يذكرني تعامل الحكومة مع الفلاحة بذلك الشخص الذي يتحمل وزر الجميع سواء في العمل او في العائلة بينما لا احد يبالي بمتاعبه او يحس ويشعر بمعاناته والامه وفي المقابل يطالبونه يوميا بان يكون رمزا للعطاء المتواصل وان اشتكى يجابه باللوم لأنه لم يقدّر حال العباد والبلاد. والاسئلة التي نطرحها بمرارة الى متى ستواصل الحكومة على هذا الحال؟ وهل لديها استعداد للاهتمام بمعاناة الفلاح المنتج عوض البحث في الحلول السهلة والتوريد تحت مسمى ضمان التزويد ؟ وهل هي قادرة على الحد من جشع "بارونات" التوريد وتشجيع المنتوج الوطني حماية لسيادة الغذاء وحفاظا على مواطن الشغل ؟ ان القطاع الفلاحي اليوم هو القطاع الاكثر حفاظا على التوازنات المالية والاقتصادية للبلاد رغم انه مازال يعمل بطرق تقليدية بعيدة كل البعد عن التطور الذي شهدته باقي دول العالم واذا كان شعار الحكومة مكافحة الفساد فانه حريّ بها تسليط الضوء على الفساد في القطاع الفلاحي عوض اللجوء الى الحلول الترقيعية التي تسكت اصوات الفلاحين في الوقت الراهن لكنها لن تسكت بطون التونسيين مستقبلا عندما تنهار منظومة الانتاج وتعجز الدولة عن توفير الغذاء بالعملة الصعبة .