفاع نسبة الحريريات المتأتيّة من الزيوت إذ ارتفعت من 16% سنة 1780 إلى 42% سنة 1980 بينما تراجع استهلاك البقول والخضر والغلال لصالح النشويّات والسكريّات واللّحوم. (يتبع)