تونس – الشروق: أسدل الستار مساء الأحد الماضي 28 أفريل 2019، على فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي بالمرحلة الإعدادية والتعليم الثانوي، بالمركز الثقافي المدرسي محمود المسعدي، ونشط حفل الاختتام البهيج، الإعلامي مكي هلال. أما المفاجأة التي باحت بأسرارها في حفل اختتام الملتقى، فتتمثل في إلغاء لجنة تحكيم مسابقتي البرامج، للمسابقتين وللتراتبية بين الأعمال، على حدّ تعبير رئيس لجنة تنظيم الملتقى جوهر أولاد حمودة، وفي المقابل وقع تكريم جل النوادي المسرحية على تميز أعمالهم في السينوغرافيا والتمثيل والإخراج والتأليف، وسط أجواء احتفالية للتلاميذ المشاركين في الملتقى والذين بلغ عددهم قرابة 400 تلميذ. ومن هذا المنطلق يمكن القول إن هذه الدورة كانت استثنائية كما أرادها منظموها، ونجحت في هدفها الأساسي، وهو الانتصار للتلاميذ، وبث الفرحة والسعادة بينهم، وهو ما حصل فعلا، حين تم اختيار أفضل العروض المسرحية المدرسية وبرمجتها، واستقطاب هذا العدد الكبير من التلاميذ المشاركين (400 تلميذ)، وتوفير نزل لهم بمدينة الحمامات، وحضورهم افتتاح الملتقى بالمسرح البلدي، افتتاح في الواقع، كان مميزا على كل الواجهات. حفل الافتتاح الذي قدمه ونشطه أيضا الإعلامي المكي هلال بالمسرح البلدي بالعاصمة، كان له الوقع الإيجابي على التلاميذ وهم يشاهدون تكريم أعضاء الجمعية الفتية، «الجمعية التونسية لمدرسي التربية المسرحية» ولجنة التنظيم، لزملائهم من الأساتذة المسرحيين، وكانت الفرحة مضاعفة لدى التلاميذ والأساتذة المسرحيين على حد السواء. التلاميذ المشاركين في الملتقى قدموا من داخل البلاد ومن كل جهاتها، وفيهم من يزور أو يدخل المسرح البلدي وقاعة الريو والنزل لأول مرة، فكان الملتقى بالنسبة لهم كالحلم، فيه عاشوا أحلى اللحظات واستمتعوا وأمتعوا في العروض التي قدموها بشارع الحبيب بورقيبة وبشوارع أخرى وبالنزل في الحمامات. كما تحققت الإفادة البيداغوجية والمعرفية بحضورهم الندوة العلمية التي نظمها الملتقى تحت عنوان «ستون سنة من المسرح المدرسي: المسارات والعوائق»، والأكيد أن متابعة كل العروض التي قدمت سيضيف الكثير لهؤلاء التلاميذ الذين يبقى المسرح من أبرز اهتماماتهم وهواياتهم. عموما دورة استثنائية للملتقى الوطني للمسرح المدرسي، تعود كما كانت في الماضي البعيد أي بعد 41 عاما، محملة بإرادة التغيير وإعادة البريق للمسرح المدرسي الذي تخرج منه أبرز المسرحيين في تونس، على أمل أن تلقى مبادرة المنظمين لهذه الدورة، والمتمثلة في تأسيس أيام قرطاج للمسرح المدرسي، الدعم والقبول من قبل وزارتي التربية والشؤون الثقافية.